أوّلية اللّغة في عملية التّشكيل الشّعري

لا تتطرق هذه الورقة إلى أهمية اللغة الشعرية في تعريف الشعر وتحديد هويته الأجناسية بالنظر إلى هويات الأجناس الأدبية المتعددة التي طالما استطاع أن يحتويها في مفهومه الشمولي كما طرحه اليونانيون القدامى ومن تبعهم من أمم أخرى، أو من سبقهم من أمم أخرى كذلك، وإنما تحاول أن تتطرق إلى جوهرانية دور اللغة في تشكيل القول الشعري من خلال الارتقاء به إلى مصاف المفارقة الوجودية المتعلقة بنهائية التصور الذي يأخذه الملتقى عن القول الشعري بوصفه قولا خارجا عن مجال التصنيف الإجناسي، ومؤديا إلى مملكة الشعر المؤسِّسة للوجود الذي لا يمكن أن يتحقق إلا باللغة. و من هنا تحاول هذه الورقة أن تطرح إشكالية دور اللغة في صياغة تصور المتلقي للشعر وتحديدها للمعايير الفنية و الجمالية التي يحكم من خلالها هذا الأخير على القول الشعري من داخل المفهوم الوجودي للمفارقة الجوهرية التي تلعبها اللغة في شعرنة الأفكار.