الجزائر

استذكار مآثر الشهيد·· وعزيمة على النهوض بالعمل الطلابي


كانت الأسرة الطلابية ومناضلو الاتحاد العام الطلابي الحرّ هذا الأسبوع على موعد مع تظاهرة وحدث للذكرى في قاعة المدّرج الجديد بجامعة الجزائر (2) كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية (سابقا)· فبعد أن شهدت ربوع الوطن اليوم الوطني للشهيد الموافق ل 18 فيفري، أراد المكتب التنفيذي للاتحاد جعل ذكرى الشهيد الصائم عبد الحفيظ سعيد عرسًا، وتأتي الذكرى 17 لاغتياله مناسبة لطرح القضايا المستجدة والتذكير بدروس النضال والأفكار والتي انصهرت وامتزجت بدم الشهيد وجسدتها رسالة الاتحاد الطلابي طيلة ال 23 سنة من التأسيس، وقد نظم الحدث تحت شعار (الشباب يصنع المستقبل)·وقد كان فرصة حقيقية أن يجمع على مدار أكثر من الساعتين بين وجوه وطنية وسياسية وشخصيات تقلدت العمل النضالي كلّ في مركزه، مع دعاوى بضرورة العمل لمستقبل كله (وحدة، حرّية، ومواصلة···)·
نفحات من النضال في ذكرى الشهيد الصائم
نشط الاتحاد العام الطلابي الحرّ فرع العاصمة تجمعا وطنيا بمناسبة إحياء ذكرى الشهيد الصائم والمناضل الرمز (عبد الحفيظ سعيد) الذي طالته أيادي الغدر يوم الإثنين 13 فيفري 1995 قريبا من المعهد الوطني للتخطيط والإحصاء (IIFC) سابقا، وتعود الذكرى السابعة عشر هذه السنة لتعانق جيلاً جديدًا من المناضلين والقادة الموهوبين، فقد لمسنا من خلال التنظيم والتأطير الجيّد مدى وزن شخص الفقيد وتحليه بسمات العظام رغم حداثة سنه، حيث لم يتجاوز العقد الثاني لما فارق إخوانه في وقت كانت تمر به شريحة كبيرة من المجتمع والبلد تموج في رياح الأزمة التي لم تستثن الطالب ولا السياسي، وإذ يرحل الشهيد عبد الحفيظ، فإنه ترك لنا أثرًا ومنهاجًا كما يقول المنظمون لهذا الحدث السنوي جامعة الجزائر (2)·
وسجل التجمع حضورًا قياسيًا للطلبة والمناضلين بحيث لم تعد المقاعد ولا الأروقة تسعهم، جاءوا لتذكر الشهيد واستلهام نفحات النضال من مدرسة الاتحاد مدرسة النجاح والتميّز ومرددّين شعارات الاتحاد: (يا شهيد ارتاح، ارتاح الاتحاد سيواصل الكفاح)·
هذا وإن الافتتاحية تناولت كلمة المنشط الترحيبية بضيوف الحدث: دولة رئيس الحكومة السابق المجاهد عبد السّلام بلعيد إلى جانبه رابح شريط رئيس جامعة الجزائر (03) والأمين العام للاتحاد مصطفى نوّاسة··· وبعدها ليلتحق والد الشهيد عمّي محمد سعيد) أين دوّت القاعة بالهتافات والتصفيقات·
طفولة ملهمة وشباب حافل بالعطاء والعمل·
لم يفوّت عمّي (محمد سعيد) والد الشهيد الفرصة للقاء أبنائه الطلبة والطالبات كما يصفهم رجل عظيم أنجب وربّى وثقف وزرع بذرة الوطنية والصدق فأثمرت شبابًا من أمثال عبد الحفيظ وأخوه أمحمد سعيد عضو المجلس الوطني الانتقالي وممثل الاتحاد فيه، وتعود به الذكرى إلى زمن قريب حيث كانت الجامعة رغم أزمة الجزائر تحيا بمثل الأفكار التي حملها جيل من الطلبة أسسوا على رغم بساطة الوسائل وتباعد المكان موقفا مشرفا مع الذات ومع الآخرين، ومن الشواهد التي حفلت بها مسيرة الشهيد وهو لا يزال في نظارة ونبض الشباب (23 سنة) أنه اختير وبقرار من المجلس الوطني للاتحاد أن يترأس لجنة المصالحة الوطنية، تلك المبادرة الفريدة والأولى من نوعها لتقريب الرؤى من الجزائريين وتجاوز الأزمة الوطنية، كان يقول رحمه الله (إن أصحاب الأقلام يستطيعون أن يصنعوا الكثير ولكن بشرط واحد، أن يموتوا هم لتعيش أفكارهم وأن يطعموها بدمائهم الزكية الطاهرة حتى تعيش بين الأحياء، كما ذكر عمي (محمد) أنّ الشهيد لم يكن يعمل وحده بل مع رفقائه في نظام وتلاحم وتبادل أفكار وهو الذي نضج باكرًا في وسط عائلة محترمة معطاءة تنحدر من غرداية وتقيم الآن في البليدة··· ولم ينس عمّي محمد أن يحيي نخبة الطلبة القدماء للاتحاد الذين هم أيضا ضحوا بأوقاتهم وأموالهم لإنجاح مهمة الاتحاد (UGEL) وراجيا من الطلبة والطالبات أن يكونوا متحّدين مخلصين وعاملين كما كانوا على الدوام يقول······
الاتحاد بعد 23 سنة···· البقاء على الثوابت والوفاء للرجال
إذا كانت المناسبة جليلة في نضال الاتحاد ومسعاه لحمل رسالة الشهيد الصائم فإنها قد استوعبت طيلة محطات هذا النضال المناعة الكافية وتجاوزت مرحلة الضعف والانشقاق لتكون كما أرادها الشهيد واضحة التصور تنفذ إلى أعماق القضايا الأساسية للوطن وبكلّ شجاعة، وقد ذكر الأمين العام مصطفى نوّاسة أن المهمة قائمة وتشكل أمانة المناضلين القدماء والمخلصين من أبناء هذا الوطن تحديًا كبيرًا حمله بالأمس الاتحاد في رئاسيات 16 نوفمبر 1995، ونفس التحدّي تجدد مع مشروع تعديل الدستور 28 11 1996 مرورًا بمحطات تارخية ساهمت في استقرار الجزائر منها الانتخابات الرئاسية أفريل 1999 ورئاسيات أفريل 2004···· ولعلّ أهم النقاط التي ركز عليها الأمين العام للاتحاد السيد مصطفى نوّاسة تمثلت في دعوة إلى الوفاء للرجال والنضال حتى دون انتظار مواعيد أو دعاوى رسميّة·
حمل رسالة المناضلين والرجال الراحلين واقتفاء الأثر، كما أنه ذكر بأمجاد المنظمة وتفانيها بالإخلاص للوطن والطالب، ولم تفته وقفة إقرار بجميل ومساندة أسرة الأخ الشهيد عبد الحفيظ سعيد حين استوعب بيت الأسرة نشاطات الاتحاد في أيام صعبة وكان بمثابة شعبة الخير بعد مركز القبة الذي كان يستقبل الشكاوى من الفروع التي بلغت 43 فرعًا عبر كامل الوطن حاليًا· حسب ما أفادنا به المناضل نور الدين.··
الاتحاد بين تحقيق المكاسب ونصرة القضايا العادلة
وانطلاقا من قناعة الاتحاد ووقوفه مع القضايا العادلة فإنه حسب الأمين العام السيد مصطفى وناسة فإنه لم تمر محنة ولا نكبة إلاّ وكانت للاتحاد وقفات ونشاطات وخطابات وهذا ينبع من إيمان مناضلين بوحدة الأوطان وتجسيد الهوية ونصرة القضايا العادلة للشعوب لاسيما محنة الشعب السوري الشقيق، إذ طالب أن نواجه الحقيقة المرة ونجرّد ذواتنا وقناعاتنا لرؤية الحق، واستباق وقوع مالا يحمد عقباه، وأضاف أنه آن الآوان أن نطالب السفير السوري بالرحيل وألا نقبل بمدّ اليد إلى أيادي ملطخة بدماء النساء والأطفال والشرفاء، وأوضح أنه لا توجد خيارات ممكنة أو مبررات موضوعية وواقعية تمنع أن ينكسر الظلم أمام الثورة، وقد كرّس الاتحاد نهج المصالحة والحفاظ على مكاسب الدولة وتعزيز مؤسساتها، ولم تكن له نوايا سياسويّة تميل مع طرف على حساب طرف في تسييس مفضوح والقبول بالزبائنية لبعض الأجندات الحزبية·
ووجّه الأمين العام في ختام تدخله رسالته إلى الطالب وأسرة الجامعة إلى ضرورة التكامل الطبيعي بين النظال الطلابي والعمل السّياسي في إشارة إلى استحقاقات 10 ماي 2012 القادمة وهي كلمات استوحاها من بعض تصريحات الشهيد ووصيته·
وتأتي هذه التظاهرة والذكرى السابعة عشر في إطار فعاليات ونشاطات الاتحاد العام الطلابي الحرّ (U.G.E.L) وهي التفاتة إلى مسار وجوّ الإصلاحات والحراك الاجتماعي والسياسي الذي تعرفه بلادنا قبيل أسابيع من التشريعيات التي تبقى رهانًا أمام إطارات المنظمة والجيل الجديد من المناضلين·
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)