أول قائد أدخل الثورة إلى منطقة الطاهير

تكريم المجاهد المرحوم عبد الله بن الصم
قام مؤخرا والي جيجل بشير فار، رفقة المجاهد السعيد بوحجة، رئيس المجلس الشعبي الوطني، بتكريم المجاهد المرحوم عبد الله بن الصم، المدعو «مسعود الطاهيري»، و قد نظمت المراسيم الجمعية الولائية الوئام و المصالحة لترقية المجتمع المدني، بفندق الزمرد بتاسوست.
و قد أكد السعيد بوحجة أهمية إقامة مثل هاته التكريمات لرجال ضحوا بأنفسهم من أجل استقلال الجزائر، و دعا الحاضرين إلى بدل المزيد من الجهود لتعريف الجيل الجديد بهم ، عبر إقامة ملتقيات، و أيام وطنية، مشيرا إلى التضحيات المقدمة من قبل أبناء الولاية، إبان الثورة التحريرية المجيدة.
و قد تحدث جل المجاهدين، الذين عايشوا المجاهد عبد الله بن الصم عن بطولته، و شجاعته و تميزه بحسن التخطيط ، كما تحدثوا عن بعض المواقف التي تميز فيها بالحكمة و الصبر، ما أدى إلى تحقيق انتصارات عديدة لجيش التحرير الوطني.
جدير بالذكر أن المجاهد بن الصم ولد بتاريخ 11 جوان 1924بمنطقة السبت، دوار واد النيل ببلدية الشقفة في ولاية جيجل ، و تعلم القرآن الكريم على يد الشيخين بلطرش و بوتشيش، وحفظ ثلاثة أرباع كتاب الله، ثم توقف عن التعليم و سافر إلى مدينة سكيكدة، حيث عمل تاجرا بأسواق المدينة، و احتك بأعضاء الحركة الوطنية، ثم انتقل إلى مدينة عنابة، و هناك التقي بالمجاهد عمار بن عودة، و بدأ معه تشكيل أعضاء المنظمة العسكرية السرية. انضم إليهما الشهيدان علاوة بوغريرة، و دخلي مختار، المدعو البركة، و كانوا جميعا تحت قيادته، و عند اندلاع الثورة، أمره العقيد بن عودة بالالتحاق بلخضر بن طوبال، وهناك عمل مع المجاهد العربي بن أرجم الميلي، و كان معهم حسين بوعلي، وكانوا ينشطون في ناحية بني خطاب و بني صبيح، و بعد إنشاء مراكز الاتصال و الايواء، شكل عبد الله بن الصم، أول مجموعة من المجاهدين و اتجه إلى ناحية الطاهير بأعالي الشقفة، ثم بدأ المرحوم في إنشاء مراكز جديدة بمختلف المناطق و القرى، حتى وصلوا إلى ناحية بجاية. بعد ذلك أصبح مسعود الطاهري قائد للناحية الأولى ، وبعد مؤتمر الصومام، تم تشكيل الأقسام و النواحي، و المناطق بالولاية الثانية، فأصبح عضو المنطقة الأولى و هي الميلية جيجل، و مسؤولها العسكري، و قاد عدة عمليات بالمنطقة، ثم انتقل إلى المنطقة الثانية كمسؤول عسكري، و توجه بعد ذلك إلى المنطقة الثالثة «سكيكدة، قالمة، القل» ثم انتقل إلى المنطقة الرابعة بعنابة، كمسؤول عسكري أيضا إلى غاية نهاية الثورة عام 1962.
و قد عمل المرحوم في جميع مراحل الثورة، مع الكثير من القادة ،على غرار الشهيد زيغود يوسف و علي كافي، و كان قياديا بارزا.
و بعدالاستقلال و تشكيل الحكومة، و المجلس التأسيسي « البرلمان''، تم تعيينه كعضوا به إلى غاية انتهاء عهدته، وبعد ذلك، انسحب نهائيا من العمل السياسي، و عاد إلى ممارسة التجارة، و استقر بالعاصمة.
في ما يتعلق بإطلاق اسم مسعود الطاهيري، على المجاهد الراحل عبد الله بن الصم، فيعود لكونه أول من أدخل الثورة إلى منطقة الطاهير، و توفي المرحوم بتاريخ 12 ماي 2011 ، و ثم دفنه بالجزائر العاصمة.