الجزائر

أمي فظة متجبرة وتحاسبني بقسوة



** مشكلتي ومشكلة بيتنا أمي، فهي امرأة سيئة ناكرة للمعروف، لا أستطيع أن أتذكر لها إلا أفعالها السيئة، سمحت لأخي بالاعتداء عليَّ جنسيًّا،كانت تضربني إذا أخبرتُ أبي، تفرق بالمعاملة بيننا، تفضل النمام الواشي،كنت أرى أخي الصغير يُضرب أمامها بأسلاك الكهرباء والحزام ولا تحرك ساكنًا بل كانت تحثه على هذا العمل، أنا مطلقة تحاسبني على قارورة الماء إذا اشترتها بطريقة بشعة، أسمعها تكذب عليّ عند إخواني وأخواتي، أنا وأخي نكرهها جدا لا نفكر إلا في كرهها، أكثر ما أستطيع فعله أن لا أتعمد فعل ما تكره، المشكلة أنها تعرف أننا نكرهها وتلومنا على ذلك وتدعو علينا عند أبسط الأشياء أن يكرهنا أبناؤُنا، المشكلة أني أريد أن أسامحها وأتخلص من كرهها، وأخلص أخي أيضا لأن الكره يرهقنا، وأنا أريد أن آتي إلى الله بقلب سليم. أفيدوني.
* إن من الأمور التي تبقى آثارها في النفوس ولا تزول مهما مر الزمان، علاقة الإنسان بوالديه، سواء كانت سيئة أو حسنة، فإن هذه العلاقة هي التي تدفع المرء إلى النجاح في الحياة، وهي السبب الذي يجعل البعض يعتقد بأن هذا الفشل مرجعه إلى أهلهم الذين دمروهم ودمروا ثقتهم بنفسهم وبقدراتهم.. وهذا الإحساس هو ما تشعرينه أنت الآن عندما عبَّرت بكل صدق وشفافية عن كرهك لأمك التي سمحت لأخيك أن يعتدي عليك جنسيا، وأساءت إليك وإلى أخيك بشكل كبير. ومما زاد من مشكلتك هو طلاقك الذي أعادك إلى أحضان هذه الأم مجددا، وأضاف إلى أحزانك أحزانا أخرى.
هذا هو واقع حالك اليوم، فما أنت فاعلة حياله؟ اسمحي لي أن أتساءل معك حول بعض الأمور: هل تستطيعين أن تبدِّلي بيتك ومنزلك؟ طبعا لا. هل تستطيعين تغيير أمك؟ طبعا لا. هل تستطيعين تغيير الماضي والحاضر؟ طبعاً لا. فماذا تستطيعين فعله إذا؟ لا شيء إلا الصبر حتى تتغير الأحوال وتنجلي هذه الغيمة بسلام، وأنا أنصحك في سبيل تحقيق ذلك الأمر إتباع عدة أمور:
1- عدم إبداء كرهك لأمك، وخاصة أمامها أو أمام من يمكن أن يوصل لها كلامك، لأنها كلما سمعت هذا الكلام زادت عنفاً، بينما إذا تحدثتِ عنها بكلام جيد، وتعمدت أن يصل إلى مسامعها، فستلمسين منها تغيرا مستمرا بمرور الوقت.
2- لا تشغلي نفسك بموضوع أمك، واسعي إلى أن تملئي وقتك بشكل دائم، فإذا كنت تستطيعين الدراسة أو العمل أو المشاركة بدورات تثقيفية، أو أي عمل خيري، أو أي شيء تحبينه، ويجعلك تبعدين موضوع أمك عن ذهنك وتفكيرك، فلا تتأخري في فعله.. وأنا أنصحك بقراءة كتب الرقائق خاصة تلك التي تحثُّ على الصبر وعلى بر الوالدين وكيفية التعامل معهما، فإن هذه الكتب ستفيدك كثيرا في عدم الوقوع في أي خطأ قد تندمين عليه.
3- حاولي أن تغيِّري من طريقة تعاملك مع أمك، والزمي نفسك بحسن التصرف معها والاستجابة لطلباتها، لا تردي عليها إذا حاولت استفزازك، انظري إليها بهدوء تام، انتقلي إلى غرفة أخرى عند غضبها، حاولي كلما استفزتك أن تذكري الله في نفسك، وأن تتذكري فوائد كظم الغيظ، وعندئذ ستتوصلين مع الوقت إلى أن تمر الأحداث مع أمك من دون تأثر وكأنك تشاهدين فيلما سينمائياً.. ولكن طبعا كل هذا يتطلب منك الجهد والمثابرة ومحاسبة النفس حتى تصلي إلى هذه النتيجة.. ومما يعينك على هذا الأمر أن تجعلي مرضاة الله سبحانه وتعالى هدفا أمام أعينك، وأذكرك بقولك الذي ختمت به رسالتك: "أريد أن آتي إلى الله بقلب سليم" .
أخيرا، إذا كنت تشعرين بالوحدة والظلم والقسوة والتعب النفسي والجسدي، اعلمي أنك لست وحدك، بل إن الله معك يسمع أنينك وصراخك، لذلك حافظي على علاقتك الجيدة معه، وتوكلي عليه وحده، فهو القادر على أن يبدل الأحوال ويقلب القلوب ويطيب النفوس.. وفقك الله.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)