الجزائر

احذروا قطع 10 دنانير الصفراء تمزج مع الذهب وتباع في شكل مجوهرات الفحص بالحمض لا ينجح في كشف الذهب الممزوج بالقطع النقدية



احذروا قطع 10 دنانير الصفراء تمزج مع الذهب وتباع في شكل مجوهرات                                    الفحص بالحمض لا ينجح في كشف الذهب الممزوج بالقطع النقدية
اكتشف متعاملون في سوق الذهب طريقة جديدة أصبحت تستعمل للغش في الذهب، من خلال مزج القطع النقدية 10 دينار الصفراء اللون مع الذهب، ولا يمكن كشفها بواسطة حمض الآزوت الكاشف المستعمل من طرف الصائغين، ولا يظهر الغش إلا بعد مرور عدة سنوات على تلك القطع المغشوشة، وقد انتشرت هذه الورشات خاصة بولاية باتنة وبدرجة أقل بوهران، وهو ما يفسّر الأخبار أو الشائعات التي مفادها أن الذهب رخيص في ولاية باتنة، حيث يتوجه العديد من المواطنين خصيصا لهذه الولاية من أجل شراء الذهب لبناتهم، وخاصة "المحازم" و"المقايس" وقطع "اللويز"، لأن سعره هناك أرخص من الولايات الأخرى.
وكشف سعيد بوشلعلع، وهو أحد أكبر المتعاملين في سوق الذهب بالجزائر، وصاحب سلسلة محلات مجوهرات الأفراح الشهيرة عبر الوطن في تصريحات للشروق اليومي أن "تقنية جديدة للغش في الذهب انتشرت في بعض الولايات، خاصة بولايتي باتنة ووهران، حيث انتشرت ورشات لتصنيع الذهب تقوم بخلط القطعة النقدية 10 دينار الصفراء اللون مع الذهب المستعمل، ويتم وضع الكل في بوتقة تعرض على حرارة عالية جدا، حتى يتم انصهار كل قطع الذهب مع القطع النقدية، ويكون الناتج ذهبا مغشوشا يشبه الذهب الصافي تماما في شكله ولمعانه .
ويتم تصنيع الخليط المنصهر بنفس طريقة تصنيع الذهب الحقيقي، حيث أن له نفس بريق ومرونة الذهب الحقيقي، لكنه مع مرور الوقت يبدأ في فقدان لمعانه لأنه ليس ذهبا، مؤكدا أنه إذا فرضنا مثلا أن سعر الذهب 4000 دينار للغرام، فإن 10 غرامات مغشوشة ستعود على صاحباها ب40 مليونا.
وأكد سعيد بوشلعلع أن فحص الذهب الممزوج مع القطع النقدية 10 دينار الصفراء عند الصائغين بواسطة الحمض الكاشف لا ينجح في كشف الغش، وهو ما سهل العملية أكثر، وصعب اكتشافه من طرف المواطنين وحتى بعض الصائغين، وقعوا في الفخ كذلك، كونهم يشترون الذهب المستعمل من المواطنين.
وقال المتحدث إن الصائغ لا يمكنه التفطن لهذا الذهب الممزوج بالقطعة النقدية بعد فترة قصيرة من تصنيعه، لأن المعدن الممزوج مع الذهب يستغرق وقتا طويلا للتفاعل مع الذهب، ولا يظهر إلا بعد مرور وقت طويل.
علما أنه يستحيل على أي صائغ مهما كانت خبرته في الذهب أن يتفطن للذهب المخلوط مع القطعة النقدية 10 دينار الصفراء اللون، حتى باستعمال الحمض الكاشف، حيث أنهم لم ينجحوا في كشف ما إذا كانت القطع الذهبية تحوي على مادة أخرى عالقة بها أم لا.
وقال بوشلعلع إن ممثلين عن ورشات الذهب في الولايات الداخلية، خاصة باتنة يتجوّلون بالعاصمة ويطوفون على الصائغين في العاصمة لعرض سلعهم عليهم لتسويقها، بالإضافة إلى عرضها على تجار سوق الدلالة.
وقال المتحدث "على المواطنين تجنب شراء الذهب من الشارع على الأقل في الوقت الراهن، وخاصة من أسواق الدلالة والأسواق الصغيرة، حيث يزيد انتشار القطع المغشوشة، وعليهم أن يشتروا حليهم الذهبية من بائعي الذهب جيّدي السمعة والمشهورين، حتى وإن كان سعر الذهب في المحلات أغلى من سعره في سوق الدلالة، لأن المحلات المشهورة تخشى على سمعتها ولا يمكنها أن تبيع الذهب المزيف لزبائنها".
دلالات الذهب بالرويسو يوظفن حراسا يرافقونهن طوال النهار
"الشروق اليومي" تنقلت إلى سوق الدلالة برويسو بالعاصمة لمعاينة أسعار الذهب المعروض، إلا أن النسوة المتجولات اللواتي يعرضن الذهب للبيع مرفوقين بحراس شخصيين، تعاملن معنا بحذر شديد، بينما أكدت لنا "خالتي خيرة" وهي "دلالة ذهب" مشهورة في رويسو كل الزبائن الذين يشترون الذهب منها يفحصونه عند الصائغين، ويتأكدون من نوعيته، وقالت بأنها تبيع قطعا مطبوعة من الذهب الإيطالي الخالص، ولا يمكن لأحد التشكيك في نوعيتها، كما أنها تبيع قطعا محلية مصنوعة من الذهب المحلي، وتتعامل مع العديد من الصائغين المعروفين.
ويلاحظ المتجول في سوق الدلالة أن أغلبية "الدلالات" يوظفن شبابا أقوياء البنية لحراستهم، يرافقونهم طوال النهار، ويدفعون لهم مقابل ذلك، وهو ما رصدناه في عين المكان، حتى أن بعض هؤلاء الحراس يخفون أسلحة بيضاء تحت ثيابهم، بعضهم مجرد حراس فقط، وبعضهم شركاء في السلعة مع هؤلاء الدلالات.
غير أن سعيد بوشلعلع أكد لنا أن "سوق الدلالة عزّز انتشار الورشات الموازية لصناعة الذهب، مضيفا أن الورشات التي تخلط الذهب مع القطع النقدية في باتنة سوف يسيء لسمعة ومصداقية الصائغين النزهاء هناك، إذا لم تسارع السلطات المعنية للتحري ورائها لوقف نشاطها، بدليل أن الصائغين في العاصمة أصبحوا يرفضون التعامل مع الورشات المتواجدة في الولايات الداخلية، وخاصة المتواجدة في ولاية باتنةّ، بما في ذلك الورشات النزيهة وذلك خوفا من الوقوع في فخ الذهب المغشوش".
وقال بوشلعلع الذي ينشط في سوق الذهب أبا عن جد منذ سنة 1969 إلى يومنا هذا، ويملك عدة محلات للذهب إن "الذهب الذي يباع في سوق الدلالة أقل من 18 قيراطا، بل معظمه من نوع 11 قيراطا و12 قيراطا أو 16 قيراطا، لأنه غير مصفى، لهذا نجد أن سعره رخيص، ويتعمد تجار الدلالة وأصحاب الورشات التي تتعامل مع الدلالة عدم تصفية الذهب، حتى لا يتقلص حجمه، خاصة إذا علمنا أن 10 غرامات تتقلص إلى 4 غرامات عندما تصفى، ومن ثم فإن تجار الدلالة يبيعون الذهب أرخص بكثير من محلات الصائغين، غير أنهم لا يصفونه عند التصنيع.
كما أنهم يمزجون كل أنواع الذهب مع بعضها 18 قيراطا و16 قيراطا و21 قيراطا وحتى 12 قيراطا مع بعضهم ولا يصفون الخليط المنصهر.
وأكد المتحدث أن أسعار الذهب في السوق المحلية متذبذبة، ومستقرة ما بين 5000 إلى 7000 دينار بالنسبة للذهب المصنوع محليا من نوع 18 قيراطا، ويختلف حسب نوع القطعة الذهبية وتصميمها، أما الذهب الإيطالي فإن سعر القطع يحتسب حسب تصميم القطع.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)