الجزائر

الأزمة بين وزير الصحة والأطباء المقيمين تكشف أبناء مسؤولين لا يؤدون الخدمة المدنية في الجنوب



انقسام وسط الأطباء المقيمين بين المهادنة وتصعيد الاحتجاج  كشفت مصادر مطلعة أن وزارة الصحة تسعى لاستغلال نفوذ وسلطة رؤساء المصالح في المستشفيات لكسر إضراب الأطباء المقيمين، في الوقت الذي يهدد فيه جناح من هؤلاء بكشف قائمة تضم أسماء أبناء مسؤولين لا يؤدون الخدمة المدنية في الجنوب، وبعضهم تحصل على منح للدراسة في الخارج دون وجه حق.
 انتقلت القبضة الحديدية بين وزارة الصحة والأطباء المقيمين إلى الكواليس، بعد أن عكف الوزير منذ بداية الحركة لكسر الإضراب بكل الطرق، فبعد أن فشل مديرو المستشفيات في إرغام الأطباء للعودة إلى العمل، وجه الوزير اهتمامه لرؤساء المصالح الاستشفائية، الذين التزموا الحياد منذ بداية الإضراب، غير أن الوزير كما يقال ''يعرف من أين تؤكل الكتف''، حيث أعلن عن تغيير القانون الأساسي للأطباء المساعدين ما يتيح لهم إمكانية الترشح لرئاسة المصالح وتبوء منصب ''بروفيسور''.
الإعلان حرّك ''لوبي'' رؤساء المصالح، الذين دخلوا ساحة المعترك لكسر الإضراب، ليتراجع الوزير عن قرار إعادة النظر في القانون الأساسي للأطباء المساعدين، فتوترت في الفترة الأخيرة العلاقة بين الأطباء المقيمين ورؤساء المصالح. كما أفرزت الوضعية انشقاقا في صفوف المضربين، بين من يرى أن تهديدات رؤساء المصالح قد تضر بمصالحهم ومن الأحسن إعادة النظر في بعض المطالب وتقديم الجانب المادي كمطلب أساسي عوض إلغاء الخدمة المدنية التي كانت الانشغال الأول عند الأطباء المضربين. أما الجناح الثاني، فيرى أنه يجب مواصلة الحركة الاحتجاجية وعدم التراجع عن المطالب، ويهدد هؤلاء في محاولة الرد على تغير موقف رؤساء المصالح، بكشف قائمة اسمية تضم أبناء هؤلاء ''الدكاترة'' استفادوا من امتيازات ومعاملات تفضيلية، سمحت لهم بعدم التقيد بالخدمة المدنية، وحتى من قاموا بأداء الخدمة المدنية، فإنها تمت في ولايات لا تبعد عن مقر إقامتهم ببضعة كيلومترات، كرئيس مصلحة تمكنت ابنته من أداء الخدمة المدنية بالبليدة وهي تقيم في العاصمة، فتساءلت مصادرنا لماذا لم تؤد الخدمة المدنية في بشار أو خنشلة؟ القائمة تضم أيضا أسماء أبناء رؤساء المصالح، يدرسون في الخارج خلال فترة التخصص، مثل رئيس مصلحة طب العيون في مستشفى عاصمي يقوم ابنه بالدراسة في الخارج، ولا يحضر خلال فترة الاختصاص إلا لاجتياز الامتحانات، رغم أن القانون ينص على أن فترة التربص في الخارج خلال سنوات التخصص لا يجب أن تتجاوز سنة واحدة فقط.
رئيسة مصلحة التهاب المفاصل أيضا بمستشفى عاصمي، درست الطب في فرنسا وتخصصت أيضا في طب الأطفال، وبحكم المعاملة بالمثل فإن الجزائر لا تعترف بشهادة الطب الصادرة عن الجامعات الفرنسية، فكان يجب على هذه ''الطبيبة فوق العادة'' أن تتحصل على شهادات المعادلة كما يحدث للجزائريين بفرنسا، غير أنها بعد عودتها إلى الجزائر شغلت مباشرة منصب أستاذ مساعد في مستشفى عاصمي. كما أن مسؤولا في كلية الطب بولاية شمالية، قام بتأسيس مصلحة طب العيون، كان يفتقدها المستشفى الجامعي بتلك الولاية، من أجل سواد ''عيون'' ابنته التي اختارت ذلك التخصص، وهي تعمل الآن في تلك المصلحة التي تفتقد لرئيس مصلحة.
وبالتهديد بكشف القائمة، تكون القبضة الحديدية قد تعدت مرحلة أخرى، في انتظار ما ستكشف عنه الأيام المقبلة.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)