الجزائر

أقولها وأمشي : عرس وتهاني!!



قرر وزير الداخلية والجماعات المحلية منع الأحزاب من عقد اجتماعاتها داخل قاعات الحفلات، وهو نوع من الإجراء الأمني (الذكي) لمحاصرة ظاهرة الاجتماعات المتسللة وغير المرخص لها!
الأصل في الأحزاب أنها تملك مقرات شراء أو كراء تنشط فيها يحرسها بوليس، ليس مناضلوها ويعرفها كل من يقصدها والأصل في قاعات الحفلات أنها فضاءات تجارية يستغلها أصحابها وقت الصيف خاصة مع اشتداد حمى الأعراس والتهراس.
وتكلف أصحاب تلك الأعراس ما يسقط الأسنان والأضراس لقاء الرقص هناك بضع سويعات!! وعندما تصاب البلاد بتخمة في عدد الأحزاب يفوق عدد ما أخرجته أيام التعددية السياسية وتعاني ضيقا في فضاءات الأفراح مع ضيق البيوت وضيق القلوب، تصبح تلك الأحزاب والقاعات أمام أزمة خانقة عنوانها الكبير اكتظاظ وزحمة هائلة تصنع العجب ومن دون سبب ظاهر سوى حفرة في الطريق حفرها الحفارون قبل أن يغادروا ويتركونها مفتوحة!
ومع ذلك، فإن إمكانية استنجاد أحزاب الزواليين والبائسين خاصة بقاعات الحفلات ليس بالخطر الكبير على الحياة السياسية وليس بالبدعة أيضا ولا يبرره العامل الأمني الخاص بالترخيص، فالحكومة مثلا مقبلة على عرس ديمقراطي آخر يتمثل في انتخابات الأميار كما وصفه رئيس البرلمان.
وما دام أن هذا الموعد يراد له أن يكون عرسا فيه عروسان ومحفل وطبل ونسوان وفلان، فإن إمكانية تحضيره داخل قاعة حفلات أمر مقبول وجائز إن لم يكن محبذا ومرغوبا ومطلوبا إلا إذا كان أصحاب العرس يريدون أن يحضروا لنا حفل عزاء أو مأتم على شاكلة مأتم انتخاب (وانتحاب) البرلمان، الذي جاء بأتعس تشكيلة برلمانية حتى الآن، فيها “تشمشيم" كبير وركل على شاكلة ركل الكلاب الباحثة عن عظم وفيها من أول يوم شعارات “خاطيني" وتهاني تهاني بالنجاح والدوام!


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)