الإبقاء على طبع الجرائد العمومية ضمانا للحق في الإعلام

أفاد السيد جمال كعوان، وزير الاتصال، أنه بالرغم من العجز المالي الذي تعاني منه المطابع العمومية خاصة بجنوب البلاد فإن الدولة تدخلت للإبقاء على طبع الصحف التابعة للقطاع العمومي لضمان حق المواطن في الإعلام وضمان الخدمة العمومية بالجنوب.ذكر السيد كعوان، في رده على سؤال لعضو من مجلس الأمة تعلق بالركود الذي تعرفه مطبعة بشار خلال الجلسة المخصصة للأسئلة الشفوية أول أمس، أن سوق الطباعة تعرف حالة الركود والكساد بسبب الأزمة التي تعاني منها البلاد، والتي قلصت عملية طبع الصحف الخاصة بالجنوب بعد تراجع مداخيل الإشهار.
وأشار السيد كعوان، إلى أنه بالرغم من هذا العجز المالي الذي أثر سلبا على عناوين الصحف الوطنية الخاصة التي لم تعد تجد ربحا لنشاطها بهذه المنطقة، فإن وزارة الاتصال تدخلت للإبقاء على طبع الصحف التابعة للقطاع العمومي على الرغم من أن ذلك يتعارض والهدف الاقتصادي البحت لإنشاء هذه المطابع.
وأوضح الوزير، أن قطاعه غلّب مصلحة المواطن وحقه في الإعلام على أي اعتبار أخر، مشيرا إلى أن هذا العجز المالي يمس عدة مطابع حاليا خاصة مطبعتي بشار وورقلة اللتين تتكبدان خسائر كبيرة تعود إلى ضعف الكميات المسحوبة، وتوقف العديد من العناوين الخاصة بالجنوب كنتيجة حتمية ناتجة عن تراجع سوق الإشهار وما لها من تأثير مباشر على الصحف، إضافة إلى محدودية سوق المطبوعات التجارية.
وأضاف الوزير، أن الأسعار المطبّقة حاليا على عمليات الطبع لا تمكّن المطابع العمومية من تحقيق أرباح ولا حتى من تغطية تكاليف مصاريفها بالاكتفاء بطبع الجرائد لوحدها، الأمر الذي جعلها تتفتح على نشاطات أخرى كطبع الكتب وباقي المطبوعات الأخرى التي تعد الضامن الأساسي لرفع مردوديتها.
غير أن هذه العملية تبقى محدودة جدا بسبب تأجيل عملية اقتناء تجهيزات الطباعة التجارية بسبب الأزمة الاقتصادية التي تعيشها البلاد والتي أدت إلى تجميد عدة مشاريع.
في هذا السياق أشار السيد كعوان، إلى أنه بالرغم من هذا التجميد فقد استطاعت مطبعة بشار خلال العامين الماضيين، تجسيد العديد من الأعمال كطبع التقرير المالي للولاية من سنة 2015 رلى 2017، وطبع كتب لجامعة الولاية ومنشورات أخرى، مؤكدا أنه لا يوجد أي تقصير من المطبعة فيما تطلبه منها المؤسسات والهيئات المحلية.
وذكر الوزير بأن مطبعة بشار أنشئت سنة 2013، في إطار سياسة القطاع طبقا لبرنامج رئيس الجمهورية، الرامي إلى تكريس حق المواطن في الإعلام، وللتخلص من الصعوبات المطروحة في مجال التوزيع المتعلقة بالصحف الوطنية، حيث تقرر إنشاء وحدات للمطابع في الجنوب للطبع بعين المكان حتى تصل الصحف للمواطن في أقرب وقت.
وقال السيد كعوان، إن الظرف الاقتصادي الذي تم فيه إنشاء هذه المطابع كان يتميز بعوامل تهدف إلى ازدهار سوق طباعة الجرائد وتطويرها.