الجزائر

إرادة سياسية في التكفل بمشاكل الجزائر العميقة



عقب خرجات ماراطونية و لقاءات مكثفة من الحوار والتشاور التي حسمها المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي، صارت الجزائر وجها لوجه أمام القفز إلى مرحلة الانطلاق في تكريس إصلاحات حقيقية لا تقتصر على الجانب السياسي لتشمل جميع المجالات يحتل فيها المواطن صلب الاهتمامات وجوهر هذه الإصلاحات التي لا تكتمل إلا بمشاركة الجماعات المحلية على اعتبار أن جميع الفاعلين شاركوا في التأسيس لهذه الإصلاحات على غرار المنتخبين والإدارة والحركة الجمعوية، فهل سينجح في ترجمة خطة الإصلاح والإستراتجية الفعلية بشكل يجعل تجربة الجزائر في الإصلاح نموذجية يوضع فيها حد لتجارب الفشل والإخفاق، والقطيعة مع الوعود التي لا تجسد، وتبقى حبرا على ورق؟.يعول كثيرا على الإصلاحات التي سيتم إرساؤها من طرف الجهاز التنفيذي خلال سنة 2012 في تكريس بداية عهد جديد من التسيير المحلي القائم على الحوار حتى ننهي جميع الحالات الشاذة التي كانت بعض إداراتنا وعلى مستوى المنتخبين بشكل خاص تتخبط في سلسلة من المشاكل على غرار الانسداد والديون وعدم تلبية انشغالات المواطن بغلق الأبواب في وجهه.
وينتظر أن تشكل زبدة المشاورات المتوجة بأرضية من التوصيات مقاربة بالنسبة للسلطات العمومية في مجال التسيير المحلي الفعال، وعن طريق الاعتماد على هذه الإجراءات الجديدة في ترسيخ ثقافة الإصغاء والحوار الاجتماعي بين الحكومة وجميع شركائها بداية من القاعدة إلى القمة دون استثناء أي عنصر أو شريك بما يسمح بتكييف جيد لأدوات التدخل العمومي مع تطلعات السكان حتى ننجح في تجسيد رهان تنمية محلية ومستدامة .
وستشكل نتائج المشاورات خارطة على ضوئها يتم التأسيس لمرحلة أكثر نجاعة تكون فيها القطيعة مع عهد سابق غابت عنه الشفافية والحوار على المستوى المحلي خاصة وان جولات المشاورات التي انتظمت انطلاقا من برنامج عمل فعلي وحتى نوعية النقاش الذي ساد مشاورات الكناس لم يكن مجرد خطب سياسية من أجل التعبئة والتحسيس بل جاء ليكون برنامج عمل ليجسد على أرض الميدان، ولا يخفى على أحد أنه لأول مرة تنفتح الجزائر بشكل محلي وشامل عبر الجزائر العميقة على إصلاحات ستتجذر لأن الجميع شارك في طرحها وبلورتها وفق ورشات مفتوحة لم تقص أي طرف.
وجاءت رسالة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة التي بعثها إلى المشاركين في الجلسات الوطنية الأخيرة المنعقدة نهاية الأسبوع الفارط لتؤكد على أن هذه المشاورات ستكون محل اهتمام في البرنامج الوطني حتى يتسنى تحقيق الرهان المنشود عن طريق فتح صفحة جديدة في معركة البناء وتفعيل التنمية بعيدة عن أي فشل أو إخفاق.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)