الجزائر

أوروبا تحاول تبديد الخلافات حول كيفية التعاطي مع أزمة اللاجئين



أوروبا تحاول تبديد الخلافات حول كيفية التعاطي مع أزمة اللاجئين
التقى وزراء خارجية أوروبا الشرقية أمس في محاولة لتبديد الخلافات حول سياسات اللجوء فيما تتفاقم الأزمة مع توجه آلاف المهاجرين من حدود دولة أوروبية إلى أخرى في نهاية الأسبوع.وتمكن آلاف الأشخاص أخيرا من دخول النمسا الأحد في حافلات وقطارات مكتظة فيما غرق 13 مهاجرا قبالة سواحل تركيا، في احدث فصول مأساة المهاجرين الذين يفرون من النزاعات في دولهم ومعظمهم من الشرق الأوسط وإفريقيا.واجتمع وزراء خارجية الجمهورية التشيكية والمجر وبولندا وسلوفاكيا ورومانيا ولاتفيا مع نظيرهم من لوكسمبورغ التي تتولى حاليا الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي بهدف بحث الخلافات بين هذه الدول المتجاورة.ويجتمع وزراء داخلية الاتحاد الأوروبي أيضا اليوم الثلاثاء على امل إحراز تقدم في المحادثات قبل القمة الطارئة للاتحاد الأوروبي الاربعاء.وقال رئيس البرلمان الأوروبي أمس إنه يتوقع أن يتفق وزراء داخلية الاتحاد الأوروبي على خطة طوعية لإعادة توزيع 160 ألف مهاجر خلال اجتماعهم اليوم الثلاثاء.وقال مارتن شولتس لإذاعة دويتشلاند فونك "ستكون هناك بعض المناقشات لكن في النهاية سيكون هناك اتفاق على إعادة توزيع 160 ألف (مهاجر)". ودعت المستشارة أنجيلا ميركل زعماء أوروبيين آخرين لقبول المسؤولية المشتركة في استيعاب أسوأ أزمة هجرة تشهدها القارة منذ الحرب العالمية الثانية وذلك خلال قمة طارئة تنعقد يوم الأربعاء.وبموجب اقتراح يجري مناقشته قبل اجتماع وزراء داخلية الاتحاد غدا فمن الممكن إعادة توزيع 120 ألفا من طالبي اللجوء على مدى العامين المقبلين على دول الاتحاد بأكملها.وقد أصابت كارثة جديدة المهاجرين الفارين عبر البحر اذ قضى 13 مهاجرا من بينهم أربعة أطفال قبالة ساحل تركيا عند اصطدام عبارة بمركب كان يقلهم الى اليونان، بحسب ما ذكرت وكالة انباء دوغان التركية. وصرح ناج قال ان اسمه حسن، لوكالة الانباء اليونانية الرسمية "آنا" ان المركب اصطدم بسفينة. وقال "كان الظلام مخيما، ورأينا السفينة تتجه نحونا. حاولنا لفت الانتباه بالمصابيح والهواتف لكنهم لم يروننا".وبعدما سقطوا في المياه، ناضل الركاب لعدم الغرق فيما ضربتهم امواج عاتية. واضاف حسن "لقد خسرنا اطفالا. لم نتمكن من رؤيتهم في الظلام". وتوفي اكثر من 2800 شخص من أصل حوالي نصف مليون جازفوا بحياتهم لعبور المتوسط والوصول الى اوروبا هذه السنة بحسب ارقام المنظمة الدولية للهجرة. والى بلدة نيكلسدورف النمساوية الواقعة على حدود المجر، دخل حوالى سبعة الاف لاجىء ومهاجر الاحد. وكان الواصلون ينتظرون في صفوف طويلة للصعود الى حافلات فيما يامل اخرون في ايجاد سيارات اجرة تقلهم الى فيينا. وقال سعيد احد الواصلين من دمشق والذي يرغب في التوجه الى المانيا "من المعروف انه حين تصل الى النمسا، يعني ان الرحلة انتهت". واضاف "كلما نقترب من اوروبا التي نريدها، يصبح الناس لطفاء اكثر فاكثر". ومع وصول الاف عدة من المهاجرين الى النمسا الاحد قادمين من المجر عبر كرواتيا، قررت بودابست فجأة اعادة فتح حدودها مع صربيا والتي ادى اغلاقها الاثنين الى تزايد تدفق اللاجئين الى كرواتيا. وفتحت السلطات معبر هورغوس-روسزكي 1 الواقع على طريق سريع كان الطريق الرئيسي الذي يربط بلغراد مع بودابست قبل ازمة اللاجئين. وادى اغلاق المعبر الى زيادة المسافة على الاف اللاجئين الذين يقطعون رحلة مرهقة عبر دول البلقان للوصول الى دول اوروبا الغربية، وقالت كرواتيا ان 25 الف شخص دخلوا اراضيها خلال الايام الاربعة الماضية. وخلال الايام التي اغلق فيها المعبر، اعلنت كرواتيا انها غير قادرة على استيعاب تدفق اللاجئين وبدأت باعادتهم باتجاه المجر او سلوفينيا.وكرواتيا والمجر وسلوفينيا اعضاء في الاتحاد الاوروبي ولكن فقط المجر وسلوفينيا تنتميان الى اتفاقية شينغن لحرية التنقل في اوروبا.ومعظم المهاجرين هم من سوريا، وقد تلقى الاتحاد الاوروبي نحو ربع مليون طلب لجوء من ابريل وحتى جوان. ويتوقع ان تتلقى المانيا نحو مليون طالب لجوء هذا العام.وهذه اكبر موجة هجرة في القارة الاوروبية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وقد تسببت بخلافات عميقة بين الدول الغربية والشرقية الاعضاء في الاتحاد الاوروبي حول كيفية توزيع اللاجئين بصورة عادلة، واثارت تساؤلات حول مصير اتفاقية شنغن التي تسمح بالتنقل الحر. وواجهت الحكومة المجرية اليمينية بشكل خاص انتقادات دولية بسبب الاشتباكات العنيفة مع المهاجرين، وسارعت الى اقامة سياج شائك على طول حدودها مع صربيا.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)