الجزائر

إعاقتي جعلتني أشعر بمعاناة الآخرين



إذا كانت الإعاقة هي تلك العاهة التي يولد بها الفرد، فإنّ الواقع اليوم يقدم نماذج لنوع آخر من الإعاقات، كانت فيها الحوادث السبب الرئيسي لوقوعها، وتحديدا حوادث المرور التي أصبحت في السنوات الأخيرة من أهم أسباب ارتفاع عدد المعاقين في الجزائر، ولعل الأستاذ لخضر قروجي واحد من هؤلاء، التقته "المساء" مؤخرا وتحدثت إليه عن إعاقته، وأهم التحديات التي تواجهه، بعدما انتقل من فئة الأشخاص العاديين إلى فئة ذوي الاحتياجات الخاصة.يروي السيد لخضر ل"المساء"، الحادث الذي تعرّض له وجعله من فئة ذوي الاحتياجات الخاصة، إذ يقول "أخذت ابنتي البالغة من العمر تسع سنوات مفتاح السيارة وقامت بتشغيلها، ولأنها كانت على منحدر، انطلقت السيارة سريعا، في تلك الأثناء كنت واقفا في الجهة المقابلة للسيارة، ومن خلفي جدار، ولأنّ الحادث وقع بسرعة، لم أشعر إلا والسيارة تدوس على ساقي بعد سقوطي أرضا، ومن ثمة تم نقلي مباشرة إلى المستشفى". مشيرا إلى أن جراح العظام حاول تفادي بتر قدمه قدر الإمكان، إلا أنّه تأكد من أن الخلايا في مرحلة أخيرة من عمرها، ليتخذ قرار البتر، ومن تلك اللحظة أصبح معاقا حركيا.
لم تكن فكرة تقبل بتر الساق سهلة على السيد لخضر، غير أنه تمكن بعد مكوثه فترة طويلة في المستشفى من تلقي العلاج اللازم وتجاوز أزمته النفسية، وسرعان ما استأنف مهامه كأستاذ في مادة العلوم الفيزيائية بمتوسطة "الأمير خالد". بالمناسبة، قال "كانت عودتي إلى التدريس بدون ساقي بمثابة صدمة، بل وأكثر من ذلك على تلامذتي، غير أن أكثر ما أدهشني ورفع من معنوياتي، التكافل والتضامن من قبل كافة التلاميذ المتمدرسين بمجرد دخولي المؤسسة"، مشيرا إلى أنه واجه الكثير من الصعوبات في تقبل فكرة ساق واحدة.
ردا على سؤال حول شعوره بعدما أصبح من فئة ذوي الاحتياجات الخاصة، قال "عشت 50 سنة معافا وبعد السن 52 وجدت نفسي أنتمي إلى ذوي الاحتياجات الخاصة، أقاسمهم معاناتهم وأشعر بما يشعرون، وبالرغم من أنني أستاذ أتقاضى أجرا، أشعر بوجود نوع من التفريط في هذه الشريحة من كل الجوانب، وتحديدا فيما يخص المنحة، رغم الاحترام الكبير الذي يوليه المجتمع الجزائري لهذه الفئات.
رغم تعود الأستاذ لخضر على الإعاقة، غير أن غياب الرجل الاصطناعية من جهة، وعدم جودة تلك المتوفرة في السوق صعّب عليه مهمة التنقل بسهولة وجعله يعتمد على العكاز. بالمناسبة، أشار إلى أنه تحصل على رخصة لاقتناء سيارة وطلب في السياق إعطاء الأولوية لهذه الفئة لشرائها بثمنها الحقيقي.
❊ محمد عبيد


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)