الجزائر

الإبراهيمي في مواجهة الأسد



الإبراهيمي في مواجهة الأسد
لا يبدو أن الحنكة الديبلوماسية قد خالفت المبعوث الدولي الجديد بشأن الأزمة السورية الأخضر الإبراهيمي عندما قال في أحد تصريحاته الصحفية، أنه يريد رؤية أين توقف المبعوث الدولي السابق كوفي عنان والإستفادة من الدرس المتضمن في هذه الإستقالة من ناحية مدى توفر الدعم الدولي، وبالتحديد دعم القوى الفاعلة في الملف السوري، لحل الأزمة السورية.
من الواضح أن المبعوث الدولي السابق كوفي أنان لم يتلق ما يكفي من هكذا دعم، وأن الأخضر الإبراهيمي سيسعى إلى حل الأزمة السورية من هذا الباب أولا عندما يقول أنه “يريد دعما قويا وحقيقيا" من مجلس الأمن.
والأكثر من ذلك، فإن الأخضر الإبراهيمي الذي يبدو كمن تمعن جيدا في مسار سلفه كوفي أنان فيما يتعلق بإنهاء الأزمة السورية، يريد أن يكون هذا الدعم من مجلس الأمن دعما في شكل “كتلة واحدة" عندما يشير إلى أن مهمته الأولى بعد تعيينه تثمثل في التغلب على الإنقسامات داخل مجلس الأمن.
ولا يخفى على أحد طبيعة هذه الإنقسامات الموجودة أساسا بين روسيا والصين من جهة وبين الولايات المتحدة ومن يدور في فلكها من الدول الغربية... بخصوص الأزمة السورية في إطار لعبة المصالح والنفوذ في منطقة الشرق الأوسط ومثل هذا الإنقسام يسير في ظله تجاذب آخر بين القوى الإقليمية الكبرى في المنطقة متمثلة في إيران من جهة، وتركيا ودول الخليج من جهة أخرى، وعلى نحو أصبح يوحي بأن حل الأزمة السورية أصبح يتوقف علىه تفادى حرب إقليمية واسعة النطاق قد تكون بدورها مقدمة لحرب عالمية ثالثة إذا أخذنا بعين الإعتبار مصير الكيان الصهيوني ضمن كل هذه المعادلات الإقليمية والدولية الصعبة.
ومن هذا الباب يأتي تركيز الإعلام العالمي بأسره على سوريا الواقعة في أتون الحرب، ومنه أيضا تتجه الأنظار كلها إلى المبعوث الدولي الجديد للأزمة السورية الأخضر الإبراهيمي الذي وإن عرف إلى حد الآن كيف يربط العربة وراء الحصان وليس أمامه بتشديده على أهمية الدعم الدولي في مساعيه من أجل حل الأزمة السورية، إلا أن مهمته تبدو صعبة للغاية، إلى درجة أنه يؤكد كونه ليس واثقا تماما حيال فرص إنهاء النزاع في سوريا.
وإلى حد الآن يبدو الإبراهيمي منفتحا على الجميع بما فيهم إيران الدولة التي تملك يدا طويلة في ملف الأزمة السورية عندما قال إنه يرحب بالحديث معها.
وإذا كان الإبراهيمي الذي يريد أن يرى أين توقف عنان قد عرف من أين يبدأ، فإن لا أحد يعرف إلى أين سوف ينتهي في حل المعضلة السورية الكبيرة.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)