الجزائر

إنها حضارة وتسامح ولكن أليس هناك أولويات ؟زاوية حرة



إنها حضارة وتسامح ولكن أليس هناك أولويات ؟زاوية حرة
أمير قطر يستقبل بطريرك الموارنة في لبنان ثم يتبرع بقطعة أرض كبيرة لتكون موقعا لأول كنيسة مارونية في قطر، علما أنه لايوجد في قطر مسيحي واحد، ومع هذا فنحن لانملك إلا أن نبارك ونشجع ونثني على مبادرة أمير قطر الشاب باعتبارها دليلا على التسامح الإسلامي من جهة ودلالة واضحة على الاعتراف بالآخر من جهة أخرى، وتلك هي السنة التي عرفناها والتزمنا بها منذ مايزيد عن أربعة عشر قرنا، وبصرف النظر عما إذا كان إخواننا المسيحيون قد التزموا بها في أوروبا أم لم يلتزموا فهذا شأن آخر، والأمير الشاب تميم الذي أحدث عدة تغييرات على السياسة التي كانت متبعة قبل مجيئه يبدو أنه رجل إصلاح ولا يمكن أن نكون متفائلين بشكل يوحي وكأن الرجل مقدم على إحداث إنقلاب كامل على السياسة التي رسم خطوطها رئيس الوزراء السابق بالتعاون مع أمريكا لأن هذا يتعلق باستراتيجية واسعة ومتجذرة ولعلها راسخة فيما يعود للعناوين البارزة، غير أننا لا يمكن أن ننظر إلى بعض المظاهر التي لفتتنا، نظرة عابرة دون أن نعطيها ما تستحق من العناية والاهتمام، فالرجل أظهر عن نوايا حسنة تجاه سوريا توحي بإحداث تغيير ومهما كان حجم هذا التغيير إلا أن له من الإيحاءات والتداعيات ما يدعو إلى التفاؤل، ثم إن الرجل في استقباله لمدير الأمن العام االلبناني وتجاوبه معه فيما يخص قضية المخطوفين اللبنانيين حيث أسفرت المحادثات بين الرجلين على إحداث تقدم انتهى بالإفراج عن هؤلاء المخطوفين الذين رزحوا في الأقبية المظلمة زهاء سنة ونصف السنة، وها هو يستقبل البطريرك الماروني في مسعى يتعلق بمطرانين مخطوفين من قبل العصابات المسلحة في سوريا، ولكل هذا التحرك دلالات لابد من التنويه بها والإشادة بكل خطوة تتعلق بالتغيير في اتجاه الأفضل، ولكن وبالمناسبة فإذا كنا نساعد على بناء كنيسة لمن لا نلتقي معهم إلا باللغة والتاريخ وهذا أمر مشكور كما ذكرنا فلماذا لا نتوجه نحو إخواننا الذين تجمعنا بهم قواسم مشتركة أكبر بكثير مما ذكرنا فنصلي معا ونصوم معا ونحج معا ونتعبد بكتاب واحد معا، فلماذا لا ننتهج سياسة تسامح مع هؤلاء ونحن في كل يوم نسمع عن نبش قبر أو هدم مسجد أو تدمير حسينية أو اغتيال إمام ؟ ولماذا لانتجه لوضع حد لتلك التجاوزات المبنية على فتاوى وهابية واضحة في تكفير وقتل الناس لمجرد الشبهة أو على الظن ؟ نعم إن خطوة أمير قطر بل خطواته الأخيرة لقيت قبولا وترحيبا، ولكننا ما زلنا نطمح بخطوات أخرى مكملة ومتناسبة مع الخط الديمقراطي التسامحي مع الغير، حتى نجد لأنفسنا مكانا تحت شمس العصر وحضارته فحتى ذلك الوقت نتمنى للأمير الشاب كل نجاح وتوفيق.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)