أمن الجزائر وتونس واحد ولا يمكن خيانة ثقتها

جدد أمس تقرير أمريكي الجدل في تونس حول حقيقة وجود قاعدة عسكرية أمريكية سرية بعد أسبوع من نشر جريدة ال”واشنطن بوست” الأمريكية معلومات عن نشر طائرات من دون طيار في قاعدة تونسية, للقيام بمهام تجسس في ليبيا ضد معاقل تنظيم ”داعش” الإرهابي.واعتبر تقرير موقع ”المونيتور” الأمريكي نقلا عن رئيس المعهد التونسي للعلاقات الدولية الدكتور أحمد المناعي تسريب ال”واشنطن بوست” ”تأكيدا لنوايا أمريكية للحصول على موطئ قدم لقواتها في تونس, حتى وإن كانت مجرد قوات لتدريب العسكريين التونسيين أو مستشارين”.وقال المناعي ”من المؤسف أن الحكومة التونسية لا تتعامل بالشفافية الكافية مع الرأي العام في ما يتعلق بملف التعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية في مكافحة الإرهاب. فالاتفاقات الثنائية بين البلدين الموقعة في نوفمبر 2015 خلال زيارة الوزير كيري لم يتم الكشف عن مضمونها, لكن التسريبات تشير إلى أنها تجيز نشر قوات أمريكية في تونس, ولكن لماذا لم تكشف السلطات عنها ولم تقدمها إلى البرلمان لمناقشتها؟ بل وضعتها تحت اسم مذكرة وليس اتفاقية, كي لا تلزم نفسها بالحصول على موافقة من البرلمان, كل ذلك يشير إلى أن الدولة تريد إخفاء جوانب خطيرة من هذا التعاون الغامض. بل إن ال”واشنطن بوست” في مقالها, أشارت إلى أن إدارة أوباما أبقت مفاوضاتها في شأن الوصول إلى قاعدة سراً لأكثر من عام كي لا تحرج السلطات”.ويضيف المناعي: ”وكذلك, تستعمل الولايات المتحدة الأمريكية ذريعة الحرب على الإرهاب لضمان حضورها العسكري في تونس. صحيح أن الحضور الحالي مقتصر على مدربين وطائرات من دون طيار, لكن الواضح أنه سيتطور لاحقاً بالذرائع نفسها”.من جانبه قال قائد أركان الجيوش التونسية الثلاثة السابق رشيد عمار ”إنه من المستحيل أن توافق تونس على إقامة قاعدة عسكرية أجنبية على ترابها”, وأضاف عمار, في تصريح إعلامي على هامش مشاركته في حفل استقبال بمقر سفارة الجزائر بتونس, بمناسبة الاحتفال بذكرى اندلاع ثورة التحرير, أن التعاون مع الأشقاء الجزائريين, عندما كان يتولى منصبه العسكري قبل التقاعد, كان في أرفع وأعلى المستويات وأنه ازداد اليوم قوة ومتانة من منطلق الإيمان بأن ”أمن البلدين واحد”.وشدد القائد العسكري المتقاعد على أن مواجهة التحديات والمخاطر لا يمكن تحقيقها بصفة منفردة, وأنه لابد من التعاون في جميع المجالات, مبرزا ”أن السيطرة على الحدود التونسية وكامل المنطقة الغربية والشرقية تتم بفضل التعاون مع الأشقاء الجزائريين, الذي ينطلق من القاعدة والحدود إلى المركز”, بحسب تعبيره.