اختطاف وزير

ما حدث في ليبيا أول أمس لا يصلح سوى ان يكون فلما ، تخرجه هوليوود ، والواقع أن الإخراج هوليوودي بامتياز. تدخل المارنز وخطف أبو أنس الليبي، ثم تنتقم جماعة من وزارة الداخلية الليبية من رئاسة الحكومة فتقوم بخطف رئيس الحكومة نفسه، يعني دولة داخل دولة، ففي ليبيا اليوم توجد دولة وزير الداخلية ودولة الوزير الأول ودولا أخرى عديدة كلها تخدم هدف واحد عن قصد او دون قصد وهو المصالح الامريكية، هكذا إذا هي الثورات تنتج دولا الحرية فيها تمتد بالطول والعرض بلا حدود لدرجة أن كل جماعة تصبح لها دولة وكل دولة يوجد فيها جماعة وكل دولة جماعة يمكنها ان تخطف وزير او رئيس الجماعة الأخرى، وكل هؤلاء يعتقدون أنهم يعيشون في دولة واحدة، أليست هذه فوضى خلاقة بجد، ما اروعك يا كوندليزا رايس وانت تبشرين بشرق أوسط جديد قبل سنوات، والعالم العربي يضحك على سوادك وها انت فعلا تسودين سعد العرب من المحيذط إلى الخليج حتى وانتِ بعيدا عن الوزارة، أنتِ فعلا يا كوندا ملهمة ورائعة حد الدهشة، لو تخلف الزمن قليلا وعشتِ في عهد عنترة وامرؤ القيس لكتبوا فيك معلقات طويلة يتبرك بها ملوك الخليج وامرائها ورؤساء العرب وأعرابهم، كيف لا وأنت من جعلت العرب المتفرقين أصلا بين دولا وممالك وامارات ، إلى دوواير ودشرة وحومات وقبائل، لدرجة أن اختطاف وزير صار أسهل من اختطاف بعير ، فمرحى بالعرب في سوق العرب وقريبا سنرى أمراء للبيع في سوق بمعطي والدلالة .