الجزائر


لم يعد مطالب من التلميذ أن يكد ويدرس، والأمر نفسه بالنسبة لطلبة الجامعات ما دام أن الأمور لم تعد تسير وفق الشهادات الجامعية أو المهنية والتعليمية،بل وفق شهادات الزور و " أدي وجيب"،لقد تكونت مع الأسف في الكثير من المؤسسات شبكة من المنتفعين الذين وصلوا إلى تسيير الشركات والمؤسسات الاقتصادية وحتى في المصالح الإدارية شبكات خطيرة من الوشاة عطلوا أي مسيرة نحو التنمية كل شهاداتهم ومؤهلاتهم هي شهادة الزور، للحد الذي تحول فيها مدراء ومسؤولين كبار في مؤسسات وشركات ومصالح إدارية إلى مجرد مصلحة للاستماع للوشاة الذين ينقلون لهم ما قاله فلان وما فعلته فلانة، ربما يبدو الأمر تافها من وجهة نظر البعض لكنه في الواقع أثر كثيرا على تماسك المجتمع وحتى المؤسسات والمصالح، فحين ينزل رئيس مدير عام في شركة وطنية او خاصة لمستوى الاستماع لعاملة نظافة او سائق يقدمون له تقارير حول القيل والقال ويصبح السائق وعاملة النظافة والحارس في مستوى مديرهم العام ويصبحون أرفع شأنا عند المدير من مهندس ساخط على القيل و القال الذي يرفع للمدير فانتظر الخراب. مثل هذه الظواهر قربت الكثير من أصحاب الأيادي المكسورة من الوشاة إلى مصادر القرار وجعلتهم شهادة الزور مسؤولين في أكبر الشركات، بينما فضل أصحاب الشهادات العلمية الرحيل أو الخروج من الباب الضيق لأن الوشاة زرعوا القطيعة بينه وبين المسؤول. ولو اهتم كل مدير بالتسيير والحكم على الناس من خلال ما يقدموه للشركات من أفكار وإنجازات وليس بما يقولونه او ما ينقل اليه بهتانا وزور او حتى حقيقة، لمَ تحولت شركاتنا وهيئاتنا للحال الذي صار فيه الحاجب بفضل شهادة الزور يصبح مديرا يقرر مصير المهندس والطبيب، ان فتح المجال لهذه الطفيليات في المؤسسات الاقتصادية جففت منابع الافكار والابتكار فيها وفتحت المجال واسعا للوشاة ليكونوا أصحاب شأن . فارتقوا أيها المدراء وحاسبوا الناس من خلال ما يقدمونه لشركاتهم وليس من خلال ما تسمعونه من عبيدكم.


[email protected]


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)