الجزائر

إسرائيل تعترف بإعاقة 420 جندي بسبب حرب غزّة


إسرائيل تعترف بإعاقة 420 جندي بسبب حرب غزّة
ساهمت ضراوة المعارك التي خاضها الجيش الإسرائيليّ في حربه الأخيرة على قطاع غزة، والأهوال التي لاقاها الجنود على يد أبطال المقاومة الفلسطينية، في تنامي ظاهرة فرار الإسرائيليين من الخدمة العسكريّة، علاوة على ارتفاع نسبة المُنتحرين والمُعوقين من الجنود والضبّاط. وكشفت صحيفة (معاريف) الإسرائيليّة النقاب عن اعتقال 292 جندي هربوا من الخدمة العسكرية، مشيرة إلى أنّ أكثرهم اتخذوا قرارًا بالفرار أثناء الحرب على غزة، خوفًا من المشاركة في المعارك الدائرة آنذاك.وأفادت الصحيفة، حسب "رأي اليوم"، بأنّ كثيرًا من الجنود رفضوا تسليم أنفسهم عند القبض عليهم، فيما هدد بعضهم بالانتحار. والآن، خمسة أشهر بعد أنْ وضعت الحرب العدوانيّة ضدّ قطاع غزّة أوزارها، لاتزال وزارة الأمن الإسرائيلية تعمل على معالجة مئات الطلبات التي تقدم بها جنود أصيبوا خلال العمليات العسكريّة ويطلبون فيها الاعتراف بهم كمعوقي حرب. وحسب تقارير إعلاميّة إسرائيليّة، فإنّ الوزارة اعترفت حتى الآن ب300 جندي كمعوق حرب، من بينهم تسعة جنود كمعوقين بنسبة مائة في المائة. وبحسب المعطيات الرسميّة التي نشرها الموقع الالكتروني للقناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي، فإن هناك 120 جندي اعتُرف بهم كمعوقي حرب، بنسبة 20 في المائة، و62 جنديا بنسبة 19 في المائة، و55 جنديا بنسبة إعاقة 9 في المائة، فضلاً عن الاعتراف بعدد محدود من الجنود كمصابين بحالة ما بعد الصدمة. وتُفيد معطيات وزارة الأمن الإسرائيليّة، حسب الموقع، بأنّ إصابات هؤلاء الجنود تتركز أساسًا في الأطراف والآذان والرأس، إضافة إلى إصابات نفسية. كذلك قام قسم الترميم في الوزارة بتشخيص العديد من حالات التلوّث المعوي وتلوّث العيون، والتدهور في أوضاع بعض الأمراض القائمة لدى عدد من الجنود. وحتى الآن تقدم 503 جندي بطلب الحصول على اعتراف بهم كمعوقي حرب عولج 300 منهم وسط توقعات الاعتراف بعشرات إضافيين خلال الفترة القريبة. وقال مصدر في لجنة معوقي المؤسسة الأمنية إنّ عدد الطلبات مرشح للارتفاع، وكذلك عدد المعترف بهم كمعوقي حرب.يُشار إلى أن العدوان الإسرائيلي الذي استمر 56 يومًا أدّى إلى استشهاد أكثر من 2100 فلسطيني، معظمهم من المدنيين، في موازاة مقتل 73 إسرائيليا، نحو 65 منهم جنود. ووصل عدد المصابين الفلسطينيين إلى نحو 10 آلاف مصاب، قسمٌ كبير منهم أصيب بإعاقة دائمة. ولفتت صحيفة (هآرتس) الإسرائيليّة إلى أنّ قسم الصحة النفسيّة في الجيش الإسرائيليّ يقوم بإعداد برامج لقادة الجيش لمعرفة الأسباب التي دفعت العديد من الجنود في وحدات مختلفة من الجيش إلى الانتحار، والمساعدة في تقديم العلاج، وأيضًا كجزء من مكافحة الظاهرة وتقليصها، أصدر الجيش تعليمات إلى الجنود بعدم اصطحاب السلاح العسكري إلى البيت، بالإضافة إلى إرسال رسائل إلى قادة الوحدات العسكريّة الإسرائيليّة للتقرّب أكثر من الجنود، وكذلك مراقبتهم جيدًا بهدف معرفة مَنْ يُعاني من مشاكل نفسيّة قد توصله إلى الانتحار، وذلك بهدف التدخل لمعالجة الأمور قبل تفاقمها.وقالت الصحيفة إنّ القلق يسود في أوساط الجيش الإسرائيلي لهذا الارتفاع الملحوظ في عدد الجنود المنتحرين، والذي لم يكن مقتصرًا على جنود في وحدات محددة، بحيث شمل الانتحار مختلف الوحدات في الجيش، وقد كان انتحار عقيد في جهاز الاستخبارات العسكريّة الإسرائيلي بإطلاق النار على نفسه مثار قلق كبير في الجيش الإسرائيليّ.وقال الكاتب الإسرائيلي أشلون أدرت من صحيفة (يديعوت أحرونوت) إنّ من بين كل 500 مجنّد بالجيش الإسرائيلي ينتحر اثنان سنويًا، ومع ذلك تُحاول الحكومة الإسرائيليّة إغفال الأمر. وأوضح الكاتب الإسرائيليّ من خلال مقاله أنّ خبرته داخل النظام العسكريّ الإسرائيليّ جعلته يعي جيدًا أنّ انتحار المجندين ليس من قبيل الصدفة، فهم يمرّون بمحنةٍ حقيقيةٍ، والجيش يُحاول تخفيض هذا العدد من المنتحرين.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)