الجزائر

افتتاح ملتقى دور الأغنية الوطنية بين ثورتي التحرير والبناء بوهران


افتتاح ملتقى دور الأغنية الوطنية بين ثورتي التحرير والبناء بوهران
الشعب الجزائري مناضل ومتحضر ومساير لحركية الحياةافتتحت صباح أمس بمسرح عبد القادر علولة بوهران، فعاليات "الملتقى الجهوي حول دور الأغنية الوطنية بين ثورتي التحرير والبناء"، وقد شكلت هذه التظاهرة الثقافية الهامة فرصة للعديد من الباحثين والأكاديميين لمناقشة دور التراث الفني ولاسيما الغنائي والموسيقي منه في تشييد معالم جزائر حرة ومستقلة، خصوصا إبان الاستدمار الفرنسي البغيض لبلادنا وبعد الاستقلال حيث شرع الجزائريون في معركة البناء والتشييد. وأكدت مديرة دار الثقافة التي أعلنت عن انطلاق فعاليات الملتقى بأن "الكلمة والفن" كان لهما دورا كبيرا في معركة البناء، لاسيما أيام الثورة التحريرية المظفرة، حيث ساهم العديد من الفنانين في غرس الروح الوطنية والفكرية لدى الجزائريين، وأن الأغاني الوطنية كانت هي الأخرى وقودا للعديد من الأحداث التاريخية، فكان المبدع والمثقف والفنان، ظهيرا للمجاهد في ساح الوغى، وهو نفس الأمر الذي وافقها فيه الدكتور بشير بويجرة، الذي أوضح بأن الأعمال الفكرية والأدبية وحتى الموسيقية تمثل رصيدا وطنيا لا ينضب بالإنجازات الخالدة، حيث أن "جميع شرائح المجتمع الجزائري وقتذاك كانت تحمل في أفئدتها قلبين الأول يشدو حمامة السلام والثاني الأمانة والتحرر"، وهو ما أربك المستدمر الفرنسي الذي ظن بأنه قادر على إخماد ثورة شعب مسالم لا يريد سوى العيش في آمان وهناء، مذكرا بأشعار الراحل مفدي زكرياء الذي تحدث عن سقوط الجبابرة الفرنسيين وعدم قدرتهم على إخضاع شعب خضعت له الدنيا بأكملها. منتقدا في نفس السياق بعض الشخصيات السياسية والأحزاب الوطنية التي تشكك في ثورتنا التحريرية المجيدة وهو الأمر الذي وصفه بالمؤسف والبغيض. مشددا على أن للموسيقى والغناء دور كبير في نشر الرسائل المعبرة، خاصة وأن الكثير من الفنانين اجتازوا بنجوميتهم حدود الكثير من الدول وعبّروا بطريقتهم الخاصة عن ضرورة زرع ثقافة السلام ونبذ الحروب والفتن في مختلف دول العالم.أحلام استدمارية فاشلةمن جانبه أوضح الأستاذ نجاح مبارك من جامعة وهران، أن المجتمع الجزائري مجتمع متحضر ويساير حركة التغيير والتحديث التي يشهدها العالم اليوم، مضيفا أن جميع محاولات الاستدمار الفرنسي ل"فرنسة الجزائر" سقطت في الوحل، حيث يذكر الجميع كيف صادق البرلمان الاستدماري في 4 نوفمبر 1948 على أن "الجزائر جزء لا يتجزأ من فرنسا" وكيف صرح برلماني متشبع بثقافة كولونيالية مقيتة من وهران بأنه لم يبق للهلال سوى 70 سنة ويختفي نهائيا، ولكن إرادة الجزائريين التي لا تنكسر وإيمانه القوي بعدالة قضيته جعله ينتصر على أعتى قوة عسكرية ويطردها من أرضنا إلى غير رجعة. ليذكّر الحضور الذين استمتعوا بوصلات فرقة الروابي الإنشادية المشاركة في الملتقى، بأن الراحل أحمد وهبي، الشهيد علي معاشي، أحمد صابر وآخرين خلّدوا أسماءهم بأحرف من ذهب في تاريخ الجزائر المليء بالإنجازات الجسام، مضيفا أن الأغاني الجزائرية تتميز جميعها بالتنوع الحضاري، التاريخي والجغرافي، داعيا في الأخير إلى ضرورة الاهتمام بالأنشودة الدينية لما لها من فوائد كبيرة على مجتمعنا.أما الدكتور بوشيخي الشيخ، فأكد هو الآخر على أن حب الجزائر يمثل ميزة وعلامة خاصة يتصف بها الشعب الجزائري، ومن فرط ذلك أضحى لكل واحد منا دولته الخاصة به يدافع عن وطنه ويذود عنه كلما سمحت له الفرصة بذلك، مضيفا في مداخلة قيّمة، أن "الجزائر المحروسة" كانت ولا تزال مغروسة في الوجدان العقلي والفكري للجزائريين، مشيدا بدور المرأة الجزائرية التي ساهمت هي الأخرى بأهازيجها وأغانيها التي كانت تنشدها أيام الاستدمار الفرنسي البغيض في تحميس وتجييش وتحفيز الثوار والمجاهدين.ليفسح المجال بعدها للأطباق الشعرية الجميلة والهادئة، حيث أتحفت الشاعرة خليفة جميلة من الشلف ومعها بن زعمة من ولاية تيارت الحضور بباقة مزدهرة من الأبيات الوطنية الرائعة، مع العلم أن الملتقى الذي تنظمه دار الثقافة بالتنسيق مع جمعية الثقافة والفن الفضل يختتم اليوم بتقديم مداخلة للأستاذ الجامعي "بقدار محمد" من معسكر حول "مفدي زكريا رائد القصيدة الوطنية" وتسليم جوائز للفائزين في مسابقة أحسن قصيدة وطنية.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)