الجزائر

الأغنية الوطنية بين ماض ذهبي وحاضر بلا ملامح..



الأغنية الوطنية بين ماض ذهبي وحاضر بلا ملامح..
الكاتب اللبناني سامر منصور ل"البلاد": الأغاني صارت تمجد الحكام بعد أوسلوقالت الإعلامية نبيلة فراجي، إن الأغنية الوطنية غابت وغيبت فلم تعد حاضرة في الأعياد الوطنية، إلا نادرا وبصفة محتشمة ولم تعد هناك أصوات -حسبها- في الساحة الفنية متميزة ننتظر صعودها على الركح أو cd، فما لا يؤثر ويكرر ويردده الجمهور لا وقع له"، وتواصل المتحدثة في ذات السياق "حينما نذكر الأغنية الوطنية في الجزائر أو حتى العالم العربي نشير إلى الأيقونة وردة والفنان الكبير رابح درياسة ولكن الآن لا يوجد أسماء في هذا المجال، فمن منا لا يذكر إلى الآن أغنية العملاق الراحل الحاج محمد العنقى "ما بقاش الاستعمار في بلادنا". وعن ما قدم في الساحة مؤخرا في مجال الأنشودة والأغنية الوطنية؛ قالت فراجي "حتى آخر الكليبات أخذت تعيد الأغاني الوطنية الكلاسيكية كأنه ماتت الكتابة والتلحين في الجزائر، الساحة الفنية تفتقد لصوت فني متميز لم نعد نسمعها إلا نادرا، المستويات متقاربة ولا يوجد صوت فارق، فحتى الحفلات الوطنية لم تستطع إنتاج فن بمقياس هذا الوطن وكبره وتضحياته.. هناك ملأ فراغ لا أكثر". وتتساءل الإعلامية في السياق نفسه "هل هناك في ذاكرتنا أغنية وطنية واحدة بعد احتفالات الخمسينية رغم أن احتفال الخمسين سنة نعيشها مرة واحدة.. حتى الأغاني السياسية لفترة معينة مثل "خوذ المفتاح يا الفلاح" لدرياسة بقيت في الذاكرة رغم ما نعيبه على الثورة الزراعية ورغم الأموال المصروفة لم نستطع حتى صنع نجم وهذا أكبر مصائبنا بقي حب البطن للأسف.. حتى احتفلاتنا الوطنية أصبح كركلا اللبناني الوحيد الذي يقوم بتحضيرها للأسف مسخنا الأغنية الوطنية والتراث".من جهة أخرى، تحدث الكاتب اللبناني سامر منصور، عن واقع الأغنية الوطنية في العالم العربي، فأشار إلى أنها كانت ابنة بيئتها تعصف بحراك الشارع عصفا تجمع المشترك وترفعه عاليا بل وتقدسه "خصوصا أن الشعارات الكبيرة من استقلال ومحاربة الاستعمار وتحرير فلسطين وغيرها"، حيث أكد منصور أن الأغنية الوطنية كانت متلازمة مع نهضة طالت البنى الفكرية والسياقات الأدبية لمجتمعاتنا من شعر ولحن وغير ذلك.. "فكانت الأغنية الوطنية في عصرها الذهبي، وكلما شهدت مجتمعاتنا منعطفا في السياسة وجدناها تتأثر أيضا حتى أنها اختلفت وانحصرت خصوصا بعد توالي الهزائم وبعد فترة أوسلو حتى باتت في كثير منها تمجيدا لشخصية الحاكم أو النظام أو تلامس مثالية غريبة عن واقع معيش وإما أنها تفرعت عن مخاطبة الوعي الجمعي القومي مثلا إلى تخصيص عرقي أو مذهبي أو فئوي أحيانا". ويواصل المتحدث في سياق متصل "الأغنية الوطنية تؤثر في الوعي وتتأثر بنتائج أي حراك حتى من حيث القيمة الأدبية لكلماتها والموسيقى في انعكاساتها لمدى الإسفاف الذي تعانيه ساحاتنا الفنية وذوق القلة القليلة التي ترى في تراجع الأغنية الوطنية أو الملتزمة قضايا الشعب عن التأثير انحدارا ما بين الماضي المفعم بالآمال وحاضر منهزم رغم وجود ماسات في الأغنية الوطنية والملتزمة تضيأ ليلنا ولا تنطفئ مثل أغنيات جوليا بطرس وإرث الشيخ إمام وسميح شقير".




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)