الجزائر

الأولياء متخوّفون والدروس التدعيمية حلٌ للأبناء



بسبب الإضرابات المتتالية عبر المدارس
الأولياء متخوّفون والدروس التدعيمية حلٌ للأبناء
سلسلة الإضرابات المتتالية التي تعرفها مختلف الأطوار الدراسية في الجزائر جعلت الأولياء في حيرة من أمرهم مما دفع بهم الى الاستنجاد بدروس الدعم لتغطية التأخر في البرامج الدراسية وكذا الخلط الواقع في الدروس بعد موجة الإضرابات التي تشهدها معظم المدارس بصفة أسبوعية.
نسيمة خباجة
عرفت مدارس الدعم إقبالا كبيرا من طرف الأولياء قصد إدراج أبنائهم وكانت الحل البديل بعد موجة الإضرابات التي تعرفها المدارس وفي مختلف الأطوار ويتخوف الأولياء أكثر من تأثيرها على الأبناء المقبلين على اجتياز شهادة مصيرية على غرار شهادة التعليم المتوسط والبكالوريا الأمر الدي دفعهم الى إدراج الأبناء بالمدارس الخصوصية لتدارك العجز.
بحيث تشهد معظم المدارس اقبالا من طرف التلاميذ وفي مختلف الأطوار الأمر الذي انقلب سلبا على ارتفاع الأسعار بالمدارس الخصوصية وارتفع سعر المادة الواحدة الى 2500 دينار شهريا ولم يجد الأولياء بديلا سوى بتدعيم ابنائهم خوفا من ضياع مشوارهم الدراسي.
اقتربنا من بعض الأولياء فأجمعوا أن الإضرابات تهدد أبناءهم في كل لحظة وحين وألفت المدارس هذا السيناريو المؤسف الذي يدفع ثمنه الأبناء كونهم كبش فداء في كل مرة.
تقول السيدة ريمة إنها أجبرت على تدعيم ابنائها بمدرسة خصوصية خوفا من تأثير الإضرابات على مشوارها الدراسي خصوصا وأنها سوف تجتاز شهادة التعليم المتوسط وليس هناك وقت لتضييعه في تلك المتاهات التي صارت المدرسة الجزائرية تتخبط فيها ويكون التلاميذ ومن بعدهم أوليائهم الخاسر الأكبر بسبب المخاطرة بمشوار التلاميذ وتراكم الدروس وحتمية لجوء المعلمين الى السرعة في إلقاء الدروس بعد عودتهم من الإضراب دون مراعاة فهم التلاميذ من عدمه الأمر الذي يجبرهم على الاستنجاد بالدروس الخصوصية كونها الحل البديل.
نفس ما راحت إليه سيدة أخرى التي قالت إن الأسرة لم يكفها ما تعانيه من عجز مالي لتضاف ميزانية الدروس الخصوصية الى كاهلها لكن لا مفر فمصير الأبناء الدراسي هو الأهم في ظل الإضرابات التي تشهدها المدارس في كل اسبوع مما أثر على التلاميذ وأوليائهم وكانت المدارس التدعيمية هي القارب الوحيد لنجدة الدروس المتأخرة عن التلاميذ وأضافت أنه لابد من إيجاد حل وإيقاف المهزلة التي يتخبط فيها التلاميذ.
وإن كان هو حل اتخذته بعض الأسر فإن أسرا أخرى حالتها المادية لا تسمح بإدراج أبنائهم في أقسام الدروس الخصوصية وكان مآلهم المكوث بالمنازل -تقول السيدة عائشة- إنها تتخوف كثيرا من تأثير الإضراب على مشوار أبنائها الثلاثة لكن ليس بيدها أي حل خاصة وان حالتهم المادية هي جد معسرة وما كان عليهم إلا إبقائهم في المنزل وحثهم على تعويض ما فاتهم من دروس بالحفظ والمذاكرة.
فيما وجدت عائلات أخرى فترة الإضرابات فرصة للتنزه مع الابناء عبر الحدائق وإرفاقهم الى المنتزهات العائلية واستغلال فترة الإضراب في الاستجمام مثلما حدتثنا السيدة مريم التي قالت إن فترة الإضراب أتت مواتية خاصة وأن زوجها في عطلة وأرفقت ابنيها الى أماكن للتنزه وعن الدراسة قالت ما عساها تفعل فحتى القائمين على السلك التربوي بدءا من المعلمين لم يراعوا مصلحة التلاميذ فما بال الأولياء من ذلك فهم الطرف الضعيف في الحلقة مع أبنائهم في الظرف الراهن.
وبالفعل عرفت الشوارع والأماكن العامة والمنتزهات حضورا قويا للأطفال تزامنا مع موجة الإضرابات حتى يخيل أننا في عطلة مدرسية إلا أن المتمعن جيدا يتأكد انه في الوقت الذي كان من الواجب تواجد التلميذ في المدرسة فإن ملجأه هو الشارع أو المنتزه بعد أن وقع الفأس في الرأس واستسلم الأولياء والتلاميذ لأمر الإضراب المحتوم.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)