الجزائر

استغلاله سيقلص 75 بالمئة من فاتورة استيراد الأدوية: الاستثمار في تربية الأسماك الطبية ينتظر التأطير والتشجيع



لا تزال شعبة تربية أسماك المياه العذبة ذات المزايا الطبية ، متخلفة كثيرا في الجزائر ، رغم توفر المقومات الطبيعية التي تساعد على نجاح هذا النوع من الاستثمار ذي البعد العلاجي و الاستجمامي، حسبما أكده مختصون في المجال ، كما تكتسي هذه الشعبة بعدا سياحيا، سيساهم في دعم الدخل الوطني ، في حال تعميمها على المركبات الحموية و المنتزهات السياحية ، بينما يراهن مهنيو القطاع، على تقليص فاتورة استيراد أدوية عديد الأمراض الجلدية بنسبة 75 بالمئة ، إذا فتح مجال الاستثمار الذي تأخر كثيرا ، نظرا لغياب الإطار القانوني لتأطير هذه الشعبة.بالمقابل تغيب ثقافة استعمال السمك الطبيب لدى المواطن ، كما أن فكرة الاستثمار في هذا الجانب، لا تزال منحصرة بين فئات قليلة ، و بالرغم من وجود تجارب رائدة في تربية بعض أنواع الأسماك، كالبلطي و الغارا ريفا ، إلا أنها قليلة ، و يبقى استخدام هذه الأسماك منحصرا في الجانب التجميلي فقط ، دون الاستعمال الطبي .
سعادة بن دينة رئيس الفضاء
البيطري الجزائري6 مشاريع فقط في الجزائر لتربية الأسماك الطبية
أكد الدكتور سعادة بن دينة، رئيس الفضاء البيطري الجزائري للنصر، أن هذا المجال ضعيف جدا في الجزائر و يستوجب تطويره ، بإشراك المختصين على غرار البياطرة، من أجل توسيع تربية الأسماك ذات المزايا الطبية، خاصة و أن لها قدرة كبيرة في علاج الكثير من الأمراض الجلدية المستعصية ،على غرار الحزام الناري «زونا» و الإيكزيما و الصدفية .
و أضاف المتحدث أن الجزائر باتساعها الجغرافي و تنوعها الإيكولوجي، لا تحوز حاليا سوى على 6 مشاريع لتربية هذا النوع من الأسماك، و عموما هي استثمارات خاصة متواجدة في عدة ولايات، على غرار ورقلة و باتنة وهران و سعيدة ، كما أن الدولة لا تولي أهمية لهذا المجال، و هو ما يعكسه العدد القليل من البياطرة الذين يعملون في وزارة الصيد البحري و المنتجات الصيدلانية الذين لا يتعدى عددهم 32 بيطريا يعكفون على مراقبة و تربية المنتجات الصيدلانية.
إن تطوير هذه الشعبة، يتطلب توظيف أعداد كبيرة من المختصين للقيام بدراسات و بحوث، و كذا تجارب لتربية هذه الأنواع، مضيفا أن التجارب الموجودة، رغم أنها محتشمة، غير أنها مؤشر إيجابي يتطلب حاليا الدعم و النشر على نطاق واسع.
صلاح الدين أوداينية طبيب بيطري بمديرية الصيد البحري بولاية قالمة
الجزائر لم تصل بعد إلى مرحلة الاستعمال العلاجي للسمك الطبي
اعتبر الدكتور صلاح الدين أوداينية، طبيب بيطري بمديرية الصيد البحري لولاية قالمة، أن الاستعمالات الطبية لما يعرف بالسمك الطبيب في الجزائر، غائبة تماما، و ينحصر استخدامه على الجانب التجميلي، و تحدث عن سمك «تيلابيا» أو المعروف باسم « البلطي»، و هو نوع يعتبر الأكثر استهلاكا في العالم، و له قدرة كبيرة على التكاثر بمعدل 143 كلغ في الثانية.
كما له قدرة كبيرة على العيش في درجات حرارة مرتفعة، و يتم تربيته بشكل كبير في ولايات الجنوب، و تحديدا ورقلة، لكن استخدامه، يبقى منحصرا في الجانب الاستهلاكي، دون العلاجي، رغم أن هذا النوع هو الوحيد في العالم الذي له قدرة كبيرة على شفاء الحروق، على اختلاف درجاتها، دون اللجوء إلى تحويله إلى مراهم، فوضع رقائق من جلد السمك البلطي فوق المناطق المصابة على شكل ضمادات، سيضمن نسب شفاء كبيرة ، و يقضي بشكل نهائي على آثار الحروق، كما أن استغلال هذا السمك سيغني المريض عن العلاجات التقليدية التي تسبب آلاما عند نزع الضمادات بشكل يومي ، و من خصائصه كذلك، أنه يوضع مرة واحدة على مكان الحروق، إلى غاية الشفاء.
و أرجع سبب عدم استغلال هذا النوع من الأسماك، إلى نقص ثقافة العلاج بالأسماك الطبيبة، رغم أنها ثقافة علاجية قديمة في تاريخ الشعوب، و هي منتشرة بشكل واسع في دول آسيا و أمريكا، و يرى أن الدولة ملزمة حاليا، بتشجيع مثل هذه الاستثمارات التي ستعمل على تقليص فاتورة استيراد الأدوية بنسبة 75 بالمئة.
أسماء كردوسي باحثة في علم البحار بجامعة باجي مختار عنابة
المناطق الحموية في الجزائر أفضل بيئة لتربية السمك الطبيب
أكدت من جهتها الباحثة في علم البحار بجامعة باجي مختار بعنابة، أسماء كردوسي للنصر ، أن مناخ الجزائر مناسب لتربية الأسماك الطبية على اختلاف أنواعها ،على الرغم من أن موطنها الأصلي هي المياه العذبة، في أندونيسيا، أمريكا و تركيا، لكن نتائج التجارب المحتشمة في الجزائر إيجابية ، و أحسن بيئة لنجاح هذا النوع من الاستثمارات، حسبها، هي المناطق الحموية و مياه الينابيع الحارة، لكنها أعربت عن أسفها لعدم استغلال هذه المقومات التي تزخر بها الجزائر، عكس الكثير من الدول ، من أجل تربية و إنتاج هذا النوع من الأسماك الذي يقتصر استخدامه على مراكز التجميل و الفنادق ، لكنها لم تنف وجود بعض الاستثمارات الفردية الواعدة .
منيرة سريدي رئيسة جمعية الكوكب الأزرق بولاية قالمة
هناك فراغ قانوني لتأطير هذا المجال
ترى منيرة سريدي، رئيسة جمعية «الكوكب الأزرق» لحماية البيئة و تهيئة الإقليم لولاية قالمة، الجهة المنظمة للملتقى الوطني للمزايا العلاجية لأسماك المياه العذبة الذي احتضنته قسنطينة مؤخرا، أن تربية هذا النوع من الأسماك في الجزائر، لا تزال متخلفة ، بسبب عدة عراقيل، في مقدمتها الفراغ القانوني و غياب آليات تشريعية لتأطير و تنظيم هذه الشعبة، إلى جانب غياب ثقافة الاستثمار في هذا المجال الذي لا يزال خصبا و واعدا في الجزائر.
و أضافت المتحدثة أن الوقت الراهن يستدعي حقيقة الإستثمار في تربية الأسماك الطبية الذي يتطلب دعما ماليا و سندا قانونيا ، كما أنه سيعود بالفائدة على قطاع السياحة من جهة ، في حال نشره في الفنادق و مراكز التجميل و المركبات الحموية، و هو التخصص الذي يجلب الكثير من السياح، حيث تحقق تركيا لوحدها من هذا المجال، من 2 إلى 3 ملايين دولار سنويا من عائدات السياحة العلاجية بالأسماك الطبية المنتشرة بها على نطاق واسع ، كما تساهم هذه الاستثمارات في تلقيص فاتورة استيراد الأدوية، لأن الكثير من الأسماك الطبية لها خصائص علاجية للأمراض الجلدية المستعصية، كالصدفية مثلا، إلى جانب العلاج النفسي باستعمال هذه الأسماك للاسترخاء.
يزيد مسكيني صاحب مركز السمك الطبيب بالجزائر العاصمة
ننتج سنويا بين 4 إلى 5 آلاف سمكة «غارا ريفا» لعلاج الصدفية
ينتج اليوم، يزيد مسكيني، صاحب المشروع الوحيد لتربية سمك « غارا ريفا» بالجزائر العاصمة، بين 4 إلى 5 آلاف سمكة سنويا ، و يمون عدة مراكز تجميل و صالونات حلاقة في العاصمة، عنابة و سطيف، منذ سنة 2015، فهذا السمك من الأنواع التي تستعمل في العلاج و التجميل عن طريق أحواض خاصة و بمياه معقمة، تستخدم للتخلص من البقع الحمراء و تزيل خلايا الجلد الميتة.
و أكد مسكيني للنصر، على هامش الملتقى الوطني للمزايا الطبية لأسماك المياه العذبة ، أن هذا النوع من الأسماك محتكر حاليا من قبل تركيا التي تخصص منتجعات و مركبات حموية لعلاج الأمراض الجلدية المستعصية، على رأسها الصدفية ، و مداخيل هذا النوع من الاستثمارات تقدر بملايين الدولارات ، و تلجأ تركيا حاليا إلى بيع شتلات عقيمة لتضمن احتكارها لهذا النوع من السمك.
و أضاف أن مركزه الذي استورد شتلات منتجة سنة 2015 ، يقوم بتربية و إنتاج هذا النوع من السمك الطبيب ، لكن الإشكال المطروح هو معدل الوفاة المقدر ب 80 بالمئة ، ما يجعله يدعو إلى ضرورة توسيع مجال تربية هذا النوع تحديدا .
و أشار المتحدث أنه سيشرع في الاستخدام الطبي لل"غارا ريفا " من أجل علاج الصدفية و الايكزيما بفتح مركز حموي ، غير أنه يواجه عائق غياب الدعم الرسمي، مؤكدا أن «غارا ريفا» يوقف تفاقم الصدفية و احمرار الجلد بشكل كبير قد تعجز عنه الأدوية الكيميائية.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)