الجزائر - A la une

الأحزاب الإسلامية في مفترق الطرق


الأحزاب الإسلامية في مفترق الطرق
تعيش الأحزاب الإسلامية في الجزائر وضعا صعبا للغاية من خلال عدم قدرتها على التموقع وتشتتها وفشل تحالفاتها بسبب صراعات الزعامة وازدواجية الخطاب وعدم قدرتها على ممارسة المعارضة.وأثبتت التجارب السابقة ضعف النظرة الإستراتيجية ومسايرة مختلف التحولات حيث وما عدا رئيس حركة مجتمع السلم الراحل محفوظ نحناح الذي تمكن من احتلال الصف الثاني في رئاسيات 1995 وبعدد أصوات معتبرة لم نجد مرشحا قويا لمختلف الاستحقاقات السابقة يؤكد اجماع أحزاب هذا التيار على رأي.
وبالإضافة الى ضعف التوافق زادت الصراعات الداخلية من هشاشة هذا التوجه حيث لم تصمد لا حركات النهضة ولا الإصلاح ولا حتى حركة مجتمع السلم التي عرفت حركة انشطارية ولدت منها «جبهة التغيير»، و«تاج» الذي يعمل في الخفاء لتعويض الأحزاب الإسلامية والأخذ بزمام المبادرة خاصة من خلال بروز تحالف في الأفق مع حزب جبهة التحرير الوطني.
وما زاد في ضعف حركة مجتمع السلم وتراجعها هو الانفصام الذي وقعت فيه حيث لم تستقر على موقف معين حتى خلافة عبد الرزاق مقري لأبو جرة سلطاني الذي حاول إعادة أمجاد الحركة غير أنه تراجع نشاطه كثيرا بسبب التحولات الوطنية والدولية.
فالربيع العربي والدعم التركي للكثير من الأحزاب الإسلامية التي اعتقدت أنها أمام طريق مفروش بالورود سرعان ما أنقلب عليها خاصة بعد الذي حدث في تونس ومصر حيث جعل الأحزاب الإسلامية في فم المدفع بعد أن تبين بأنها وقعت ضحية بعض التوجيهات الخارجية التي سحبت منها البساط ووضعتها في موقع لا تحسد عليه.
كما أن تجربة حركة الإصلاح الوطني في 2004 واندلاع أزمة داخلية بين زعيمها عبد الله سعد جاب الله والمجلس الشوري الذي كان يضم جهيد يونسي وأحمد بن عبد السلام وبولحية الذين فازوا بالمعركة القضائية غير أنهم انقسموا على أنفسهم من خلال عدم تقبلهم التداول على رئاسة الحركة سنويا فانسحب محمد بولحية وتمكن يونسي من الترشح لرئاسيات 2009، لينفرد أحمد بن عبد السلام بتشكيل حزب جديد جبهة الجزائر الجديدة وهو ما زاد من شرخ الأحزاب الإسلامية التي تعمل حاليا على الجري في كل الاتجاهات دون أن تجد ما تصبو إليه وحتى الممارسة السياسية والديمقراطية وتطور الأحداث لم يبرز أي مشروع للأحزاب الإسلامية يمكن أن يلفت الأنظار.
ويظهر أن مستقبل هذه الأحزاب سيكون غامضا وصعبا في ظل التحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والإعلامية التي تشير الى اندثار هذه الأحزاب بسبب ضعف هياكلها وعدم قدرتها على تسويق خطاب في مستوى التطورات والتحولات .
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)