إيران تتحدى مشاعر المسلمين بعرض فيلم "محمد رسول الله"

ذكرت وكالة أنباء فارس الإيرانية أن فيلم النبي ”محمد” صلى الله عليه وسلم الذي أثار الجدل في الدول الإسلامية تم عرضه صباح الخميس الفارط، رسميا بدور العرض في البلاد بعد أن تم تأجيله ليوم واحد لأسباب تقنية. ووفقا لوكالة تسنيم الإيرانية يتم بيع تذاكر الفيلم للعرض الأول في 5 دور سينما بشكل متزامن، وقالت: إن العرض الأول شهد إقبالا كبيرا في إيران. وقال محمد رضا صابري المدير العام لشركة نورتبان للإنتاج السينمائي ومنتج الفيلم: ”تأجل عرض الفيلم يوما واحدا بسبب عدم تطابق صوت الفيلم مع الأنظمة الصوتية لدور السينما”.ووفقا لحوار أجرته الوكالة الفرنسية مع مخرج العمل مجيد مجيدي ونقلته وكالة فارس الإيرانية، ”هناك صورة خاطئة عن الإسلام تقدم في العالم الغربي”. وأضاف المخرج أن بعض الدول الإسلامية مثل تركيا، إندونيسيا، ماليزيا ودول أخرى في جنوب شرق آسيا طلبت الفيلم. وحول الصعوبات التي واجهته في الفيلم، قال مجدي ”أن يكون لديك بطل واحد للفيلم لا تظهر وجهه أو ملامحه فهو تحد كبير (في إشارة إلى الرسول محمد ص). وقال مجيدي: إن الجميع كان لديه فضول كيف سيتم تقديم الرسول (ص) في الفيلم، لكنهم لم يتمكنوا من رؤية ملامح النبي في الفيلم، فقط يمكن رؤيته من الخلف أو عن طريق صورة من الأعلى. للإشارة تعود اعتراضات المؤسسات الإسلامية على الفيلم الإيراني ”محمد رسول الله”، إلى الوقت الذي برزت فيه الفكرة عام 2012، حيث علّقت وزارة الخارجية السعودية بالقول ”الإيرانيين يمزجون كثيرًا بين الديانة الإسلامية وتقاليد الفرس التي لا علاقة لها بالدين”، كذلك رفض شيخ الأزهر أحمد الطيب الذي أكد فيه معارضته لأي عمل سينمائي يظهر صورة الرسول، قائلا بأن ذلك يؤدي إلى ”إنقاص من قيمته الروحية والدينية”. وقال مخرج الفيلم في حوار سابق أنه حاول تجنب أي شيء يمكن أن يثير الخلاف بين الفريقين، بعدها استعان بمدير التصوير الإيطالي فيتوريو أسطوارو، الحاصل على جائزة الأوسكار ثلاث مرات، وكانت إحدى مهامه الأساسية استخدام الضوء والظلال بشكل احترافي بحيث لا تظهر ملامح وجه من يقوم بتجسيد شخصية النبي في الفيلم، حيث أن هذا الموضوع شديد الحساسية لدى المسلمين السُنّة.وكان الإيطالي الذي عمل قبلا عام 2010 مع المخرج الجزائري رشيد بن هادي، قرأ كتاب عن الدين وتعرف على الإسلام قليلا، الذي قال: ”ما إن انتهيت من الكتاب حتى جاءتني رسالة تسألني وكأنني في حلم أو سحر، هل تريد العمل على تصوير الجزء الأول من ثلاثية عن النبي محمد؟”؛ وتم تصوير الفيلم في مدينة ”نور” السينمائية في جنوب العاصمة طهران، وتم بناء نماذج لمكة القديمة، وسافر الفريق لتصوير مشاهد عام الفيل في جنوب إفريقيا، بعد أن رفضت الهند والمغرب إعطاء تصاريح لتصوير هذا المشهد.