الجزائر

اغتيال شجرة


اغتيال شجرة
الأكيد أن شهر مارس هذا سيعرف احتفالات كالعادة بالشجرة والبيئة والغابة، والمساحات الخضراء وما شابه، وسيخرج التلاميذ لبعض الحدائق ويحدثونهم عن فائدة الشجرة، ولكن في مقابل ذلك لا أحد يتحدث عن اغتيال الأشجار في المدن، لدرجة أن بعض رؤساء البلديات الذين لهم حساسية ضد البيئة قاموا بقطع وقتل أشجار شهدت مع الشهود على انطلاق الثورة، وربما خبأت خلفها مجاهد او فدائي، وربما تلقت عنه الرصاص، وفي آخر الزمان هذا، يأتي منتخب في زمن الاستقلال ويقطع أشجار ربما غرسها جده الثالث او الرابع، الغريب أن من يقومون بهذا الفعل لا يشعرون بالجريمة التي يرتكبونها، بعد ان صار قطع الأشجار هواية مثلما يفعله هذه الايام مير سيدي عيسى بولاية المسيلة الذي قضى على اشجار معمرة اكبر من عمر جده، ففي بلدان أخرى لا يتم قطع شجرة ولا اقول غابة حتى يتم دراسة الموضوع من مختلف جوانبه ومن عدة هيئات، ودولا أخرى بعد الدراسة والاستشارة لا تقوم بقطع الأشجار، ولكن تقوم باقتلاعها وغرسها في مكان آخر. وهاهي بوادر الربيع تظهر للعيان في المدن ولكن لأننا اقتلعنا رئة البلاد وغرسنا بدلا عنها بيطونا فلم نعد نفرق بين الفصول الا من خلال احساسنا بالحر والبرد، لدرجة أن غبار المدن الذي كانت تمنعه عنا الأشجار صار مثل الضباب في بعض الأحيان، بعد ان صارت السلطات المحلية على مستوى الولايات والبلديات والدوائر العدو الأول للبيئة، ربما لهذا اصبح ترتيبنا في مساحة الغابات بعيدا جدا عن مالي، ودول افريقية أخرى يعتقد البعض أننا اثرى منها من حيث الغابات، ولمن اراد ان يبحث في الأمر ما عليه سوى مراجعة التقارير البيئية العالمية ويقارن موقع الجزائر وموقع الدول الافريقية الفقيرة والتي نعتقد انها صحاري ليصدم بحجم الجريمة التي نرتكبها في حق الشجر وكل الكائنات الحية، لدرجة أن حيوانات جميلة مثل الارانب والعصافير انقرضت ولم يتبق سوى جرذان المجاري والخنازير تطوف حتى احياء في بن عكنون والعاشور ودرارية مثلها مثل الناس.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)