الجزائر

إشادة بجهود من صنعوا مجد الجزائر



إشادة بجهود من صنعوا مجد الجزائر
حملت الاحتفالية بيوم الدبلوماسية الجزائرية، مساء الخميس، ميزة خاصة تخللها تدشين مرافق وهيئات يعول عليها في تعزيز هذا الحقل السياسي الذي كان الوجه الآخر للكفاح المسلح أثناء الثورة التحريرية وخاض معارك عبر منابر وقمم أوصلت القضية الجزائرية إلى الأمم المتحدة وانتزعت اعتراف العالم بالاستقلال الوطني.من المرافق المدشنة، مركز الرصد وتسيير الأزمات لوزارة الخارجية. وهو مركز يعطي إضافة للعمل الدبلوماسي بعد المعهد الدبلوماسي والعلاقات الدولية الذي يخرّج إطارات في هذا الحقل وينظم ندوات وأنشطة يعرف من خلالها بموقف الجزائر تجاه تعقيدات الظرف وتحولات المرحلة وتداعيات أزمات، مقدما قراءة متأنية وتحليلات استشرافية.مركز الرصد وتسيير الأزمات، الذي شرع في نشاطه بدءاً من 8 أكتوبر الجاري، آلية تساعد على اتخاذ القرار بجمع وتحليل المعلومات الاستراتيجية لاستباق طوارئ وأزمات، حيث تعمل بشكل دائم وفوري على مراقبة الأخطار، حتى يتسنّى إدارتها بشكل فعال ومنسق لا تقبل المفاجأة والخلل.وبحسب الشرح المقدم في الاحتفالية، فإن إنشاء هذه الهيئة يدرج ضمن مسار عصرنة مؤسسات الدولة منها الخارجية، طبقا لتعليمات رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة.الاحتفائية التي حضرتها وجوه وطنية من مختلف القطاعات وكان رضا مالك ضيف شرفها، كانت محطة للوقوف عند مسار الدبلوماسية الجزائرية التي يُحتفل بيومها في الثامن أكتوبر من كل سنة بمناسبة رفع علم الجزائر المستقلة عام 1962 بمقر الأمم المتحدة من قبل الرئيس الراحل أحمد بن بلة. وعندها أدرك العالم قاطبة ما يحمله هذا اليوم من رمز ودلالة وما يمثله من معنى رسخته الدبلوماسية الجزائرية التي قادها قادة متشبعون بقيم ثورة نوفمبر تدربوا على روح النضال والوطنية، من خلال مرافعات كرّسوها لعدالة القضية الجزائرية من باندونغ إلى نيويورك عبر أكرا، بلغراد وعواصم أخرى.إنها مرافعات قادها جزائريون لم يتخرجوا من معاهد عليا أو مدارس عريقة في هذا الاختصاص، لكنهم أبدعوا في فن الدبلوماسية، أخلاقها ومهاراتها ولقنوا المستعمر الفرنسي درسا في الوفاء والإقناع، مكسرين جدار الصمت وحاجز الحصارات التي سقطت، مظهرة حقيقة النضال الجزائري من أجل الحرية والانعتاق وليس مثلما حاولت فرنسا مغالطة الرأي العام بالترويج لأشياء ما أنزل الله بها من سلطان.ذكر لعمامرة بمواقف الدبلوماسية الجزائرية وقوتها عبر سنوات الكفاح والحرية، متوقفا عند مكاسب وإنجازات انتزعت مصداقية الدول وثقتها، منها على سبيل المثال فتح الباب للزعيم الفلسطيني الراحل «أبو عمار» لدخول الجمعية العامة الأممية ومخاطبة الحضور بمناشدته للسلام وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة. ومنها كذلك طرد نظام الأبارتايد من الجمعية العامة الأممية في دورة ترأستها الجزائر، ممثلة في وزير الخارجية آنذاك السيد عبد العزيز بوتفليقة، رئيس الجمهورية حاليا. ولازال هذا الموقف الجزائري الذي رافع من أجل استعادة الصين لمقعدها الطبيعي في الأمم المتحدة محل التقدير والتنويه.لعمامرة في سرده لمسار الدبيلوماسية الجزائرية، أبرز دور العنصر النسوي الذي يقتحم السلك الدبلوماسي ودوائره ولم ينسَ التذكير بجهود الرعيل الأول والأسلاف في مرافقة الشباب الدبلوماسيين وتأطيرهم ورفع المشعل في جزائر تخوض معركة التجديد والتقويم اعتمادا على استقلالية قرار وسيادة وطنية.هي مسألة كانت محل اهتمام رضا مالك الدبلوماسي ورئيس الحكومة الأسبق، مطلعا الحضور بأشياء كانت ضمن تجربته ومساره المهني. من هذه الأشياء، ما قام به الوفد الجزائري في المفاوضات مع المستعمر الفرنسي من انتزاع كامل الحقوق دون التنازل عن شبر واحد من الوطن، والتمسك باستقلالية القرار وعدم الانسياق وراء الاندماج في التحالفات والصراع بين الشرق والغرب، ومنها أيضا الوفاء لمبادئ نوفمبر ومرجعيته في دعم حركات التحرر، منها فلسطين والصحراء الغربية وحركات إفريقية نالت استقلالها.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)