اجتماع خليجي للحد من نفوذ حزب الله يستبعد قطر

نشر المعهد الملكي لدراسات الدفاع والأمن "روسي" تقريرا يشير الى ان السعودية أقصت قطر من اجتماع خليجي عقد في الرياض في الثامن عشر من شهر يناير/كانون الثاني الماضي دون اعلان رسمي وخصص لردع زيادة نشاطات حزب الله في الخليج العربي.
واشار معد التقرير الباحث ديفيد روبرت والذي يعمل في فرع المعهد البريطاني في الدوحة ان السعوديين لا يثقون في اشتقائهم القطريين وقدرتهم على الاحتفاظ بسرية المعلومات والخطط لاحتواء تنامي نشاطات الحزب وعلاقاته المتشعبة في المنطقة وخاصة مع خلايا محلية.
وكان الاجتماع السري قد تسربت معلومات عنه عبر الصحيفة الالمانية دي ويلت التي اشارت الى ان الامير بندر بن سلطان قدم خلال الاجتماع عرضا كاملا لمعلومات حصل عليها السعوديين تظهر شبكات تهريب اسلحة ومخدرات يقوم بها ايرانيون في الخليج العربي والبحر العربي وخليج عدن وايضا عبر السودان لشمال افريقيا.
ولا يعرف هل التقرير الالماني يقصد اجتماعا خليجيا في احد المزارع المملوكة لأمير سعودي، وقد اثار حديثا خلال شهر يناير عن سبب انعقاده وماهية ضيوفه الذي تقاطروا من دول خليجية عديدة.
ويشكك البعض في حضور الامير بندر بن سلطان اجتماعا كهذا ويشكك في صحة التقرير الالماني خاصة ان الامير بندر بن سلطان يعاني من متاعب صحية اقصته من حضور جنازة والده الامير سلطان وقد اختفى الامير بندر لفترة طويلة حيث يقال انه يقضي فترة نقاهة في منزله في مراكش المغربية.
ولكن التقرير الصحفي الالماني اشار الى ان السعوديين ابرزوا للمشاركين في الاجتماع أدلة تؤكد ان شركة النقل الايرانية "IRISL " تستعمل لتسهيل نقل الاسلحة لمناطق توتر في الصومال وارتيريا والسودان وحاليا لسوريا ولبنان.
وقال المسؤول السعودي ان حزب الله سيتمكن من ان يطلق اكثر من اربعين الف صاروخ اذا هاجمت اسرائيل ايران وان ايران غيرت طريق تزويدها حزب الله بالسلاح من استعمال سوريا والتي تتوقع ايران ان حتمية سقوط نظام بشار، لذا بدأت مؤخرا في تشغيل خطوط نقل بحري الى الحزب عبر المرافئ الخاصة في لبنان.
من جهته يشير تقرير المعهد الملكي لدراسات الدفاع والأمن "روسي" الى ان ازمة البحرين قدمت اشارات مهمة للدول الخليجية ان قطر تعزف على وتر لوحدها، حيث لم تشارك في العمل لدعم نظام ال خليفة وان السعوديين يسخرون من ان قطر ارسلت شرطي او اثنين لذر الرماد في الاعين وللشارة الى مشاركة ولو بمستوى هزيل في دعم البحرين ضد التصعيد الايراني.
وساهمت المشاركة القطرية الضعيفة في ازدياد الشكوك حول مدى انسجام السياسات القطرية مع شقيقاتها الخليجيات وخاصة تجاه احتواء المخاطر الايرانية في المنطقة.
ويشير التقرير الى ان القطريين لا يريدون اغضاب ايران لانهم يشاركونها في حقول الغاز ويستشهد التقرير بحادثة وقعت عام 2004 حين عبث جنود ايرانييون تابعون للحرس الثوري بمنصات حقل غاز قطرية لبعث اشارات تهديد للقطريين.
ويقول التقرير ان ايران تتمتع بعلاقاتها مع قطر والموقف القطري منها وانه اشارة الى فشل السعوديين والاميركيين من حصارها سياسيا وان لديها صديق خليجي فريد من نوعه.
لكن التقرير يذكر ان قطر تتعامل مع ايران باستراتيجية وضحت في ما قاله رئيس الوزراء القطري الذي قال ان القطريين يكذبون على ايران وايران تكذب عليهم.
ويشرح التقرير الذي نشر في المعهد الملكي لدراسات الدفاع والأمن ان قطر تجد نفسها بين المطرق الايرانية والسندان السعودي وانها تحتاج كثيرا للسعودية خلال بناء منشأتها لكأس العالم وخاصة مواد البناء والتسهيلات المختلفة.
من جانب أخر ساعد على ازدياد الشكوك السعودية في المواقف القطرية من الاحداث الراهنة في المنطقة ان قطر قد اثارت العديد من الاحتجاجات المحلية في السعودية والبحرين والامارات وحتى الكويت لاحتضانها لجماعات تمارس نشاطات معادية لأمن الانظمة الخليجية وخاصة من قبل حركة الاخوان المسلمين.
وكان برنامجا بثته قناة العربية مؤخرا عن دور اكاديمية التغيير في احداث ثورات عربية وتخطيطها عبر الاراضي القطرية للقيام بثورات في دول خليجية مثل السعودية، قد اسهم في ازدياد الريبة وعدم الثقة من ان القطريين يحلمون بدورا مهما لهم ويريدون الاطاحة بانظمة خليجية اخرى.