الألعاب الأولمبية ــ أطلنطا 1996 طابع بريدي الجزائر

كان لتعيين مدينة أطلنطا بالولايات المتحدة لاحتضان الألعاب الأولمبية لسنة 1996 وهي الألعاب المئوية أكثر من رمز. فهذه المدينة، عاصمة ولاية جيورجيا، تمثل في المطاف الأول الانطلاقة الرائعة لكبريات ولايات جنوب الولايات المتحدة، منذ حركة المطالبة بالحقوق المدنية التي شهدتها البلاد في الخمسينات والستينات، فالتأخر المسجل مقارنة مع ولايات شمال الولايات المتحدة تم تداركه بفضل تظافر الجهود بين السود والبيض، الذين أصبحوا يتمتعون بنفس الحقوق والواجبات ويتقلدون بدون تمييز مناصب المسؤولية في المؤسسات السياسية والاقتصادية والصناعية والمالية، كما أن ترشح مدينة أطلنطا تم تقديمه ودعمه من طرف لجنة متعددة الأعراق من أمريكيين من أصول عربية وآسيوية وبولونية وهندية وإيرلندية وإفريقية وأمريكية لاتينية. كما كانت اللجنة تضم عناصر من كل الفئات الاجتماعية، يحركها الطموح المشترك في تنظيم الألعاب المئوية في مدينتهم، وهي الأكثر تنوعا عرقيا في العالم. طموح يشكل تأكيدا على التنوع والطابع العالمي للحركة والرسالة الأولمبية، ويؤشر أيضا تعيين مدينة أطلنطا على الطابع التجاري الذي أصبح يميز الألعاب الأولمبية في نهاية القرن، حيث تحتضن مدينة أطلنطا مقر شركة كبيرة متعددة الجنسيات هي من ضمن العرابين للمواعيد الأولمبية. كما عرفت هذه الألعاب أيضا مستوى قياسيا في حجم المشاركة، حيث أكدت197 دولة حضورها، إضافة إلى ارتفاع مستوى المتابعة إلى نسب عالية جدا بفضل تطور وسائل البث والإرسال والاهتمام المتنامي بالألعاب الأولمبية، التي تعتبر أكبر حدث رياضي عالمي بعد كأس العالم لكرة القدم.