الأفافاس

جددت جبهة القوى الاشتراكية عزمها مواصلة مسعى "الإجماع الوطني" الذي حددته منذ سنتين خلال المؤتمر الخامس للحزب، لإيجاد "مخرج سلمي، توافقي، ديمقراطي للأزمة المعقدة التي يمر بها البلد"، رغم اعترافه بÇصعوبة الطريق"، مؤكدا قناعته بأنه لا حل إلا بإلقاء الإجماع الوطني إلى الشارع ليحتضنه الشعب.واعترف الافافاس أمس، في نداء وجههه لمناضليه ولكل الجزائريين والجزائريات على العموم، بصعوبة تحقيق مسعاه المتمثل في "إعادة بناء الإجماع الوطني"، قائلا "في الأعلى، إنها حالة الجمود عن الحكام وفي الأسفل المجتمع في حراك"، وأضاف حزب الدا الحسين في النداء الذي نشره عبر موقعه الالكتروني الرسمي، أنه قدم كل الأسباب التي تستدعي الذهاب نحو إجماع وطني، معتقدا أن مبادرته تستجيب لمتطلبات الحالة الواقعية للبلد، بالإضافة إلى أن "المجتمع الجزائري أبدى اهتماما سياسيا فعليا بالمبادرة"، موضحا أن مبادرته رغم كل الصعوبات "وغياب إرادة سياسية واضحة مترجمة من طرف السلطة، لا يزال هناك أمل، وفي نهاية المطاف لا مفر من تحقيق الإجماع"، وعلق السكرتير الأول، محمد نبو على ذلك قائلا "أنا مقتنع". مضيفا "الطريق طويل وصعب.. ولكن الطريق الوحيد لتحقيق التغيير الحقيقي في البلد". وعليه أبدى نبو قناعته "القوية" وإصراره على مواصلة التعبئة داخل الحزب، وللجزائر والجزائريين، بالإضافة لتعبئة القوى السياسية والاجتماعية الواعية "من أجل تحقيق هذا الهدف". وقال نبو في ندائه "أكثر من أي وقت مضى، الجزائر بحاجة إلى تحول سياسي، اقتصادي، اجتماعي وثقافي، في سياق داخلي، إقليمي ودولي غير مستقر ومقلق".في السياق ذاته، قررت جبهة القوى الاشتراكية تنظيم تجمع شعبي يوم السبت القادم، بقاعة الأطلس بالجزائر العاصمة، معتبرا أن نجاح هذا التجمع مهم لتقوية الحزب والاستمرار في "نهجنا لخدمة وطننا". داعيا كل مناضلة ومناضل وكل هياكل الحزب إلى "تعبئة تامة واستعدادا كاملا لجعل هذا الحدث حدثا سياسيا كبيرا". في إشارة واضحة إلى أن أقدم حزب معارض في تاريخ الجزائر يتبنى لنفسه بشعار "ألقوا بالإجماع إلى الشارع يحتضنه الشعب"، وذلك بعد أن مل، على ما يبدو، من انتظار تحرك رسمي من طرف السلطة، بعدما تلقى إشارات غير متحمسة من طرف أحزاب الموالاة التي لم تلتحق بعد باللجنة التحضيرية لندوة الإجماع، بالإضافة إلى الإعلان الرسمي لقوى المعارضة عن رفضها لمسعى الحزب، ولم يبق للأفافاس خيار سوى التوجه إلى الشعب بصفة مباشرة، من خلال تجمع شعبي في قاعة الأطلس.