أواني فخارية طابع بريدي الجزائر

الفخار من أقدم الصناعات التي عرفتها البشرية، وقد ظهر لأول مرة في العصر الحجري الحديث، عندما عرف الإنسان الزراعة والاستقرار، فتغير بذلك سلوكه ونمط معيشته وعلاقته بالطبيعة. عاش الإنسان طيلة عصور ما قبل التاريخ على الصيد وجمع الثمار، ثم أصبح خلال العصر الحجري الحديث منتجا للطعام بفضل اكتشاف الزراعة التي أدت بدورها إلى اكتشاف الفخار، الذي استعمله الإنسان في تحضير الأكل وتخزينه.  تعتبر صناعة الفخار نشاطا نسويا بالدرجة الأولى، فالمرأة هي التي تقوم بتشكيل الطين وقولبته بواسطة اليدين دون الاستعانة بأي آلة، ما عدا بعض الأدوات البسيطة التي تستخدم في صقل الأواني وزخرفتها، بعد حرقها بالنار في أفران بسيطة يتم تحضيرها لذلك الغرض. وإذا كانت تقنيات صناعة الفخار البسيطة هذه، قد استمرت منذ آلاف السنين، فإن الأساليب الصناعية والجمالية المتمثلة في الأشكال والزخارف قد تطورت كثيرا. يمثل الفخار المقولب يدويا في الجزائر جزءا هاما من الفنون التقليدية الريفية، وبقدر ما هو ضروري لحياة الإنسان، فهو كذلك شاهد ثمين من شواهد الماضي البعيد.