الجزائر

إلى متى…؟



سمعت صدفة بمحلّ تجاري، كهلا "محترما"، يتناقش مع التاجر فقال له بنبرة بطيئة: "صدّق أو لا تصدّق.. باغتتني ابنتي التلميذة بدعوتي إلى نقلها إلى المكان الفلاني من أجل المشاركة في مسيرة النساء"(…)، توقف الرجل، ثم استأنف: "قل لي.. وين رانا رايحين الله يرحم والديك؟".فعلا، إلى متى تبقى المظاهرات والمسيرات السلمية في الشارع، ويبقى المئات والآلاف من الجزائريين خارج بيوتهم؟
إلى متى يظل الطلبة "مضربون" عن الدراسة في الجامعات، ومعتصمون هناك وحتى في الساحات العمومية؟
إلى متى يبقى المواطن "قلقا" كلما همّ صباحا لمغادرة بيته، واقترب موعد خروجه من منصب عمله مساء للعودة إلى عائلته؟
إلى متى سيبقى التاجر والناقل "مرتبكا" في طريقة ممارسة نشاطه بطريقة اعتيادية مثلما كان عليه الأمر قبل الحراك؟
إلى متى سيستمر المحامون في احتجاجاتهم ومقاطعتهم للجلسات، على مستوى المحاكم، وأمام المجالس القضائية؟
إلى متى سيستمر الارتباك داخل أحزاب الموالاة والمعارضة، ويفقد هؤلاء وأولئك البوصلة وتختلط عليهم الأمور؟
إلى متى سيظل الوزراء والنواب والأميار، وغيرهم، في "وضعية الانتظار"، لا هم جالسون ولا واقفون؟
إلى متى يبقى حديث الشارع والبيوت والمقاهي والإدارات وأماكن العمل والأسواق والمستشفيات، إلاّ سياسة فقط؟
إلى متى ستستمر "الحالة الاستثنائية" التي أوجدت ظروفا خاصة وفرضت على الجميع تغيير نمط الحياة اليومية؟
إلى متى سيستمر التعنت وتغطية الشمس بالغربال من طرف بعض الوجوه "المنبوذة" و"المكروهة" التي تقول ما لا تفعل؟
إلى متى سيتواصل الهروب إلى الأمام من طرف أولئك الذين "يتفّهون" الحراك ولا يُريدون سماع صوت الشارع؟
إلى متى يستمرّ بعض المسؤولين في وضع الطين في آذانهم، حتى لا يسمعوا صرخة الآلاف المؤلفة من المتظاهرين؟
..كلّ ذلك، حسب تنبؤات "العرّافين"، سينتهي، ويتوقف ويصبح من "الإنجازات" السلمية والحضارية للجزائريين، فور الاستجابة لندائهم الحرّ والسيّد!


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)