الجزائر

إيراني أم إسرائيلي؟!



إيراني أم إسرائيلي؟!
بقلم: ماهر أبو طير*بشكل واضح تماما تتحالف موسكو وطهران من أجل إسقاط مزيد من العواصم العربية في حضن التحالف الروسي الإيراني.هذا المعسكر يتمدد مقابل بلاهة عربية تتفرج على كل المنطقة وهي تتعرض للاختطاف فالروس ومعهم الإيرانيون فعليا استقطبوا الأتراك والكل يتابع اللقاءات الحميمية بين أردوغان وبوتين والمعروف هنا أن لأردوغان حساباته المتعلقة بتركيا أولا قبل المذهب وبقية القصص التي يحتفي بها جمهور العرب والمسلمين بكل سذاجة.مع تركيا هناك سوريا العراق لبنان اليمن الجزائر ودول أخرى قيد الطبخ والتحضير في المطبخ الأيراني- الروسي ثم هذا الانفتاح السري والعلني على مصر في محاولة لاستقطابها إلى ذات المعسكر وليس أدل على ذلك من تصويت مصر على المشروع الروسي في مجلس الأمن ثم قرب إطلاق مناورات روسية - مصرية ومايتردد عن دعم القيادة المصرية للنظام السوري وهذا كلام قديم وليس جديدا باتت الأيام تثبته.مقابل هذا التمدد الروسي- الإيراني في المنطقة تكاد دول ما يسمى الاعتدال العربي رحمها الله أن تنتهي تحت وطأة هذا المشهد فالكلام عن دول وازنة تواجه هذا المعسكر صحيح لكن لا يمكن أن تواجه وحيدة كل هذه الأعباء وهي ترى أن واشنطن رفعت يدها عن المنطقة من جهة وتركتها للروس والإيرانيين لإعادة تشكيلها في ظل مصاعب اقتصادية تضرب كل المشرق العربي وتهدد بنيته ولا تجعله قادرا بعد قليل على استمرار الدخول والشراكة في صراعات هنا وهناك.معنى الكلام واضح جدا فالمنطقة سيتم تقسيمها بين المعسكر الإيراني- الروسي من جهة وإسرائيل من جهة أخرى والمؤسف هنا أننا قد نسمع بعد قليل عن علاقات دبلوماسية تشهر فجأة بين دول عربية وإسرائيل بعد أن اكتشفت هذه الدول أن لا حمايات لها في العالم وأن واشنطن أدارت ظهرها للمنطقة وأن روسيا وإيران تختطفان المنطقة ولأن مبدأ الحاضنات السياسية ما زال قائما في منطقتنا فإن إسرائيل تبدو الخيار الوحيد المتاح لحماية بعض الدول في وجه إيران حصرا قبل روسيا التي لا تتفق كليا مع إيران في حساباتها لكنها ترعاها حاليا.كل هذا يأخذنا إلى عقد من التغيير على صعيد أعضاء المعسكرين معسكر إسرائيل الذي سينمو ويكبر ومعكسر إيران- روسيا الذي سينمو ويكبر وأما الكلام عن عالم عربي سني وازن يقف في وجه التحديات فهو كلام يثبت يوما يعد يوم أنه لم يعد ممكنا وما يؤلم حقا أن يقال لأهل المنطقة اليوم أنهما بين خيارين إيران أو إسرائيل.هذا هو الواقع ومن يعرف أسرار العلاقات السرية في العالم العربي يقر بهذه الحقيقة وبأن هذه المنطقة مقبلة فقط على جعل ما تحت المائدة فوقها.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)