الجزائر

“أنا وعيالي والشيطان” تستحوذ على إعجاب أبناء سيرتا



حظي العرض الشرفي لمسرحية جمعية “البليري” الجديدة “أنا وعيالي والشيطان” باستقبال جيد من طرف الجمهور القسنطيني بمسرح المدينة. وتتناول هذه المسرحية -التي كتب نصها “وحيد عاشور” أحد الأعضاء الفاعلين بفرقة “البليري” الذي أشرف كذلك على الإخراج والديكور -”المشاكل الزائفة” التي تغرق فيها الأسر وتتعداها إلى المجتمع ككل وتتسبب في نشوب حالات من الصراع بل تصل أحيانا إلى حد “الحرب“.
ويفتح الستار في هذه المسرحية التي يؤديها ثلاثة كوميديين فقط على ديكور بسيط يتكون من سرير ومكتب وركام من الكتب وإناء تحت ضوء خافت مستعمل بشكل مدروس. ومن أمام كومة من الكتب المبعثرة حوله ينتفض زوج ليوبخ زوجته على الفوضى التي تعم المنزل. هو الفيلسوف الذي يجد نفسه منهمكا في تأدية مهام منزلية “وضيعة” للحياة اليومية وتؤول به الأحوال إلى السقوط العبثي حيث يجد نفسه يبحث في فلسفة العلاقة “بين الآنية والصحن وتأثيرها على العلاقة الزوجية” عوض الخوض في المشاكل الفلسفية الحقيقية. ولا تحرك زوجة الفيلسوف ساكنا أمام هذه الوضعية العبثية بل تواصل توجيه الانتقادات لزوجها والسخرية منه مما يزيد الطين بلة حيث يجد الزوجان نفسهما يتراشقان بالكلام واللوم وينشب بينهما شجار حاد سببه غيرة الزوج من “ميشو” الذي يظهر في نهاية المسرحية بأنه مجرد قط. وتحظى كفاءات الفيلسوف المستهزئ بها في محيطه العائلي باهتمام الشيطان الذي يخترق حياة العائلة ليس من أجل إحداث شقاق بينهما مثلما يتوقع في مثل هذه الحالات وإنما ليطلب من الفيلسوف “إذا كان بإمكانه التفكير في إيجاد حل لمعضلة الحرب التي تشكل وضعية تاريخية تنغص حياة كل الكائنات بما فيها عالم الشياطين”. ومن خلال الحوار الذي يدور بين الشيطان والفيلسوف يجد هذا الأخير نفسه معجبا بالنظام الذي يحكم عالم الشياطين حيث الأدوار محددة بإحكام وحيث تشغل المرأة دورا محددا لا تتعداه ولكل عضو من هذه المملكة المشهورة بنفوذها وبأسها صلاحيات يؤديها. ويرى وحيد عاشور أنه من الخطأ “تحميل” الشيطان كل معاصي وخطايا الإنسان ومشاكله “لأن بني آدم بجنسيه هو السبب الحقيقي في هذه الخطايا الناجمة أولا وقبل كل شيء عن عناده ورفضه للحوار وإعادة النظر في مساوئه ولسن نظام سير واضح متفق عليه ويحترم من طرف الجميع”. وحسب هذا المخرج فإن “الخسائر” الناجمة عن غياب “تحديد الأدوار” يكون أول تأثير لها على العلاقات داخل الأسرة بكونها الخلية الأساسية في المجتمع حيث “لابد البدء منها خلال كل عملية إصلاح يراد بها إنقاذ البشرية”. ويؤدي أدوار هذه المسرحية التي لاقت استحسان الجمهور المتكون في غالبيته من محبي وهواة الفن الرابع ثلاثة ممثلين هم حمزة حمودي في دور الفيلسوف وزليخة بلحاج في دور الزوجة وأحمد حمامص في دور الشيطان.
ريمة .م
* شارك:
* Email
* Print
*
*
*


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)