إيدير بن عيبوش يقدم عمله المسرحي الجديد بالأطلس ”شباب حالة الطوارئ”

الأزمة التي مرت بها الجزائر في سنوات الدم والنار حفرت في ذاكرة الشباب الجزائري كثيرا من الجراحات وتركت في نفوسهم كثيرا من الآثار المفزعة والسلوكات التي ما كان لها أن تكون لولا تلك الأحداث الدامية، هذا ما حاول يوم أمس تقديمه للصحافة بقاعة “الأطلس” الشاب بن عيبوش إيدير من خلال عمله المسرحي “شباب حالة الطوارئ” الذي كتب نصه ويقوم بتجسيده على الخشبة في منولوج في العرض الأول الذي سيقدمه يوم السبت علي الساعة الخامسة مساء بقاعة “الموقار”.
إن كتابة المنولوج ليست بالأمر الهين لأنها تعتمد على قدرة الكاتب في اخراج الحوار النفسي الداخلي إلى المتلقي ويطلعه على ما يدور من أحداث من خلال السرد والحوار وكذا التمثيل الذي هو في الأساس حوار ذهني يتدفق من داخل نفس الشخصية الرئيسية الساردة التي تصور المشاهد وتنقل الأحداث، ولهذا يأتي المنولوج كعمل فني مكثف مليئ بالأحداث ومتسارعا حتى يشاركه المتلقي في الحدث.
"شباب حاله الطوارئ” نص كتبه إيدير بن عيبوش في فصلين وثمانية مشاهد حيث يأخذ من الوقت ساعة وربع الساعة وهو في نفس الوقت الذي يقوم بالدور الرئيسي لهذا المنولوج ليقتطف لنا مشاهد من الحياة العامة إبان سنوات الخوف والرعب والحواجز المزيفة وحظر التجول وغيرها من الأشياء التي حدت من حرية وحركة الفرد والمجتمع وتسببت في شرخ اجتماعي ونفساني واقتصادي. اختار إيدير لنصه “اللهجة العاصمية” واختار له الأسلوب التهكمي الساخر، وساعده في تجسيد هذا النص إلى عمل مسرحي المخرج الشاب نجيب فوزي أولبصير، كما ساهم في تفعيل النص.
وأكد إيدير أنه استوحى نصه من مشكلة نقص السكر والزيت وقد بدأ كتابته سنة 2011، وأعرب عن أمنيته في عرض عمله هذا في جميع ولايات الوطن وسيكيف لغة النص مع لهجة كل منطقة مؤكدا أن هذا العمل الساخر الذي يترجم حقبة زمينة وتجربة مر من خلالها الشباب بظروف صعبة يحاول ايدير ترجمتها من خلال المنولوج.
وأكد إيدير أن عمله هذا لا يعيقه مشكل اللغة لأنه يستطيع تطويعها وتوصيل الرسالة إلى الشباب والمشاهدين من خلال التمثيل متمنيا أن يروق هذا العمل الشباب.