أنا الحَرفُ و أشياءُ أخرى

حرفٌ يأتيني بغتةً على وهَج الأحزان
و هديل الحُلم العُذريِّ فوق الآلام يصبو
يا موْقدي ...
يا قطوف لآلئ الحُروف و المُرجان
خُذ ما زرعتَ من أَزاهر الحنين
وخُذ من بوح الصَّدر نَديمه الحزين
نظراتُ العاشِق تُضاحك الضِّفاف ،
تتوشَّحها أبْجديَّة كاملة بِحرفين...
الحاء و الباء ،
الحبُّ و أحاديث المَساء..!
الحَرف يا سيِّدي دنيا تشكَّلت بها كلُّ الفُصول
و الحنين زنبقةُ حبٍّ تهادَت على وجهِ نهرٍ جميل...
لا يزال حَرفي شقيًّا في تقلُّبه ،
خافِقي مسْتوحشٌ و رجرجاتُ الرُّوح
تعلو و تدنو
تصُدُّ و تحنو
تطوف حول بواكير البَنفسج و تَرنو ،
ما بين حرفين ... سَرابيل أوجاع
مابين حرفين ... جُثث أشواقٍ و أقراع
عِطرك عندي ينسف جَسد القصائد
و أهازيجُك المأجُورة تُدمي سفوح أوراقي ،
فهدّأ من حرِّ أحزانيَ ببسمة
و داعب ورد الوجنتين بنسمة...
أنا أنثى اغتسلت بترياق الحُسن ليكتبها الحلم
أنا أنثى يفوح منها بَخور الورد النَّديِّ لتكون خليلة القلم
تحت سُنبك التَّهوُّر و الغرور
و بِبرودةِ حمقاءَ دوَّنت تلك السُّطور
قائلة للغياب الذي اِغتال قصائدي شكرَا
لأنَّ يراعي يا سيِّدي آخر معاقل اللُّغة ،
وأنا ...أنا الحرف و أشياء أخرَى..!