الجزائر

اكتظاظ أقسام الابتدائيات يعيق النظام توقيف الدراسة بعد الثانية والنصف ''مهمة شبه مستحيلة''


أثار قرار وزارة التربية الوطنية بتخفيف الحجم الساعي في الطور الابتدائي، بالدراسة إلى غاية الثانية والنصف بعد الزوال، ردود فعل متباينة، حيث أجمع المختصون والنقابات على استحالة تطبيق هذا النظام خلال الموسم الدراسي القادم، بالنظر لغياب العدد الكافي من الأقسام والأساتذة والمؤطرين.
يُواجه تلاميذ الطور الابتدائي، بداية من شهر سبتمبر المقبل، البرنامج الجديد للوتيرة الدراسية على طريقة البلدان الأنجلوسكسونية، التي أقرتها الوزارة، وأعرب أولياء التلاميذ على قبولها والارتياح لها، خصوصا وأنها تأتي في إطار مطالبهم بضرورة تخفيف الحجم الساعي والبرامج المقررة.
وعلى الرغم من غياب أي تفصيل فيما يخص ملف الوتيرة المدرسية، إلا أن الأكيد أنه تم تقليصها كمرحلة أولى في الطور الابتدائي بثلاث ساعات في السنوات الأولى والثانية والثالثة، وساعتين بالنسبة للسنتين الرابعة والخامسة.
وبناءً على هذا، فإن التلميذ يلتحق بالقسم بداية من الساعة الثامنة إلى الحادية عشر صباحا، ومن الساعة الواحدة إلى الثانية والنصف ظهرا، في الوقت الذي يقدّر الحجم الساعي حاليا، وتجسيدا لسياسة الإصلاح ما بين 24 و25 ساعة في الأسبوع، بعدما كان 30 ساعة في مرحلة ما قبل الإصلاح.
وأوضحت وزارة التربية الوطنية في وقت سابق، بأن التخفيف من الحجم الساعي للدراسة لا يعني المساس بالمعارف الأساسية ، التي تُعطى للتلميذ، خصوصا وأن اللجنة المختصة تقوم بدراسة مدققة.
وبالنظر إلى هذا الإجراء، فإن مئات التلاميذ من مختلف السنوات الدراسية، يتواجدون في نفس الوقت في المدرسة الابتدائية، وهو ما يطرح مشكل الاكتظاظ من جديد، الذي لم تتمكن وزارة التربية الوطنية من التخلص منه لسنوات.
وبلغة الأرقام فإن القطاع استلم الموسم الدراسي الفارط 54 مدرسة ابتدائية من بين 240 متوقعة عبر الوطن، وهو ما يعني أن استلام باقي المشاريع للموسم القادم يبقى مستحيلا أيضا، خصوصا وأن الأمر لن يتوقف على الدراسة بل على تخصيص فترة للتسلية والترفيه.
كما أن مشكل الاكتظاظ يطرح منذ 3 سنوات، ولم تتمكن الوصاية من حله، فما بالك بتواجد كامل التلاميذ، الذين كانوا ينقسمون على فترتين متخالفتين، في نفس الوقت وفقا للنظام الجديد.
وإذا كان أولياء التلاميذ، قد رحّبوا بالقرار للتخفيف على التلاميذ، فإنهم متخوفون من نقص الإمكانيات والتأطير، بما يجعل الوزارة تتخبط في مشاكل أخرى تعيق تطبيق ملف الوتيرة المدرسية للموسم القادم. وفي انتظار الإعلان عن تفاصيل وحلول الوزارة لتجسيد هذا البرنامج الجديد يبقى السؤال المطروح: هل ستساهم هذه الإجراءات في إحداث اضطرابات على المستوى الدراسي للتلاميذ في أهم طور تعليمي؟
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)