الجزائر

إرهاب الطرقات.. إلى متى؟


قرابة 400 حادث في ظرف أسبوعين
إرهاب الطرقات.. إلى متى؟

* جمال شرفي: 68 بالمائة من الطرقات بحاجة إلى صيانة
* العامل البشري مشجب علقت عليه أخطاء المسؤولين

“حوادث مروعة.. قتلى وجرحى وخسائر مادية جسيمة”، لا يزال إرهاب الطرقات يحصد العشرات من أرواح الجزائريين شهريا
تشهد الطرقات الوطنية والولائية والبلدية والسريعة يوميا حوادث مرور مروعة، ضحاياها مستخدمو هذه المسالك التي تفتقر إلى أدنى معايير دولية في شق الطرقات ببلادنا، حيث سجلت المصالح الأمنية ما يربو عن 392 حادث مرور في المناطق الريفية والحضارية خلفت قتلى وجرحى.
فما هي الأسباب وراء هذه الحوادث، وكيفية الوقاية والحد من إرهاب الطرقات الذي أضحى ظاهرة تؤرق الأسر التي تنتظر ذويها ويعود محملا على كتف في صندوق الموتى؟
نصيرة سيد علي
98 حادث مرور جسماني خلال نهاية الأسبوع
سجلت مصالح الأمن الوطني، نهاية الأسبوع، 98 حادث مرور جسماني على مستوى المناطق الحضرية، أسفرت عنه وفاة 02 شخصين وجرح127آخرين.
وتشير المعطيات التي قامت بها المصالح المختصة للأمن الوطني إلى أن سبب وقوع هذه الحوادث يعود بالدرجة الأولى إلى العنصر البشري.
في هذا الإطار، تُجدد المديرية العامة للأمن الوطني دعوتها لمستعملي الطريق العام إلى توخي الحيطة والحذر أثناء السياقة، واحترام قانون المرور، لا سيما في ظل التقلبات الجوية التي تعرفها بعض الولايات من الوطن.
كما تضع المديرية العامة للأمن الوطني، تحت تصرف المواطنين، الرقم الأخضر 1548 وخط النجدة 17، لتلقي البلاغات 24 سا/24 سا.
كما تضع المديرية العامة للأمن الوطني، تحت تصرف المواطنين الرقم الأخضر 1548 وخط النجدة 17، لتلقي البلاغات 24 سا/24 سا.
تسجل 294 حادث مرور جسماني
294 حادث مرور جسماني تم تسجيلها على مستوى المناطق الحضرية خلال الفترة الممتدة من 07 إلى 13 جانفي الجاري، أسفرت عن وفاة 09 أشخاص وجرح 362 آخرين، حسب مصالح الأمن الوطني.
مقارنة بالإحصائيات المسجلة في الأسبوع الماضي، عرفت حصيلة حوادث المرور. حسب ذات المصالح. ارتفاعا محسوسا قدر ب +29 حادث، وكذا عدد الجرحى ب +18 حالة، بينما انخفض عدد الوفيات ب -05.
تشير المعطيات ذات الصلة، إلى أن أسباب هذه الحوادث تعود بالدرجة الأولى إلى العنصر البشري بنسبة تفوق 95%، نتيجة عدم احترام قانون المرور.
في هذا الإطار، تُجدد المديرية العامة للأمن الوطني دعوتها لمستعملي الطريق العام إلى توخي الحيطة والحذر أثناء السياقة، حفاظا على سلامة الجميع.
على السلطات المعنية الاهتمام بالمنشآت القاعدية
أكد رئيس المجلس العربي الأعلى للمعمار والعمران وتطوير المدن، المهندس جمال شرفي، في تصريحه ل “الحوار” أن ما يمثل 68 بالمائة من الطرقات الوطنية والولائية والبلدية والسريعة تعاني اهتراءات، وهي بحاجة إلى صيانة شاملة لإعادة وجه الطريق بريقه وجعله آمنا ويحقق السلامة المرورية لأصحاب المركابات على اختلافها، داعيا السلطات المختصة إلى التكفّل بهذه المنشآت القاعدية التي تحصد مئات الأرواح سنويا وتخلف ضحايا أكثرهم يعانون من عاهات مستدامة.
ارتكاب خطأ في صب الخراسنة المزفتة من أسباب اهتراء الطرقات
هذا، وأرجع جمال شرفي أن أسباب اهتراء الطرقات على تنوعها راجعة بدرجة حادّة إلى الطرق والأساليب في صب الخراسنة المزفتة في غير وقتها، حيث لهذه العملية مقاييس ومعايير يجب على مكاتب الدراسات الخاصة بتزفيت الطرقات التقيد بها، وفي مقدمتها عدم صب الخراسنة المزفتة تزامنا مع موسم سقوط الأمطار حتى لا تتعرض إلى الانزلاق جراء السيول التي تحدث أخاديد وحفرا، وتتحول بالتالي إلى برك من المياه يصعب على السيارة أو المركبة اجتيازها بسهولة، ما يتسبب في حدوث حوادث الطرقات تفضي في كثير من الأحيان إلى وفاة.
إن الجزائر تفتقر إلى هيئة منسقة تعنى بتسيير الطرقات أثناء فصل الصيف المعروف بحرارته الشديدة، وكذا فصل الشتاء وتهاطل كميات معتبرة من الأمطار والثلوج الكثيفة، خاصة على الهضاب العليا والمدن الداخلية التي تسبب مشاكل جمة على طرقنا الوطنية والولائية والسريعة والبلدية.
أين أموال قسيمة السيارات…؟
وفي السياق، تساءل جمال شرفي في معرض حديثه ل “الحوار” عن الأموال الطائلة التي تجنيها الدولة من ضريبة قسيمات السيارات المفروضة على أصحاب المركبات سنويا بصورة إجبارية، وإن تخلف مالك السيارة عن دفعها يتعرض إلى عقوبة شديدة، هذه الضريبة التي أقرها رئيس الحكومة الأسبق أحمد أويحيى الذي يقبع بسجن الحراش حاليا يفترض توجيهها إلى إصلاح الطرقات، إلا أن الواقع يثبت عكس ذلك، إذ تم نهبها كما تم نهب باقي القطاعات الأخرى.
العامل البشري مجرد مشجب نعلق عليه إهمال المسؤولين
أوضح المهندس ورئيس المجلس العربي الاعلى للمعمار والعمران وتطوير المدن المهندس، جمال شرفي، أن اختصار أسباب وقوع حوادث المرور في العامل البشري، واتخاذه كمشجب نعلق بالتالي عليه أخطاء المسؤولين، في حين أن الطرق السريعة في البلدان المتقدمة، تستجيب إلى ضوابط معينة فيما يتعلق بطبيعة المركبات التي تقطعها ذهابا وإيابا، إذ لكل مركبة حمولة معينة، إلا أننا في الجزائر طرقاتنا تسير فيها جميع أنواع المركبات دون استثناء، وكل الأوزان، حيث أدى انعدام الرقابة إلى إخفاق كلي في تعبيد الطرقات، ولم تحقق الوكالة الوطنية لتسيير وصيانة الطرقات السريعة إلا نتائج سلبية، هذه الأخيرة تتحمل مسؤولية كبيرة -يضيف شرفي- في إرهاب الطرقات التي تحصد الأرواح بالمئات، كما تسببت في أضرار جسيمة التي ألحقت بالعتاد المادي، وفي طليعتها -يقول شرفي- الحادث المرور المروع الذي تعرضت له 12 مركبة مؤخرا بالياشير بولاية برج بوعريريج، الذي وضع حدا لحياة عائلة بكاملها، والتي أرجع سبب وقوعها إلى تقاعس السلطات الولائية عن وضع الملح لإذابة الجليد، وهو سبب واه -يقول شرفي- في غياب التصريح بالأسباب الحقيقية وراء الحادث، ناهيك عن باقي الحوادث -يضيف المتحدث ذاته- التي نسمع عنها هنا وهناك التي خلفت أحزانا ومآسي للأسرة الجزائرية.
الطرق السريعة.. غياب الإنارة ليلا.. والإشارات صباحا..
ومن بين الأسباب التي تعترض مستعملي الطرقات السريعة، يقول جمال شرفي، غياب الإنارة العمومية عبر حواف الطرق السريعة، مما يصعب استخدام هذه المنشآت ليلا، والتي يؤدي غالبا إلى وقوع الحوادث، ضيف، إلى ذلك مشكلة الاشارات، وانعدام المحطات لتزويد مستخدمي هذه الطرقات بما يلزمهم من مستلزمات السفر التي يحتاجها المسافر، وقال شرفي: للأسف الهياكل موجودة، والدولة تخصص أغلفة مالية خيالية لصيانة الطرق بأشكالها المختلفة، إلا أن الأخيرة بقيت تعاني الأمرين، مرارة السير وتعرض المسافر إلى ما يحمد عقباه، وعلى سبيل المثال لا الحصر، تباطؤ في عملية استكمال شرط طريق السيار شرق غرب الرابط بين جبل الوحش بقسنطينة بولاية عنابة، وعوض الإسراع في وثيرة انجازه قامت الجهات المسؤولة بفتح طريق اجتنابي الذي يعرف يوميا حوادث المرور متعددة.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)