الجزائر

استنفار وسط الولاة المنتدبين لتوفير التدفئة للتلاميذ


ثمّن أولياء التلاميذ بمختلف بلديات العاصمة، الإجراء الذي اتخذته وزارة التربية الوطنية، بوضع نظام رقمي للإشعار، والتبليغ عن وضعية التدفئة في المؤسسات التربوية حيز الخدمة؛ حيث اعتبر بعض من تحدثت إليهم "المساء" خلال خرجة ميدانية إلى بعض المؤسسات التربوية، أن هذه المبادرة تساعد أبناءهم على التمدرس في ظروف حسنة؛ تزامنا مع فصل الشتاء وبرودة الطقس، فيما أضحى غياب التدفئة مشكلا عويصا في المدارس والمؤسسات التربوية في السنوات الأخيرة، ولم يجد له المعنيون حلا رغم النداءات المتكررة لتدارك هذا الوضع.تتجدد معاناة تلاميذ عدد من بلديات العاصمة من غياب التدفئة كلما اشتدت برودة الطقس؛ إذ مازال الكثيرون يعانون من هذا المشكل رغم الميزانيات المالية الضخمة التي تُرصد سنويا لتوفيرها. وبالمقابل، سارع العديد من الولاة إلى الخروج إلى الميدان؛ للوقوف على واقع توفير التدفئة والوجبات الساخنة بالمؤسسات التربوية.
قاعات تمدرس باردة بمقاطعة بوزريعة والوالي في الميدان
طمكنت الجولات الاستطلاعية ل«المساء" التي قادتها إلى بعض المؤسسات التربوية في الأطوار الثلاثة ببلديات العاصمة؛ على غرار الأبيار وباب الزوار وبوزريعة، من اكتشاف افتقارها لخدمات التدفئة التي تُعد من الضروريات التي يحتاجها التلاميذ خلال فصل الشتاء؛ قصد تمكينهم من تلقي الدروس في ظروف جيدة، ومساعدتهم في التحصيل العلمي الجيد، حسب ما أكد أحد أولياء التلاميذ ل "المساء".
وكانت أول زيارة لابتدائية "ميمونة" ببوزريعة، حيث أكد بعض الأولياء أن هذه المؤسسة لم تستفد من التدفئة المركزية كباقي المدارس الأخرى، مجددين مطلبهم إلى السلطات المعنية بضرورة التدخل لتزويد المدارس بمدفآت، من شأنها تخفيف البرد القارس عن المتمدرسين.
وفي هذا الشأن، خرج والي المقاطعة الإدارية لبوزريعة، مؤخرا، للاطلاع على أوضاع مؤسسات بلدية بوزريعة، والوقوف على مشكل التدفئة مرفقا برئيس المجلس الشعبي البلدي، والمصالح التقنية. وشملت الزيارة مدرستي "المأمون" و"ميمونة".
"التدفئة" مطلوبة بالأبيار والسلطات تتحرك
وكانت الوجهة الثانية بلدية الأبيار المجاورة لبوزريعة، وبالضبط ثانوية "خير الدين عروج"؛ حيث لاحظت "المساء" افتقار المؤسسة لأجهزة التدفئة؛ الأمر الذي بات يشكل هاجسا للتلاميذ والأساتذة، حسب ما أكد بعضهم.
وفي نفس السياق، أعرب بعض أولياء التلاميذ عن تخوفهم على سلامة وصحة أبنائهم؛ حيث تحولت قاعات الدراسة إلى "غرف تبريد"؛ الأمر الذي قد يساهم في تشتيت تركيزهم.
ودعا أولياء التلاميذ السلطات المسؤولة إلى النظر في وضعية المتمدرسين، من خلال استدراك النقائص؛ لمتابعة الدروس في أحسن الظروف.
وتزامن انشغال التلاميذ مع تواجد والي مقاطعة بوزريعة في الميدان من خلال زيارته، نهاية الأسبوع الماضي، بلدية الأبيار رفقة رئيس البلدية؛ حيث عاين المدرسة الابتدائية "طالابولما"، والأرضية المخصصة لإنجاز المدرسة الابتدائية التعويضية "هندو".
تعطل أجهزة التدفئة مشكل ببلدية باب الزوار
وخلال زيارة "المساء" الثالثة إلى بلدية باب الزوار، اشتكى أولياء التلاميذ بابتدائية 18 فيفري بإسماعيل يفصح، من الوضع الذي يتكرر كل سنة؛ حيث يواجه أبناؤهم البرد القارس في ظل تماطل السلطات المعنية في صيانة أجهزة التدفئة، في حين أوضح بعض التلاميذ أنهم لم يعودوا يتحملون الظروف الحالية والدراسة في أقسام باردة تشبه الثلاجات؛ حيث يجدون صعوبة كبيرة في التركيز والتحصيل العلمي.
وأضاف محدثو "المساء" أن ظروف التمدرس "قاسية جدا" داخل حجرات وأقسام شبيهة بغرف تبريد، ليبقى التلاميذ عرضة للبرد على مدار ساعات التمدرس؛ بسبب الغياب التام للتدفئة داخل الأقسام.
«شاليهات التمدرس" ببابا حسن "صقيع"
اشتكى عشرات التلاميذ المتمدرسين بالشاليهات التي اتُّخذت كبديل للأقسام بسبب الاكتظاظ ببلدية بابا حسن غرب العاصمة، من غياب التدفئة، وهو ما أربكهم ونغّص عليهم مزاولة دراستهم بشكل طبيعي.
كما احتج كافة تلاميذ وعمال المؤسسات على غرار مدرسة "سلايم علي" ومتوسطة "بديني بهلول"، لانعدام التدفئة، مطالبين والي العاصمة بالتدخل العاجل، بعد أن باتت ظروف المتمدرس، حسبهم "قاسية جدا " داخل حجرات وأقسام وصفوها ب "ثلاجات"، وهو ما أثار استياء وتذمر العديد من الأولياء والتلاميذ على حد سواء.
ولم تقتصر مشاكل المدارس على غياب التدفئة فحسب، بل امتد الأمر إلى شأن آخر، تمثل في قدم أجهزة التدفئة ببعض المدارس، وعدم قدرتها على توفير الظروف الملائمة للدراسة رغم وجود مدفآت بالأقسام.
وأكد محدثو "المساء" أن انعدام أجهزة التدفئة داخل الأقسام الدراسية ببابا حسن المعروفة بالبرودة القاسية خلال فصل الشتاء، عرّض التلاميذ لعدة أمراض؛ منها الالتهاب الحاد للقصبات الهوائية، وتورمات في اليدين، وهي حالات مرضية تسجَّل غالبا في فصل الشتاء عند خضوع التلاميذ للفحوصات الطبية، مؤكدين أن التلاميذ يتعرضون باستمرار، لالتهاب اللوزتين المتكرر، وهو ما يرشح الإصابة بالتهاب المفاصل في حال بقاء التلاميذ داخل حجرات تنعدم فيها وسائل التدفئة لفترات طويلة.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)