الجزائر

استجب ولو مرة


 طلب رئيس الجمهورية، في خطابه الأخير، من الشعب الجزائري الصبور دعمه للإصلاحات التي ينوي إطلاقها على آليات تسيير دواليب السلطة، والتي منها إصدار طبعة منقحة ومزيدة من الدستور، فبعد أن كان شائعا لدى الجزائريين أن الرئيس الذي يأتي يحمل في حقائبه بالضرورة دستورا واحدا جديدا، صار من حق الرؤساء حمل أكثـر من دستور، ولِمَ لا دساتير للفصول الأربعة، واحد للخريف وآخر للشتاء وثالث للربيع ورابع للصيف.
وقبلها كان رئيس الجمهورية قد طلب دعم الشعب في رئاسيات 99 و2004 و2009 فتلقاه، كما تلقى دعمه لتمرير قانوني الوئام المدني والمصالحة، لكن الشعب الجزائري المغبون رفع صوته مرة واحدة يطلب فيها دعم الرئيس فلم يجده.
اعتصم الطلبة أمام مبنى المرادية يطلبون إنقاذههم من نظام تعليمي فاسد، ففرقتهم هراوات قوات مكافحة الشغب، ونال منهم الإرهاق على أبواب وزير متعال لا يهمه أن يقضي أبناء الزوالية سنة بيضاء ما دام أبناء العلية سيقضون سنة حمراء أو وردية.
واعتصم عناصر الحرس البلدي بساحة الشهداء، قبل أن يهددوا بالسير إلى ''الغولف''، يطلبون نجدة الرئيس من دولة تنكرت لهم وأدارت لهم ظهرها بعد أن وضعوا رقابهم تحت سيوف الإرهاب خلال عشرية الدم والدموع، فقوبلوا بالمزيد من النكران والجحود.
واعتصم الأطباء والجراحون والنفسانيون والباحثون الجامعيون أمام قصر الرئاسة يطلبون النجدة من قوانين لا تعترف بالعلم والعلماء، ومن أجور لا تشبع البطون ولا تحترم العقول ولا تصون الكرامة، لكن صرخاتهم تاهت في واد اللامبالاة وضاعت بين آذان لا تسمع إلا رنين الدرهم والدولار.
ربما كان رئيس الجمهورية بالأمس عاجزا عن سماع كل هذه النداءات لأنها كانت تطلق داخل جدران الجامعات والمستشفيات وعلى صفحات الجرائد ووسط الساحات، فالنوافذ والأبواب محكمة الإغلاق لا تدخل منها صورة ولا ينفذ منها صوت. لكنه اليوم يسمع ويرى كل شيء، فطلبات النجدة والدعم أمام داره وتحت مكتبه، فكيف لا يهب لإنقاذ مطلقيها؟
الشعب استجاب لنداءات الرئيس مرات وينتظر من الرئيس أن يستجيب لندائه مرة، والمثل الشعبي الجزائري يقول: ''إذا من عندي ومن عندك تنطبع.. وإذا من عندي برك تنقطع''.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)