الجزائر

إمكانيات كبيرة مسخرة .. والطريق النقطة السوداء



يشهد خط النقل الرابط بين ولاية جيجل والجزائر العاصمة حركية كبيرة منذ انطلاق موسم الاصطياف وإلى غاية هذه الأيام،التي أعقبت عيد الفطر وتزامنا كذلك مع الدخول الاجتماعي، حيث يعود أغلب الناس إلى مزاولة نشاطاتهم بعد انقضاء عطلهم السنوية.وبالنسبة لظروف التنقل بين الولايتين فهناك إمكانيات كبيرة مسخرة للمواطنين وخيارات عديدة، فرغم العدد الهائل للمسافرين خلال هذه الفترة، لم تسجل أي مشاكل تعيق المواطنين أو تأخر سفرهم، فبالإضافة إلى حافلات النقل الكبير التي تمّ تحويل مكان توقفها إلى المحطة الشرقية التي تشرف على تسييرها مؤسسة خاصة، هناك أيضا عدد مماثل لسيارات الأجرة التي تنطلق من المحطة الغربية، كما يمكن السفر بطريق متدرجة من جيجل إلى بجاية ثم من بجاية إلى العاصمة أومن بجاية إلى تيزي وزو فالعاصمة، وهي الطريقة التي ينتهجها أغلب المسافرين في أوقات النهار.
مسافة 350 كلم تقطع في 10 ساعات أو أكثر.
ويجمع أغلب المسافرين بين الجزائر العاصمة وولاية جيجل، أن أهم ما يعانون منه هو طول مدة السفر التي يقارب العشر ساعات رغم أن المسافة لا تتجاوز 350 كلم، ومن المفترض أن يتم قطعها في 6 ساعات، لأن مسافة ال800 كلم بين العاصمة وورقلة تقطع في 9 ساعات، الشيء الذي يقود إلى الحديث عن مشكل الطريق الذي طفح على السطح منذ أن تم الانطلاق في ديسمبر2009 في إقامة 3 أنفاق على مستوى الطريق الوطني رقم 43 في المنطقة الحدودية بين بجاية وجيجل، ولم تنته الأشغال بها حتى الآن رغم أن مدة الانجاز كانت محددة بسنة واحدة، لكن التباطؤ الكبير جعل من تاريخ تسليم المشروع غير معلوما. ومنذ ذلك الوقت بقيت مركبات الوزن الخفيف تمر على الطريق الاجتنابي الذي يمر على منطقة مرتفعة من الجبل والذي يتميز بمنعرجاته الخطيرة وكثرة المنحدرات والمرتفعات التي تفوق نسبة 10 في المئة، إضافة إلى ضيقه، ما جعله يشكل خطرا حقيقيا على حياة المارة في حالة التهاون.
أما بالنسبة لوسائل النقل، فلا تمر عليه سوى سيارات الأجرة ومركبات النقل من نوع ''تويوتا كواستر''، الشيء الذي سبّب تذمر المسافرين وأصحاب المركبات، نظرا لوعورة المنطقة. أما حافلات النقل الكبيرة فقد أصبحت تتجه شرقا إلى ولاية ميلة ثم تدخل إلى الطريق السيار عبر ولايتي سطيف وبرج بوعريريج وإن كان هذا الخط يتميز بنقص الازدحام واستقامة الطريق وفساحته، إلا أنه أضاف أكثر من 150 كلم للمسافة العادية، الشيء الذي يسبب إرهاقا كبيرا للمسافرين، خاصة في الأجواء الحارة.
تهافت على الحجز ليلا..
وأمام هذا الوضع، أضحى الغالبية من المسافرين يفضلون الحجز في الرحلات الليلية بعدما كانت هذه الفترة مقصد فئة معينة من الناس، إلا أنها أصبحت تستقطب جميع الفئات، بل إن هناك عائلات كبيرة تجدها تنتظر موعد السفر على الساعة الحادية عشر والنصف من الليل (30 : 23)، فهي تفضل هذه الفترة لتستسلم للنوم ولا تشعر بمشقة السفر المتعبة جدا.
وقد اضطرت إدارة محطة المسافرين إلى الاستعانة بحافلات إضافية لكثرة الزبائن الذين يحبذون التنقل ليلا، حيث يصل عدد الرحلات إلى 10 تبدأ من الساعة السابعة والنصف (30 : 19) وتنطلق كل الحافلات ممتلئة عن آخرها، وهناك من يضطرون إلى الوقوف، ولولا تضامن بعض الجالسين معهم يكملون الرحلة واقفين أو نائمين على الكارتون في رواقها وهؤلاء من الذين فاتهم موعد الحجز ويسافرون لأمور طارئة.
وما يزيد من تفضيل السفر ليلا، هو ارتياح الناس بخصوص الأعطاب أو حوادث المرور، وذلك لاقتناء الناقلين الجيل الحديث للحفلات، وكذلك قلة الحركة المرورية ما يجعل الوصول في أمان ممكن جدا.
أما عدد الرحلات في النهار فيبلغ عددها 9 تنطلق أولاها بداية من الساعة ((00 : 5) صباحا.
ويمكن القول أن خط النقل بين عروس البحر المتوسط والعاصمة قد عرف تطورا كبيرا في الأعوام الأخيرة، وسيتحسن أكثر عند الانتهاء من انجاز الأنفاق الرابطة بين منطقة زيامة وملبو لولاية بجاية، والتي ستختصر بدورها العديد من الكيلومترات وتسهل حركة المرور. كما ينتظر الفصل في مصير الطريق الذي سيربط جيجل بالطريق السيار شرق غرب، والذي سيفتح جبهة مرورية مهمة جدا ستقضى على عزلة الولاية بصفة نهائية.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)