الجزائر

أم تستنجد بالسلطات لاستعادة توأمها


الوالدة أودعت لبنى وعايدة أمانة لدى إحدى معارفها فقامت ببيعهما بثمن بخسلم تكن السيدة الزهرة شريف من فوكة في تيبازة تعتقد بأن ابنتيها التوأم ستنتزعان من حضنها، وستضطر يوما لشن رحلة بحث عنهما لمدة 14 سنة كاملة قضتها بين أروقة العدالة لاسترجاعهما، بعد أن تنازلت امرأة كلفت بالاعتناء بهما لفترة محددة، بكفالة لإحدى العائلات اشترطت مبلغا ماليا لإعادة التوأم لأحضان الوالدة الحقيقية.
بجسد منهار وعينين فقدتا بريقهما، طرقت السيدة الزهرة باب ''الخبر'' وهي تجر خطواتها المثقلة بالهموم جرا.. فالهم كبير جدا وفراق ابنتيها التوأم عايدة ولبنى زادها حرقة على حرقة.. تمسك بإحدى يديها شهادتي ميلادهما وبقية من حبلهما السري في قطعة من قماش وفي يدها الأخرى ما تبقى لها من صورهما زينتها ذكريات الولادة.
اكتشفت الزهرة أن ابنتيها بيعتا منذ 14 سنة من طرف امرأة كان من المفترض أن تصون الأمانة التي وكلتها بها الأم الوالدة، قبل أن ينتهي بها الأمر إلى خوض رحلة بحث مضنية ومعركة قضائية طويلة وشاقة لاستعادتهما.
''كيف لي أن أصبر، إنهما ابنتي، وأنا التي حملتهما في رحمي وهنا على وهن، لأراهما يكبران لدى عائلة أخرى لم أكن أدرك حتى بوجودها.. ادعت إصابتي بضرب من الجنون وحرضت ضدي الصبية لإبعادي عن مطالبتي ببنتي اللتين تكبران بعيدا عن عيني''.. بهذه الكلمات حاولت الزهرة اختزال رحلة أم معذبة لأجل استعادة ''لبنى وعايدة''، حيث نسجت أولى خيوط هذه القضية في سنة ,1999 عندما تقدمت الزهرة شريف، 54 سنة، القاطنة بحي بربارة بفوكة في تيبازة، إلى بيت إحدى معارفها المدعوة ''ق.ر'' في حي بن رحال بالبليدة لترك ابنتيها التوأم لبنى وعايدة يوس، البالغتين حينها سنتين ونصف لرعايتهما لمدة شهرين بمقابل مالي بلغ 7000 دينار للشهر لتغطية مصاريف الاعتناء بهما إلى غاية تدبر أمرها مع البيت الذي لم تكن تملكه. ولأنها لم تكن تتوقع أن فلذتي كبدها ستتحولان إلى سلعة تباع.. فقد صدمت بهذه الحقيقة بعد أن أدركت أن السيدة المؤتمنة على التوأم قامت بتسليمهما لزوج بطريق سليمان شعشوع في البليدة وهما السيد ''م.س.م'' وزوجته ''ب.ز'' من دون أولاد مقابل 30 مليون سنتيم.
وتقول الزهرة التي ذهب البكاء وهول الصدمة ببصرها بنسبة شبه كلية ''بعد شهرين توجهت لاسترجاع ابنتي ولم أجدهما لدى الحاضنة التي صرحت لي بأنها سلمتهما لزوج من دون أولاد بطريق سليمان شعشوع بالبليدة، وأرسلت معي ابنها الذي دلني على مكان إقامتهما أين طلبت منهما تسليمي ابنتي، غير أنهما رفضا واشترطا دفع مبلغ 30 مليون سنتيم لقاء ما دفعاه لشرائهما''. وتضيف ''هددني صاحب البيت مستعملا السلاح الأبيض إن عدت مرة أخرى، ولم يرق قلبه رغم توسلاتي له بإعادة ابنتي إلى حضني، وأكثر من ذلك حرض ضدي أطفال الحي لرشقي بالحجارة متهما إياي بأنني امرأة مجنونة''.
ولم تتوقف معاناة الزهرة عند هذا الحد، فرحلة البحث عن البنت داخل أروقة العدالة تأثرت سلبا بغياب الأب الذي اختفى بعد أن طالبت الزوجة بالطلاق عن طريق الخلع، وامتنع حتى عن حضور جلسات التحقيق المقررة للنظر في شكوى الأم لاستعادة ابنتيها، على اعتبار أن سماع الأب في القضية إجراء جوهري، لتبقى القضية عالقة مدة 14 عاما ظلت ملامح الحزن والأسى ترتسم على وجه الأم التي بقيت من غير حضن تجمع حولها الصبيان من حرقة فراق فلذتي كبدها.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)