الجزائر

إفلاس 120 وكالة سياحية وتسريح عشرات العمال بسبب الوباء



تواجه كافة وكالات السفر اليوم مصيرا غامضا ووضع مالي صعب أحال عدد كبير منها على الإفلاس، لعدم تمكن أصحابها من تغطية تكاليف العمال والكراء والاشتراكات السنوية والضرائب دون تحصيل فلس واحد منذ أزيد من عشرة أشهر والأدهى والأمر أن هذه الوكالات مدينة للخطوط الجوية الجزائرية بتكاليف رحلات العمرة التي كانت مبرمجة قبل شهر مارس الفارط، وهذا قبل الدخول في فترة الحجر الصحي بمبالغ تصل إلى 5 و16 مليون سنتيم عن كل زبون.فيما يصل عدد زبائن بعض الوكالات إلى 300 زبون مدين لم يتحصل إلى اليوم على مستحقاته من قيمة رحلة العمرة التي ألغيت بسبب هذه الجائحة التي اعتبر أصحاب وكالات السفر ممن عملنا معهم أمس أنفسهم الأكثر تضررا بين جميع النشاطات الأخرى خاصة، وأن هذه الفئة من المهنيين لم تستفد من أي إعانة أو دعم بما في ذلك منحة التضامن التي أودعت ملفاتها ولم تسلم لهم إلى اليوم زيادة على بقاء جميع القرارات التي سبق وأن صرح بها وزير السياحة بدعم ممارسي هذا النشاط مجرد وعود لم يرى منها هؤلاء شيئا وخاصة ما يتعلق بدعم البنوك لهم من خلال قروض مريحة وتخفيف اشتراكات صناديق التأمين الاجتماعي والضرائب وغيرها من أشكال التحفيز المالي التي كان من المفروض اعتمادها لمساعدة أصحاب وكالات السفر البالغ عددهم بالوطن 3400 وكالة منها 300 وكالة بوهران، حسبما صرح به توفيق ميدون رئيس النقابة الوطنية لوكالات السفر والذي أكد بأن هؤلاء المهنيين تركوا لوحدهم لمواجهة مصير معقد وصعب حرمهم من قوت يومهم ورواتب آلاف العمال التابعين لهم دون تقديم أدنى المساعدة وهو وضع تسبب اليوم في مغادرة 2000 صاحب وكالة سفر لهذا النشاط وغلق وكالته إما بعد إفلاسه أو لتغييره النشاط منهم 120 وكالة بوهران أغلقت نهائيا حسب آخر الإحصائيات التي أجرتها النقابة المذكورة، وهو وضع أضاف كان متوقعا لأن أصحاب الوكالات، ليسوا أصحاب مال ولا يمكن لهم الاستمرار في مواجهة الوضع دون مداخيل حتى أن إعادة بعث نشاط الرحلات الداخلية زاد من مشاكل هذه الوكالات وحدة القلق الذي يعيشونه يوميا حسبما صرح به الكثير من ملاك ومدراء هذه الوكالات.
تراجع الطلب ب 90 %
إذ صرح لنا أغلب أصحاب هذه الوكالات ممن عملنا معهم أمس بأن إعادة بعث الرحلات الداخلية لم يغير شيئا من واقع عملهم المتوقف تماما فالطلب الحالي لا يمثل سوى 5% من الطلب الإجمالي المعتاد تسجيله خلال هذه الفترة التي تعرف عادة بداية رحلات العمرة والإقبال الكبير على السفر لاقتراب رأس السنة الميلادية والرحلات الداخلية نحو بعض المناطق السياحية والبلدان المجاورة فيما أن الطلب اليوم على الرحلات الداخلية لا يكاد يذكر وهو ما أرجعه رئيس النقابة توفيق ميدون إلى برنامج الرحلات الموضوع بتوقيت غير مناسب للزبائن حسبه زيادة على استمرار الجائحة التي قلصت من الحركة السياحية بل ألغتها تماما كما صرح حماز محمد صاحب الوكالة السياحية «تازغات» بأن صاحب الوكالة في الأصل لا يعمل بفائدة التذاكر الداخلية والذي لا تتجاوز قيمته 190 دج كما أكد بأن الطلب على التذاكر الداخلية غير موجود أصلا لأن المقبلين على هذه الرحلات يقتنون تذاكرهم مباشرة من المطار خاصة وأن عددهم يعد على الأصابع ومن ثمة لا يمكن الحديث عن نشاط الوكالات ما دامت لا تجد في الأصل رحلات تنظمها ولا تذاكر تبيعها ولا زبائن تتعامل معهم عدا شكاوى الكثير منهم ممن يدينون بقيم رحلات العمرة التي سددوا قيمتها ولم يستفيدوا منها ولم يعوضوا لحد الآن فيما تبقى الوكالات هي من تواجه استياءهم وستكون مجبرة على تسيير معاملات إضافية مع الخطوط الجوية لتسوية وضعيتهم العالقة مند أزيد من عشرة أشهر وهو ما جعل أغلب الوكالات تغلق أبوابها اليوم.
وضع مزري
فأغلب الوكالات اليوم تواصل غلق محلاتها حتى مع إعادة بعث نشاط الرحلات المقتصر على الخطوط الداخلية فقط إذ كان من الصعب علينا العثور على وكالات مفتوحة ونحن نجري هذا الاستطلاع الذي عملنا فيه مع بعضها ومنها وكالة «شهرة تور» ووكالة «تازغات» وبعض مكاتب الأعمال التي تمتهن نشاط مشابه للوكالات من خلال بيع تذاكر السفر، فأغلبها كانت مغلقة لأنها لا تجد ما تنظمه وما تبيعه وهو ما جعل رئيس النقابة، يطلب الوزارة الوصية بالوفاء بوعودها من خلال دعم مهنيي النشاط وتوفير تحفيزات لإعادة بعث نشاطهم، خاصة الوكالات القديمة التي عمل اصحابها لعقود في هذا النشاط ومن الصعب عليهم اليوم ولوج مجال مهني آخر فيما أنهم لا يحققون من هذه الوكالات اليوم أي مداخيل، ففي وقت كانت النقابة تفكر في أنسب الطرق لتنظيم القطاع وتطهيره هي اليوم تنادي بدعم الوكالات للوقوف والمواجهة من جديد خاصة وأن آلاف العمال لدى هذه الوكالات سرحوا بعد غلقها وتقلص نشاطها .


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)