احراج البابا الدول العظمى في كلمته بالجمعية العامة للأمم المتحدة

صنع الخطاب الذي ألقاه البابا فرنسيس أمس الجمعة على المشاركين في الدورة العادية للجمعية العامة للامم المتحدة، نوع من الإحراج خاصة لدى الدول العظمى.حيث افتتح البابا كلمته بتشكراته وامتنانه على ما تقدمه الجمعية العامة للأمم المتحدة وعلى رأسها بان كي مون والإشادة بالمجهودات التي تبذلها لحل الأزمات والمشكلات التي تعاني منها شعوب العالم.وذّكر بمهمة الأمم المتحدة الأساسية حسب ما جاء في ميثاقها التأسيسي، وهو الحد من "السلطة الفردية" وأن القانون هو الشرط الأساسي لتحقيق المساوات والعدالة بين الشعوب.حيث تطرق إلى موضوع التدخل العسكري لحل الأزمات في الشرق الأوسط وبين "العواقب السلبية للتدخلات السياسية والعسكرية التي لم يتم تنسيقها بين أعضاء المجتمع الدولي"، وهي إشارة مباشرة للسياسة الأمريكية.وبيّن البابا في خطابه عدم المساوات بين الدول الأعضاء في صناعة القرار، حيث دعى إلى "حماية الأقليات واعطاء الفرصة لكل الدول وخاصة الصغيرة والضعيفة منها المشاركة في صناعة القرارات على مستوى الجمعية العامة للأمم و وأن للأقليات الحق في ابداء آرائها. وبدى أسفه في استخدام السلاح المالي لصناعة "استعمار الفكري من خلال فرض أنماط الحياة غير طبيعية".وقد دعى البابا فرنسيس في كلمته إلى السعي الحثيث للقضاء على مشكل "الفقر المذقع" الذي يعاني منه قرابة ثلث سكان المعمورة، واقترح ب "تطبيق اجراءات فعلية واقعية" عوض خلق قوانين أو لوائح عقيمة.وقد أخذ موضوع التلوث البيئي الحيز الأكبر في كلمة البابا فرنسيس على أعضاء الجمعية العامة، حيث دعى إلى بذل المزيد من المجهودات في السعي للحد من الإنتهاكات في حق البيئة التي هي في حقيقة الأمر انتهاكات في حق الإنسانية مما يسببه التلوث البيئي اعاقات وتشوهات خلقية لدى الشعوب الضعيفة، وأن بعض الدول في استخدام طاقات مضرة للبيئة تدل على أنانية والتي لا تعرف الحدود للسلطة والرفاهية المادية.ولتّذكير فإن كلمة البابا فرنسيس على أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة جاءت في إطار زيارته التي يقوم لبها للولايات المتحدة الأمريكية.