الجزائر - A la une

الأنوف الخشبية
الساحة الإعلامية الجزائرية مليئة بالمرضى نفسيا والمعقدين، وبعضهم خاصة الذين بلغوا من العمر خرفا وتخريفا يرون أنه لولاهم لما كان الإعلام، وحين تبحث في أرشيفهم القديم لا تر لهم سوى صور بالأبيض والأسود مع زعماء أو شخصيات في السبعينات والستينات يفخرون بها على الشباب من الجيل الجديد، وحين تبحث لهم عن مؤلفات تتحدث عن تجربتهم في الحياة الإعلامية لا تجد لهم كتابا او كتيبا او حتى بعض الأوراق، و لا تجد لهم حتى تحقيقا كبيرا يخص حرب فيتنام مثلا أو أي أزمة أخرى في تلك الفترة رغم ما وفرته الدولة لهم في تلك الحقبة من وسائل مادية ومعنوية ودعم لا محدود سيما وان الإعلام كان كله تابع للقطاع العمومي، هؤلاء الذين يتوددون للمتربصات بصورهم القديمة بالأبيض والأسود ويعتقدون أن تلك الصور تعد انجازا يضاهي تغطية حرب فيتنام او حرب لبنان يحتقرون الجيل الحالي من الصحفيين والصحفيات و يبحثون لهم عن أخطاء الهمزة والفتحة ولكنهم لا يُثمنون ابدا تغطية هؤلاء الشابات والشباب للحروب في ليبيا او في العراق أو غيرها رغم قلة الوسائل والدعم، ولو كانوا حقا أسماء كبيرة كما يريد البعض اهام الناس بذلك لاستطاعوا الظهور في خٌمس او سٌدس ما ظهر به الكاتب المصري الكبير محمد حسنين هيكل او الاخوة أمين في مصر وغيرهم الذين استفاد الشباب العربي من مؤلفاتهم وتجربتهم بينما جماعتنا تركونا نتفرج على صورهم بالأبيض والأسود وهم يصافحون فلان اوعلان معتقدين أنه أنجاز، هؤلاء هم أصحاب الأنوف الخشبية التي لا تتوقف عن التمدد طولا من شدة الكذب.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)