الجزائر

إرادة قوية للرئيس تبون في لمّ الشمل



تحيي الجزائر الذكرى المزدوجة لمؤتمر الصومام وهجومات الشمال القسنطيني (اليوم الوطني للمجاهد)، في ظل سياق سياسي يتسم بالإرادة القوية لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، في تعزيز الوحدة واللحمة الوطنية ولم الشمل وتوحيد الصف، تماما مثل ذلك الدرب الذي انتهجه قادة الثورة آنذاك.لقد اجتهد قادة الثورة من خلال مؤتمر الصومام يوم 20 أوت 1956 في منح إضافة ثمينة لهياكل ثورة التحرير المظفرة من خلال العمل على بلورة أهداف سياسية دقيقة لها وكذا السعي لدعمها بتنظيم متكامل ومنسجم وعلى جميع الأصعدة، السياسية والعسكرية والتنظيمية، بالشكل الذي يدفع القارئ في هذا الإرث الثوري الوطني التاريخي العظيم إلى استخلاص تشابه القيم التي ترتكز عليها السياسة التي ينتهجها الرئيس تبون في رص الصفوف وتوحيدها في زمننا الراهن مع تلك التي رسمت ذلك الماضي المجيد.
وتتجسد هذه الإرادة الوطنية الوفية لمبادئ ثورة نوفمبر المجيدة وسط التفاف واسع من مختلف الفعاليات الوطنية، السياسية والجمعوية وغيرها من الطاقات الوطنية التي عبرت في كل مناسبة، منذ الإعلان عن هذه المبادرة، عن انخراطها في هذا المسعى الذي يرفع يد الوفاء عاليا لرسالة الشهداء الأبرار والمجاهدين الذين رفعوا تحدي استرجاع السيادة الوطنية بكل ما أوتوا في سبيل جزائر مستقلة، شامخة رايتها وموحد شعبها.
لقد جدد رئيس الجمهورية في مناسبات عدة، سواء في خطاباته للأمة وكذا من خلال لقاءاته الدورية مع ممثلي وسائل الإعلام الوطنية، على إصراره على المضي قدما للم الشمل ورص الصفوف وتوحيد الجبهة الداخلية، «لا سيما في هذه المرحلة الحاسمة من تاريخ البلاد، من أجل كسب معركة التجديد».
وكان الرئيس تبون خلال تناوله لهذا الموضوع الذي نال القسط الأكبر من النقاش السياسي في البلاد واهتمت له الصحافة الدولية، يستحضر في ذلك، بطولات أسلاف أمتنا ممن صنعوا مجد الثورة المظفرة وانتصارات المقاومات الشعبية التي دحض بها الشعب الجزائري، على مر زمن النضال الوطني، مستعمر فرنسي غاشم، حاول بكل أنواع الوسائل وأبشع الأساليب إفشال تلك العزيمة الوطنية المتجذرة في نفوس أسلافنا الأحرار.
إن ربط معالم وأهداف الجزائر الجديدة في إطار مشروع حضاري، يستلهم الأحكام والقيم من موروث نضالي و ثوري تاريخي، لا تزال شعوب العالم تستشهد به، كأرقى نماذج تحرر الشعوب من نير الاستعمار في تاريخ البشرية، هو تأكيد على مواصلة مسار نضال الأسلاف من أبطال ثورتنا المباركة و وفاء لقيم ندائها النوفمبري المجيد.
ولعل تزامن هذا المسعى الوطني النبيل مع كل الأهمية التي يحظى بها الاحتفاء بستينية استعادة السيادة الوطنية من خلال برنامج وطني واسع وشامل، يمتد على مدار سنة كاملة، يكتنف من الرمزية ما يبعث على التأكيد على جسر التواصل الممتد بين قيم الشهداء الأبرار التي ضحوا من أجلها وتلك التي يراد من صلبها تسجيل الانطلاقة الجديدة نحو مستقبل جزائري مشرق.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)