الجزائر

أمّة القرءان في شهر رمضان



الأمة الإسلامية ذات العقيدة السمحة المبنية على التسامح والاعتدال والوسطية والتي بنت حضارتها على الإيمان والحب والإخلاص والعمل على إسعاد البشرية بإخراجها من الظلمات غالى النور ومن الضلال إلى الرشاد والطريق المستقيم.هذه الأمة قدر الله تعالى أن تكون ولادتها الأولى في شهر رمضان الكريم الذي نزل فيه القرآن هدى للناس ، مبدوءا بأمر القراءة الذي جاء به جبريل عليه السلام إلى سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام ، وهو يتعبد في غار حراء ، إذ أمسك به قائلا له (اقرأ) فيعتذر لأنه يجهل القراءة وهنا يبدأ وحي السماء إلى القارئ بنزول الآيات الأولى من سورة العلق ، ومن القرآن العظيم كله (( اقرأ باسم ربك الذي خلق ، خلق الإنسان من علق ، اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم )) .. لتبدأ رسالة الإسلام بظهور عقيدة التوحيد وعبادة الله وحده ، وترك ما سواه من الأصنام والأوثان في قراءة للكون كله تدعو غالى البحث والتمعن في المخلوقات والكائنات، ولا تقتصر على الحروف والكلمات أو الحفظ والترديد ، فالدعوة إلى القراءة عامة شاملة تنطلق من القرآن والسنة النبوية للتعليم والتزكية كما جاء في سورة الجمعة (( يزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة))
إنا غالبا ما نقتصر على القول أن القرآن قد نزل في شهر رمضان الذي فيه ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر دون أن نوضح أن ولادة هذا الدين كانت في شهر رمضان ، وبكلمة اقرأ التي لم نعطها حقها فظهور الإسلام وانتشاره مرتبط ارتباطا قويا بالقرآن لذا كانت عناية المسلمين بالقرآن والإقبال عليه في شهر رمضان الذي فرض عليهم صيامه في السنة الثانية للهجرة ، فماذا لو يستمر هذا الاهتمام تعليما وتطبيقا وتوسيعا للدراسة والفهم و التأمل والتعبد وحبذا لو نعود إلى طرق التدريس القديمة لتدريس العلوم الشرعية وتمكينهم حفظ القرآن الذي يتكون من 77ألف مفردة وزيادة تثري قاموسهم اللغوي وتوسع مداركهم ليتقنوا لغتهم العربية التي تتعرض للتهميش والتشويه.
وإذا كانت الأمة الإسلامية تحرص على صيام شهر رمضان والاحتفاء به متميزة على غيرها من الأمم متمسكة بهذا الركن العظيم من أركان الإسلام ، فعليها أن تنتبه أن أمر القراءة قد سبق فريضة الصيام ب15سنة.إننا نسمع دعوات باطلة وصيحات غريبة تتعالى في بلادنا تتكرر كل سنة في هذا الشهر تدعو إلى إباحة فريضة الصيام وانتهاك حرمة رمضان والطعن في أحكام الإسلام المتعلقة بالأحوال الشخصية من زواج وطلاق ونسب وميراث ونسخها بأحكام وقوانين وضعية وإباحة المحرمات من خمور وقمار وربا ولهو وفجور وانتقاد الشريعة الإسلامية المقيدة للشهوات ووصفها بالسجن
لقد وصل الأمر إلى الطعن في السنة النبوية وفي القرآن الكريم والمطالبة بإلغاء أحاديث نبوية وآيات قرآنية ، فالهجوم يزداد شدة ويستهدف القلاع المتينة لنقض الاستلام عروة ، كما جاء في الحديث النبوي الشريف وقد نجحوا في تعطيل تنفيذ العديد من أحكام الإسلام المنصوص عليها في القرآن لإبعاده عن حياة المسلمين ويتحول المصحف إلى مجرد كتاب للمطالعة.
لقد كان رمضان فاتحة لعهد جديد في حياة العرب والمسلمين ليكونوا خير أمة أخرجت للناس ونشروا الحضارة والعلم ويحكموا بالعدل والإنصاف بين الناس على ساس الوحي المنزل من رب العالمين الذي يميلون عنه شعوبا وحكومات تحت تأثير الغير .


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)