الجزائر

أنهى 2011 بصراع شرس لافتكاك إمارة الصحراء تيار "الربيع العربي" يتنكر لتنظيم دروكدال المستميت في ركوبه



أسدلت سنة 2011 الستار على أحداث أليمة أصرت فيها على تذكير الجزائريين بورم لايزال يوخزهم بين الفينة والأخرى اسمه الإرهاب، لكنها مع ذلك حملت لهم الكثير من البشرى بالقضاء على جل العناصر المسلحة، وجعلتهم لأول مرة يعبرون عن إدانتهم للإرهابيين في الأماكن العمومية دون خشية التعرض إلى مكروه، في وقت تمكنت الأجهزة الأمنية من مجابهة خطر الموت القادم من الحدود الشرقية، والذي تزامن مع سنة الربيع العربي، وحجزت كميات ضخمة من الأسلحة.  2011 سنة التخطيط الفاشل في إدارة العمليات الإنتحارية  أجمع خبراء الشأن الأمني أن سنة  2011 مرت بردا وسلاما على الجزائر، باستثناء عملية انتحارية واحدة وقعت خارج حدود نشاط التنظيم المسلح، وتم فيها مباغتة الأجهزة الأمنية التي فرضت طوقا امنيا عجز الإرهابيون عن اختراقه. والبداية كانت من منطقة "عمال" التي حاول فيها الإرهابيون اقتحام  مقر مصالح الدرك بـ"تيميزار" بواسطة مركبة محملة بالمتفجرات في محاولة لتوقيع أكبر عدد ممكن من الخسائر البشرية في صفوف رجال الدرك. كما أنها خططت للسطو على الاسلحة بمجرد توقيع التفجير، وهو ما لم يتحقق بفضل يقظة أعوان الدرك الذين تمكنوا من صد الاعتداء الذين حاولوا إيقاعه في ساعة متاخرة من الليل، كما تمكنوا من ملاحقة الإرهابيين الذين كانوا يترصدون المجزرة من الجبال المحاذية، والقضاء عليهم. كما نجحت قوات الأمن في إحباط هجوم انتحاري بمنطقة الثنية كان يستهدف مقر البرلمان، بقتلها ثلاثة انتحاريين فى جوان الماضي وهم في طريقهم إلى العاصمة قادمين من ولاية بومرداس، وكان بينهم عبد القهار نجل علي بن حاج، الرجل الثاني في جبهة الإنقاذ المحظورة. وقبلها تم صد عملية انتحارية ببرج منايل بعدما استعصى على الإرهابيين اختراق الحاجز الأمني الذي يحيط بمقر مصالح الدرك، ولم تتمكن الجماعات الارهابية إلا من تنفيذ عملية واحدة باغتت فيها الأجهزة الأمنية، وذلك بالأكاديمية العسكرية لشرشال التي راح ضحيتها أزيد من 20 شخصا. دروكدال يعجز عن ركوب تيار الربيع العربي  وصفت سنة 2011 أنها سنة المفاجآت العظيمة التي قلبت فيها موازين القوى  وأطيح فيها بالأنظمة، ولكن الحراك السياسي الذي كاد يعصف بدول الجوار لم يمتد إلى الجزائر التي بقيت صامدة رغم محاولات الكثيرين نقل الفوضى إليها، ومنهم قادة التنظيم المسلح في الجزائر، والذي يشكو تزايد حدة الصراعات والتشققات والذي حاول باستماتة إسقاط التغييرات على الجزائر وإقناع نفسه بالانتساب إلى الربيع العربي، ختمها بتوجيه رسائل متضامنة وإهداء مخلفات مجازرهم إلي الثوار بالدول العربية، وبدا طوال فترة الصراعات العربية كمن يغرد خارج السرب وفشل حتى في التنسيق مع إمارة الصحراء التي كشفت عن أولى بذور نهاية التنظيم، خاصة مع اتخاذها القرارات بعيدا عن القيادة وتجاهل الأمير الوطني الذي لم يستطع السيطرة على إرهابيين اخضعوا دولا أوروبية إلى أهوائهم. وأثبتت التطورات التي أعقبت سلسلة الاحتجاجات التي شهدها العالم العربي أن المواطنين أبعد أن يفكروا في الانتماء إلى تنظيم سبق أن سفك الدماء،  وأن ينسبوا ما حققوه من مكاسب إلى تنظيم نطاقه محدود ويقصي مبادئ الإنسانية من أولوياته، وباءت جميع محاولاته في إيجاد قواسم مشتركة بين ما يقع في الدول الاسلامية وبين جرائمه بالفشل وتعرض لضربات متتالية، آخرها أطلقها القائد العسكري في المجلس الانتقالي الليبي، عبد الحكيم بلحاج، الذي نفى أي علاقة بين الثوار الذين خرجوا ضد العقيد معمر القذافي وبين الجماعات الإرهابية المسلحة، رغم أنه انضم إليهم في سنوات التسعينيات اعتقادا منه أنهم يحملون لواء الاسلام. عام سقوط "العظماء" يسدل الستار على سحب البساط من أبي زيد السوفي بالصحراء أسدل عام 2011 الستار على حرب شرسة تدار في كواليس قيادة إمارة الصحراء، يقودها أبو زيد السوفي، المعروف بدمويته، والذي تعرض لمؤامرة سحبت منه البساط رغم تمكنه من إخضاع دول بحجم فرنسا، كندا وإسبانيا وغيرها، إلا أنه عجز عن فرض نفسه كقائد على إمارة الصحراء التي يديرها بلعور رغم انه مجرد أمير على كتيبة الملثمين. كما أن دروكدال توصل إلى حيلة لكسر شوكة أبي زيد، وهي إيفاد أمير خارج عن حسايات القيادة على رأسها، وتجاهل كونه الذراع اليمنى للأعور، ليفتح مسلسلا جديدا لحرب الزعامة ولكنها ليست كسابقاتها، خاصة أنها قد تعصف بالتنظيم ككل.  عادل ش


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)