الجزائر

أمن إسرائيل يقتضي إعادة خلط الأوراق



أمن إسرائيل يقتضي إعادة خلط الأوراق
كشفت الأزمة السورية و هروب الجزء الأكبر من شعبها المتكوِّن من حوالي 22.5 مليون نسمة حسب إحصاء 2013 إن الأمر لا يتعلق بمغادرة مجموعات بشرية لأرضها بدافع أمني أو اقتصادي أو استقبال لاجئين في أوربا باعتبارها الأقرب عبر المتوسط من أجل احتواء أزمة صنعها الغرب ثم حوّلها إلى ميدان حرب باردة يتجاذب أطرافها معسكران متوازيان لا يلتقيان لعدم التقاء مصالحهما.ظاهرة استقبال أوربا للسوريين و بعاطفة زائدة تحيل إلى سؤال مباشر : لماذ تعاملت أوربا مع مسألة النزوح أولا و ليس الهجرة أو اللجوء أو طلب اللجوء بوجهين مختلفين و هي التي أنشأت الاتحاد من أجل المتوسط و مجوعة الخمسة زائد خمسة من أجل كبح تدفق الأفارقة على القارة الزرقاء ، مع أنّ أولئك أيضا من ضحايا الحروب الأهلية و الانقلابات السياسية و الظروف الاقتصادية . و تكاد أوربا كمجموعة أو دول منفردة أن تكبس على أنفاس دول شمال افريقيا لكبح الظاهرة بعد أن جعل منها الأفارقة السود موطن عبور نحو الضفة الأخرى و ليس الاستقرار؟لماذا تتصدى البحرية الإيطالية و اليونانية و الاسبانية بشكل عنصري للقوارب الناقلة للنازحين الأفارقة و عندما تتعمد هذه الدول اغراق الأفارقة في عرض البحر ترجع الأمور إلى أفعال معزولة أبطالها صيّادون و يطوى الملف .و تسارع الآن إلى الأخذ بأيدي السوريين و العراقيين و الأفغان و الإيرانيين في عرض البحر حفاظا على سلامتهم إلى أن يصلوا إلى بر الأمان ؟؟لعب على الديمغرافيا لتثبيت الجغرافيابداية الإجابة عن هذه الأسئلة تحيل على تصريح قديم للرئيس الفرنسي السابق اليميني نيكولا ساركوزي الذي أكد على ضرورة إجلال مسيحيي الشرق الأوسط كلهم وتوفير اللجوء لهم في أوربا .خطوة كهذه أريد بها ابعاد هذه الفئة عن الصراح الدائم مع دولة الاحتلال ، اسرائيل و جعل ضحايا الكيان الصهيوني من المسلمين فقط ثم أنّ نسبة المسيحيين في الشرق الأوسط لا يستهان بها و ترحيلهم سيؤدي إلى تفريغ معتبر للمنطقة لصالح الأمن القومي لإسرائيل ، علما أنّ كل باباوات الفاتيكان يصرون على بقاء المسيحيين في الشرق الأوسط موطن سيدنا المسيح عليه السلام و المسيحية . و هناك وثيقة كانت سرِّية لوزارة خارجية الكيان الصهيوني أيام رابع رئيسة وزراء للكيان و هي غولدا مائيلر جاء فيها :"مادام العالم العربي على تركيبته الجغرافية الحالية لن تقوم لأمن اسرائيل قائمة و لا بد لنا من إعادة النظر في التقسيم الجغرافي " و قد جاءت السانحة للكيان المحتل من خلال الحرب في سوريا و تشرذم العراق و اختلاط أوراق مصر و تناسي قضية المسلمين الأولى و تجاذب السلطة و اختلاق الأزمات في لبنان لكي تجد إسرائيل لنفسها مناورات تتنفس من خلالها و تستمر في تهويد الأرض و المقدسات بعد أن لجأت إلى التفريغ الديمغرافي لسوريا كما فعلت بتهجير الفلسطينيين و بالتالي اكتساح الجغرافيا في المنطقة.خارطة الطريق التي رسمها الغرب من أجل اسرائيل لم يكن ينقصها إلّا حربا في سوريا و فعلا وقت و تتغذى من لحم السوريين. إنّ القضية أكثر من مكيّفة بل مدروسة بعمق لأنّ هبّة أوربا ليست بريئة و ليست بالإنسانية المفرطة التي رأينا بها دموع المستشارة الألمانية أنجيلا مركيل أمام حال طفلة فلسطينية في أحد صفوف مدرسة في برلين و هي تبكي لأنها لم تحصل على الإقامة.أو صورة الطفل إيلان و قد قذفه موج بحر في تركيا.أوربا ذهبت أكثر من ذلك متحدية روسيا فلادمير بوتين الذي لم تقدر عليه في أوكرانيا و شبه جزيرة القِرم و قارعته في الشرق الأوسط و النموذج جاء من سوريا ، الدولة التي تعثرت فيها اتفاقات السلام مع اسرائيل على شاكلة كمب دايفيد و معاهدة العقبة رغم ما راج عبر الإعلام من محادثات و مفاوضات بين تل أبيب و دمشق برعاية تركية ، حتى قبيل اندلاع الحرب في سوريا . كل الشواهد تشير إلى أن هناك خطوات عملية تطبق وفق منهجية محكمة لا لتدمير الحضارة السورية والقضاء على بنيتها التحتية بل ولتفريغ هذا البلد من سكانه لصالح إسرائيل و الارهاب الداعشي.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)