الجزائر

“إيكوغرافي” قد يعرّض الأمهات إلى أزمات نفسية نساء يفقدن أزواجهن بسبب خطأ في تحديد جنس المولود


“إيكوغرافي” قد يعرّض الأمهات إلى أزمات نفسية               نساء يفقدن أزواجهن بسبب خطأ في تحديد جنس المولود
  تصطدم الكثير من السيدات بعد عملية الولادة باختلاف جنس مولودها مقارنة بما أخبرها الطبيب المختص، نتيجة خطأ مجهول المصدر يوقع العائلة بأكملها في لبس كبير. وبين الصدمة النفسية والخلافات الزوجية يتحول “ليكوغرافي” إلى كابوس في حياة الجزائريات.. رغم التطورات التي طرأت في الأعوام الأخيرة على تقنيات التصوير بالموجات ما فوق الصوتية، أوما يعرف طبيا بـ”الإيكوغرافيا”، التي تمكن من التحديد الدقيق والكافي لجنس الجنين، إلا أن حدوث الأخطاء أمر وارد، خاصة إذا كانت وضعية تموقع الجنين خاطئة، أو قد يضم ساقيه بحيث لا يمكن اكتشاف جنسه، ما يؤثر سلبا في حالة الوالدين النفسية، وخصوصا الأم التي تصبح خلال فترة الحمل رهينة للضغوط الخارجية التي تعرقل حملها وحتى إنجابها الطبيعي.  ومن أجل تسليط الضوء على هذا الموضوع ارتأت “الفجر” التقرب من بعض الحالات التي تعرضت لمثل هذه المواقف، دون إغفال رأي المختصين حول هذا الموضوع ومدى إمكانية حدوث هذه الأخطاء.  تضاربت الشهادات من نساء جربن تقنية الإيكوغرافي بين النجاح والإخفاق، ففي حين تؤكد بعضهن أن هذه الطريقة فعالة لأنها تساعد على المعرفة المسبقة بجنس المولود، ومنه التهيؤ الجيد لاستقباله، فهناك أخريات يفضلن عنصر المفاجأة ويركزن عند قيامهن بالإيكوغرافي على صحة المولود.  التصوير بالأشعة يبدد فرحة عائلات ويشتت أخرى   كم كانت كثيرة الأمثلة الحية التي أخطأت فيها الفحوص في تحديد جنس المولود المنتظر، حيث توضح نبيلة في عقدها الثالث، أن الطبيبة التي كانت تشرف على حملها أكدت أنها ستنجب ولدا لكنها رزقت بفتاة، وهو الأمر الذي لم تتقبله عائلة زوجها التي اتهمتها أنها كذبت وأرادت فقط أن تلقي اللوم على الطبيب، ليتحول يوم ولادتها إلى أسوأ يوم في حياتها، بعدما ازدادت الخلافات ووصلت إلى حافة الطلاق..!. أما خديجة فكانت تنتظر بنتا بفارغ الصبر، وعندما أخبرت ولدها أصبح مهووسا بأخته، لكن المفاجأة لم تكن سارة لابنها، فقد رزقت بولد آخر. وبالمقابل تفند خالتي فطيمة هذه الطريقة وتقول إنه قبل وقت قريب جدا لم تكن هذه الطريقة متوفرة، وكانت العائلات تنتظر المولود الجديد بفارغ الصبر، أما اليوم فأصبح طعم الحمل مختلفا، لأن عنصر المفاجأة يكون غائبا وحتى الفرحة تزول..   الخطأ وارد في كشف جنس المولود  من جهتها، أكدت الدكتورة ديابي شناز، أخصائية في أمراض التوليد والنساء، أن أجهزة التصوير بالأمواج فوق الصوتية وسيلة ذات فوائد فيما يخص التأكد من سلامة الجنين وصحة الأم، حيث تسمح الإيكوغرافيا بتشخيص الحمل الطبيعي والحمل المرضي وكافة التشوهات الجنينية والمشاكل النسائية، إلى جانب الفحص الفيزيائي للجنين، خاصة في الثلث الأول من الحمل،  ومراقبة رأس الجنين الطبيعي وغير الطبيعي، وجه وعنق الجنين، القلب، العمود الفقري، بطن الجنين، السبيل البولي والتناسلي، عظام الأطراف، إضافة إلى تقدير العمر الحملي ووزن الجنين، النمو الجنيني المنحرف، نضج الأعضاء الجنينية، الحبل السري، المشيمة، السائل الأمنيوسي، والحالة السلوكية للجنين.  أما فيما يخص تحديد جنس المولود، فقد حذرت الدكتورة أطباء النساء والتوليد من الجزم بجنس المولود، خاصة في المراحل الأولى من الحمل، لأن الأخطاء الطبية في هذا الموضوع كثيرة ومحتملة، لذا يجب التأكد أولا من العضو التناسلي للجنين، والذي لا يمكن رؤيته بوضوح إلا بداية من الشهر الخامس، أين تكون احتمالية الخطأ نادرة، ولكن بالطبع فإن هذا يعتمد على خبرة الطبيب ومعرفته بشكل الأعضاء التناسلية للذكر والأنثى.  الكشف عن جنس المولود قد يؤثر سلبا على نفسية الأم والعائلة   حذرت الأخصائية النفسانية، كريمة لعبادي، من التأثير السلبي للإيكوغرافي على نفسية الوالدين، خاصة بعد أن أصبح التصوير بالأشعة من الأشياء الضرورية للعائلات الجزائرية، التي ما إن تعلم بمسألة الحمل حتى تسارع لأقرب أخصائي في التوليد لمعرفة جنس المولود، لتصاب في أغلب الأحيان بالإحباط وخيبة أمل عند معرفته، خاصة إن كانت ترغب بجنس معين، وهو ما يؤثر بشكل سلبي في الناحية النفسية للمرأة الحامل ومنه على حملها. كما أكدت على مسألة هامة هي الضغوط الخارجية على الزوجين، فأصبح المحيط الذي يعيشون فيه يتدخل في تحديد الجنس، فالكل يرغب في ذكر أو الكل يرغب في بنت، فتنتقل عدوى خيبة الأمل من الوالدين إلى كل أفراد العائلة، وعندما يحين موعد الولادة تمر مرور الكرام، لأن الجميع يعرف الجنس فتزول الفرحة، ويصبح الحدث لا حدث ومجرد أمر عادي. كما قد تتعرض بعض السيدات للتذمر من طرف أزواجهن حول الموضوع خاصة إذا أنجبت فتاة، ما يفتح المجال واسعا أمام الخلافات التي كثيرا ما تنتهي بانشقاق في العائلة..  فيروز دباري      
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)