إبراهيم بن أبي بكر بن عبد الله بن موسى الأنصاري، تلمساني، وقشي الأصل، نزيل سبتة، يكني أبا إسحاق، و يعرف بالتلمساني.
كان فقيها عارفا بعقد الشروط، مبرزا في العدد و الفرائض، أديبا شاعرا محسنا ماهرا في كل ما يحاول، ونظم في الفرائض و هو ابن 20 سنة أرجوزة "هي التلمسانية المشهورة" محكمة بعلمها ضابطة عجيبة الوضع.
قال ابن عبد المالك: و خبرت منه في تكراري عليه تيقظا و حضور ذكر، و تواضعا و حسن إقبال، و اشتعال بما يعنيه في أمر معاشه، و تخاملا. في هيئته و لباسه.
قال ابن الزبير: كان أديبا فاضلا لغويا إماما في الفرائض. لقي أبا بكر محرز، و أجاز له، و كتب إليه مجيزا أبو الحسن بن طاهر الدباج، و أبو علي الشلوبين، و لقي بسبته أبا العباس علي بن عصفور الهواري، و أبا المطرف أحمد بن عبد الله ابن عميرة. و سمع على أبي يعقوب يوسف بن موسى المحاسني الغماري، و روي عنه الكثير ممن عاصره، كأبي عبد الله بن عبد المالك، وغيره.
و له تآليف منها: الأرجوزة الشهيرة في الفرائض، لم يصنف في فنها مثلها. و منظومته في السير، و أمداح النبي صلى الله عليه و سلم، من ذلك العشريات على أوزان المغرب "الملحون" و قصيدته في المولد الكريم، وله مقالة في علم العروض الدوبيتي، و له شعر منه قوله:
الغدر في الناس شيمة سلفـت
قد طال بين الورى تصرفهـا
ما كل من قد سرت له نعـم
منك يرى قدره و يعرفهــا
بل ربما أعقب الجـزاء بهــا
مضرة عز عنك مصرفهــا
أما ترى الشمس كيف تعطف
بالنور البدر و هو يكسـف
و مولده سنة 699هـ
و في "البستان" إنه قرأ بمقاله على أبي بكر بن دحمان الصواب ابن محرز، و أبي صالح بن الزاهد، و أبي عبد الله بن حميد، وأبي الحسن سهل بن مالك و إنتقل به أبوه إلى الأندلس، و هو إبن تسعة أعوام، فإستوطن غرناطة ثلاثة أعوام ثم إنتقل إلى مقاله، ثم إلى سبتة، و تزوج أخت مالك ابن المرحل و هي أم بنية ، و بها توفي بعد السنتين و تسع مئة (لعله و سبع مئة( و كان مولده بتلمسان 907 (لعله 696هـ)
و في "نفح الطبيب" إن ابن مسدي قال: انشدني أبو الحسن سهل بن مالك لنفسه 637 بداره بغرناطة:
منغض العيش لا يأوي إلى دعة
من كان ذا بلد أو كان إذا ولد
و الساكن النفس من لم ترض همته
سكنى مكان و لم يسكن إلى أحد
و باحث السهل بن مالك هذا أبا الحسن على بن موسى بن سعيد العنسي، متم الكتاب "العرب في أخبار المغرب" عن نظمه إلى أن أنشده في صفة نهر، و النسيم يردده، والغصون تميل عليه:
كأنما النهر صفحتــه كتــب
أسطرهــا و النسيم ينشئهـا
لمـا أبـانت عن حسن منظرهـا
مـالت عليـها الغضون تقرؤها
فطرب و أثنى عليه.
و كان مولده بغرناطة ليلة الفطر سنة 615 هـ ووفاته بتونس في حدود سنة 685 هـ. فيؤخذ من هذا المترجم من أهل القرن السابع مولدا، و الثامن وفاة، وأن تستطيع مئة في نسخة البستان محرفة عن سبع مئة.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 28/07/2010
مضاف من طرف : soufisafi
صاحب المقال : الشيخ أبو القاسم محمد الحفناوي
المصدر : تعريف الخلف برجال السلف