الجزائر

‏''أفريك آزي'' تؤكد إرادة السلطات الجزائرية في استكمال الإصلاحاتتحفظات الجزائر تجاه ''الربيع العربي'' نتاج خبرة وروح وطنية




جدد السيد محمد الصغير باباس رئيس المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي تأكيده على شروع الحكومة في تجسيد التوصيات المتمخضة  عن اللقاءات التشاورية الولائية، الجهوية والوطنية حول التنمية المحلية وتطلعات السكان في أجل أقصاه بداية العام المقبل مع تركيزه على وضع الية لمتابعة تجسيد هذه التوصيات على أرض الواقع. مضيفا أن وفدا من شخصيات أجنبية هامة سيحضر الجلسات الوطنية كمراقب. 
وفي لقائه بممثلي المجتمع المدني لولايتي المدية والبليدة أول أمس الخميس والذي استمر إلى ساعة متأخرة من الليل بعد تدخل ما يفوق عن الثمانين مشاركا، واصل رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي مناقشة كل ما من شأنه أن يمكن من بناء لبنة مشتركة للتنمية المحلية، غير أن باباس وقف على التناقص الحاصل بين هيئة منتخبة تشتكي ومجتمع مدني يبكي وهو ما أدى إلى تعقيد الوضعية في ظل غياب الآذان الصاغية بين الطرفين، بين هذا وذاك يبحث ''الكناس'' عن الحلقة المفقودة بين القاعدة والقمة.
وعلى الرغم من إلحاح السيد باباس على ضرورة تقديم اقتراحات جادة وهادفة وقابلة للتجسيد على أرض الواقع إلا أنه لم يحصد في النهائة سوى  قائمة طويلة من المطالب التي لم تخرج في مجملها عن الطابع الشخصي ولا تختلف في مضمونها عن تلك المسجلة عبر باقي الولايات التي وقف عندها واستمع لها وفد الكناس الذي يعول كثيرا على المرحلة الثانية من المشاورات والمتمثلة في اللقاءات الجهوية السبعة المزمع انعقادها ابتداء من منتصف الشهر الجاري.
ولعل أهم ما يميز المشاورات التي جمعت رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي بممثلي المجتمع المدني لولايتي المدية والبليدة هو بروز وعي لدى المواطنين الذين ركز عدد كبير منهم على واقع مناطقهم والاحتياجات التي يتطلعون إليها على غرار وفد المجتمع المدني لمنطقة تابلاط بالمدية والذي شرح أزمة المنطقة التي لم تحقق أية اقلاعة تنموية في أي مجال يذكر على الرغم مما تزخر به المنطقة من مقومات، ولعل الطرح الذي تقدم به أحد اساتذة المنطقة وهو السيد ''بوجمعة .ب'' الذي اسكت الحضور وكاد أن يُبكي الجميع بعد أن كشف حقائق كارثية عن واقع النقل والإطعام المدرسي والتمدرس بشكل عام.
وطرح اغلب المتدخلين انشغالات واقعية، مسلطين الضوء على مشاكل تتعلق بنقص المرافق العمومية وعلى رأسها المستشفيات التي لم تخل من مطلب أي متدخل، نظرا للمعاناة التي يتكبدها مرضاهم خلال تنقلاتهم بالاضافة إلى المنشآت القاعدية كالطرق والمرافق الجوارية الأخرى والتي لا يتم توزيعها حسب احتياجات المنطقة بل حسب مزاج المسؤولين وهو ما أدى إلى وجود مرافق دون جدوى على غرار دور الحضانة التي تعرف تدهورا بأغلب المناطق التي أنجزت فيها لعدم جدوى استغلالها.
وعلى الرغم من سياسة الدعم الريفي والفلاحي التي شرعت فيها مصالح وزارة الفلاحة في السنوات الأخيرة إلا أن فلاحي المدية والبليدة يؤكدون عدم حصولهم على الحصة الكافية واللازمة لمنطقتهم المعروفة بطابعها الفلاحي خاصة ما تعلق بالآلات الضرورية وهو ما أدى إلى تراجع عدد الفلاحين وكذا المساحات المزروعة على الرغم من ارتفاع في المحاصيل الزراعية والمرتبط حسبهم بالمناخ أو بنوعية البذور.
وقد اتفق ممثلو المجتمع المدني للولايتين على ضرورة تحسين أنماط التشغيل التي لا يجب أن تبقى مؤقتة ضمن عقود ما قبل التشغيل أو الشبكة الاجتماعية والتي استمرت لدى غالبية المستفيدين لفترة تزيد عن العشر سنوات فيما شكل ملف السكن الانشغال الأول لدى غالبية المتدخلين كما كان الحال بكل ولايات الوطن غير أن الفرق لدى سكان المدية يتمثل في عدم قدرة المستفيدين على تسديد مستحقات الإيجار لانهم يشكلون حالات اجتماعية حادة ليجدوا انفسهم متابعين قضائيا ومهددين بالطرد، وعليه بات لزاما التفكير في ايجاد صيغة للتكفل بمثل هذه الحالات.
وعلى عكس ممثلي المجتمع المدني الذين حملوا انشغالات التنمية بمناطقهم بكثير من الموضوعية فقد خيبت الهيئة المنتخبة آمال منتخبيها وحتى وفد  المجلس الاقتصادي والاجتماعي بعد أن أجمعت تدخلات المنتخبين على ضرورة التكفل المادي بالمنتخبين من خلال مراجعة المنح ورفعها وهو ما ادى برئيس المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي إلى انتقاد هذه الهيئة التي غلبت المطالب في طرحها.
 

أكد مساعد كاتب الدولة الأمريكي المكلف بالمغرب العربي السيد ريمون ماكسويل أن العلاقات بين الجزائر وواشنطن قوية وهي تتطور على كافة المستويات، مشيرا إلى أن الجزائر التي تعتبرها بلاده حليفا لها قد اختارت النهج الصحيح بتبنيها إصلاحات سياسية لتفادي ما حصل في بعض الدول العربية الأخرى كتونس ومصر وليبيا.
وقال السيد ماكسويل في ندوة صحافية عقدها، أول مس، بمقر السفارة الامريكية بالجزائر، بحضور السفير هنري انشر، أن المسؤولين الامريكيين الذين زاروا الجزائر خلال الأيام الماضية قد كانت لهم مشاورات مع ممثلي الحكومة الجزائرية بخصوص الإصلاحات التي تعتزم مباشرتها، مضيفا في هذا الصدد ''ننتظر أن تتجسد الوعود وتتحقق والأمر ينطبق أيضا على المغرب''. كما أشاد بالحرية الكبيرة التي تحظى بها الصحافة في الجزائر.
وإذ أشار ضيف الجزائر إلى أن الزيارات الأخيرة التي أداها المسؤولون الأمريكيون للجزائر جاءت صدفة ولم يتم التخطيط لها، فقد أكد السفير الأمريكي انشر أن هذه الزيارات رفيعة المستوى تعكس نوعية العلاقات الثنائية بين البلدين.
وفي هذا الصدد أكد المسؤول الأمريكي أن هناك مصالح مشتركة بين البلدين وأن واشنطن ترى انه من الاهمية بمكان أن يكون هناك استقرار جهوي لدول المغرب العربي وأن ''كل هذه الزيارات لها معنى وتعزز العلاقات الثنائية والشراكة المبنية على الصداقة. وأقر في هذا السياق بالتعاون القائم بين البلدين في مجال مكافحة الإرهاب وتهريب الأسلحة
ومنع سريانها، قبل أن يضيف بأن هذه العلاقات لا بد أن تتعزز ليس مع الجزائر فحسب وإنما مع كافة دول جوار ليبيا.
وبخصوص زيارته للجزائر التي تعد الاولى من نوعها ولقائه بالمسؤولين الجزائريين، قال ماكسويل أنه جاء هنا ''لتعلم الكثير''، وأنه في السياسة ''لا يجب أن ننتظر الكثير من التوقعات بل لابد من تقليصها دائما حتى لا نصاب بخيبة أمل''.
وقال إن المحادثات التي أجراها مع المسؤولين الجزائريين وعلى رأسهم الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية، تمحورت أساسا حول ضرورة تعزيز مكافحة الإرهاب ودعم التعاون الاقتصادي بين البلدين وتشجيع الاستثمار المتبادل والانشغالات المشتركة على العموم، أما على المستوى الجهوي فقد تم التطرق إلى دعم الجزائر للمجلس الانتقالي الليبي الذي يواجه تحديات صعبة وتجسيد الديمقراطية انطلاقا من وضع هش.
وانطلاقا من الاولوية التي توليها واشنطن للمنطقة المغاربية، قال ماكسويل إن بلاده لا تفرق في بيع تجهيزات عسكرية ذات تكنولوجيا عالية بين المغرب والجزائر، مشيرا إلى أن هدفها من ذلك ليس من أجل إثارة حرب جهوية وأن بحث واشنطن مسألة بيع عتاد عسكري للجزائر ليس من اجل السباق نحو التسلح بل من أجل مواجهة الإرهاب ووقف نشاطات القاعدة والمتاجرة بالمخدرات وبالبشر وكل أنواع التهريب.
وفيما يتعلق بتقييم الإدارة الامريكية للتطورات السياسية التي تعرفها بعض دول المنطقة بعد ثورة الربيع العربي ونجاح الإسلاميين في الانتحابات مثلما حصل في تونس، قال المسؤول الأمريكي إن بلاده لا تهمها الهوية الإسلامية من منطلق انها تحترم معتقدات الافراد وأن ما يهمها هو جملة القيم المدافعة عن الديمقراطية واحترام الحقوق. كما ابدى تفاؤله من مواقف حزب النهضة التونسي الذي فاز في انتخابات المجلس التاسيسي بالقول إنه ''سيحترم المبادئ الأساسية الشبيهة عندنا''.
كما أضاف أن موقف واشنطن ينبني على اساس التعامل مع دول ذات سيادة وحق اختيار الشعب لقادته وأنها تقف ضد استعمال العنف ضد المتظاهرين سلميا والتعذيب والسجن التعسفي. وهو الرأي الذي شاطره السفير الأمريكي انشر الذي جدد موقف بلاده الرافض لاستعمال العنف كوسيلة للوصول إلى السلطة، داعيا كل الدول الى نبذ ذلك.
وفيما يتعلق بالطريقة التي قتل فيها الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي في ليبيا، أشار ماكسويل بالقول ''إننا غير سعداء وغير مرتاحين للنهاية التي عرفها القذافي الذي قبض عليه حيا، إذ كان من المفروض محاكمته
وقد ضيعنا هذه الفرصة''، في حين أكد أنه ليس على علم بإمكانية وجود اتفاق بين الرئيس الامريكي اوباما ونظيره الفرنسي ساركوزي على تصفيته.
وعن سؤال حول الحدود المغلقة بين الجزائر والمغرب، أشار ضيف الجزائر الى أن واشنطن تربطها علاقات صداقة قوية مع الدولتين، آملا في أن يسود التفاهم بينهما وأن يصبح صديقا الولايات المتحدة صديقين أيضا بوجود سفارة الجزائر في المغرب وسفارة هذا الاخير بالجزائر. وأقر بان الجزائريين أكدوا له أن البلدين تربطهما علاقات أكثر من الصداقة وهي الاخوة، في حين أشار في هذا الصدد إلى أن بلاده يهمها الاستقرار الجهوي في المنطقة.
وبخصوص موقف واشنطن من القضية الفلسطينية جدد ضيف الجزائر رؤية بلاده القاضية بضرورة حل النزاع عبر المفاوضات المباشرة بين الجانبين.

سجلت محطة الخروبة بالعاصمة خلال الـ36 الساعة الأخيرة ارتفاعا كبيرا في عدد المسافرين، حيث تم نقل أكثر من 83 ألف مسافر إلى مختلف ولايات الوطن منذ الأربعاء الماضي إلى غاية أمس. وحسب المكلف بالدراسات بشركة تشغيل محطة الخروبة للنقل البري السيد حمزة صابونجي فإن المحطة عرفت إقبالا كبيرا من قبل المواطنين معظمهم من العاملين والطلبة خاصة مع اقتراب عطلة نهاية الأسبوع، كما كشف أن إدارة المحطة سخرت كل الإمكانيات البشرية والمادية للسير الحسن لعمل الناقلين لضمان تسيير وتسهيل نقل المسافرين إلى مختلف الاتجاهات.
وكشف السيد صابونجي في تصريح لـ''المساء'' أمس، أن إدارة المحطة قامت بتجنيد كل العمال مع إلغاء أيام الراحة وعطلة نهاية الأسبوع بالإضافة إلى العمل بنظام المناوبة ليلا ونهارا وهذا كإجراء استثنائي بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك، للتحكم في الوضع أمام الكم الهائل من الرحلات التي تشمل عدة وجهات.
ومن بين الإجراءات المتخذة -يضيف المتحدث- فتح الباب أمام الناقلين لمضاعفة النشاط مع ضمان تسهيل برمجتهم لدخول المحطة، هذا فضلا عن مطالبة المتعاملين بجلب حافلات احتياطية تكون تحت الخدمة في حال ما إذا ازداد تدفق المسافرين. وفي هذا الصدد أوضح السيد صابونجي أن إدارة المحطة استعانت بـ22 حافلة إضافية خلال الساعات الأخيرة.
كما كشف المصدر أن إدارة المحطة سجلت توافد الآلاف من المسافرين خاصة يومي الأربعاء والخميس الماضيين، حيث تم نقل أكثر من 58 ألف مسافر. أما صبيحة الجمعة فكشف السيد صابونجي عن بيع أكثر من 20 ألف تذكرة وهو الرقم المرشح للارتفاع.
وأشار ذات المسؤول إلى أن إدارة المحطة تعمل بالتنسيق مع المتعاملين الخواص على الالتزام بضمان توفير عدد كبير من الحافلات لعودة العمال والطلبة بعد العيد لتزامن عيد الأضحى مع بداية الأسبوع وهو ما يفرض خاصة على العمال منهم العودة إلى مقرات عملهم.
من جهتها، عرفت محطة سيارات الأجرة هي الأخرى إجراءات استثنائية على غرار محطة الحافلات بعد توافد عدد كبير من المسافرين إليها، وأوضح ممثل الاتحاد الوطني لسائقي سيارات الأجرة بمحطة الخروبة، أن الفرع النقابي قام بتجنيد كل سائقي سيارات الأجرة للعمل حتى عشية العيد.
وقد قضت العديد من العائلات ليلة الخميس إلى الجمعة بأرضية قاعات الانتظار، حيث افترش العديد منهم أفرشة وحقائب بعدما برمجت إدارة المحطة رحلات إضافية في الليل وفي الساعات الأولى من الصباح. كما شوهدت بذات المحطة إجراءات أمنية من خلال تواجد عدد كبير من أعوان الشرطة وكذا أعوان أمن المحطة لتوفير الحماية الأمنية لهؤلاء الركاب.
وقد وجد العديد من المسافرين الذين استطلعت ''المساء'' آراءهم صعوبة كبيرة في اقتناء التذاكر نظرا للطوابير التي تشهدها شبابيك التذاكر، ما صعب عليهم عملية الحجز، خاصة شبابيك خطوط ولايات تيزي وزو وبجاية وجيجل وبعض الوجهات الأخرى التي عرفت ضغطا كبيرا من قبل المسافرين.
كما شهدت محطة الخروبة صبيحة أمس، توافد عدد هائل من المسافرين خاصة بمحطة الحافلات، وعرفت الشبابيك هي الأخرى طوابير وسط ازدحام واكتظاظ من قبل الركاب للحصول على تذاكر السفر.
 
كشفت مصادر من وزارة الفلاحة والتنمية الريفية أن الجزائر لا تتوفر حاليا على مذابح تستجيب للمعايير الدولية من منطلق أن أغلبها يزيد تاريخ إنشائه على 50 سنة، الأمر الذي يتطلب التعجيل بمشاريع فتح ثلاث مركبات كبيرة للذبح تكون مزودة بسلسلة تبريد تتماشي والمقاييس العالمية المعمول بها، وهي المشاريع التي ستدعم نظام ''سيربلاك'' الذي تعمم على فرع اللحوم الحمراء منذ فترة بغرض تخزين الفائض من إنتاج اللحوم الحمراء لضبط السوق.
نبهت مصادر من المصالح البيطرية بوزارة الفلاحة المسؤولين المحليين إلى الوضعية الكارثية التي آلت إليها مختلف المذابح المنتشرة عبر التراب الوطني، التي لا تتماشي من حيث مقاييس النظافة والتبريد مع المقاييس العالمية المعمول بها، وهو التنبيه الذي يأتي عشية الاحتفال بعيد الأضحى  المبارك، حيث يكثر الطلب على هذه المذابح من طرف المواطنين، وحسب تصريح أحد البياطرة فإن مهمتهم تنتهي عند مراقبة نوعية اللحوم بعد الذبح لكن فيما يخص عملية التبريد والنقل من وإلى القصابات أو إلى المنازل يبقي بعيدا عن المراقبة مما يعرض المنتوج للتلف ويهدد صحة المستهلك.
كما دعت مصادرنا المواطنين إلى ضرورة احترام مقاييس النظافة والتجميد بالنسبة لمن يفضلون نحر الأضاحي بمساكنهم، بشرط ترك اللحم يجف لأكثر من 24 ساعة قبل تقطيعه وتجميده وفي حالة اكتشاف تغير لون اللحم أو رائحته يدعو البياطرة المواطنين إلى التقرب من أقرب مصلحة بيطرية للاستعلام.
ومن جهة أخرى، دعت مصادرنا إلى تسريع وتيرة إنشاء ثلاثة مركبات كبيرة للذبح مزودة بسلاسل تبريد بوسط وشرق وغرب البلد، وهي المشاريع التي أطلقتها وزارة الفلاحة منذ أكثر من سنة من أجل تحسين التنظيم خاصة في مجال اللحوم، وخاصة وأن هذه المذابح التي اختيرت لها مواقع متجانسة لتكون قريبة من الموالين ومختلف وسائل النقل، تقرر انجازها وفق المعايير الدولية السارية على أن تفوق طاقة إنتاجها الـ40 ألف طن في السنة، علما أن الاختيار وقع على مدينة عين مليلة بالنسبة لمذبح الشرق وحاسي بحبح بالنسبة للوسط وبوقطب للغرب.
وبالنظر إلى مختلف إجراءات ضبط إنتاج وتسويق اللحوم الحمراء التي شرع فيها مع منتصف السنة الجارية وفق الاستراتيجية المطبقة عبر نظام ''سيربلاك'' الذي يقضي بتخزين الفائض للتسويق في أوقات محددة لضبط الأسعار، أكدت مصادرنا أن القطاع اليوم أمام رهان تطوير سلسلة التبريد  من خلال إدماج التكنولوجيات الحديثة وتأطير الخواص للتحكم في مختلف التقنيات والمقاييس العالمية المطبقة في مثل هذه الحالات، وذلك بما يسمح بتخزين المنتوج بطريقة سليمة وتطوير شعبة اللحوم الحمراء.
وبلغة الأرقام تسجل الجزائر اليوم عجزا بمقدار مليون متر مكعب من ناحية غرف التبريد التي تبقي قليلة مقارنة بالطلب عليها، خاصة بعد تطبيق نظام تحزين العديد من المنتجات الفلاحية على غرار البطاطا، البصل والفواكه، الأمر الذي تطلب استعادة العديد من المستودعات المغلقة التابعة للمؤسسات العمومية المفلسة سنوات التسعينيات، بالإضافة إلى إدماج مستودعات الخواص في حملة الصيانة وإعادة التأهيل التي يتوقع أن تمس أكثر من 100 مستودع تحول لغرف تبريد.
 
أبرزت المجلة الشهرية ''أفريك آزي'' في ملف خاص بالجزائر إرادة السلطات الجزائرية في استكمال الإصلاحات السياسية والاقتصادية التي باشرتها، ورفضها لكل تدخل أجنبي في الشؤون الداخلية للدول.
وأشارت المجلة في الملف الذي نشرته في عدد شهر نوفمبر بعنوان ''الجزائر بعيدا عن الصور النمطية''، إلى أن ''الجزائر واجهت لوحدها العبء الثقيل لانزلاق إرهابي باسم إسلام منحرف، أفضى إلى المأساة وكاد يأتي على الصرح المؤسساتي''، مؤكدة في نفس الخصوص أن التحفظات التي أبداها الجزائريون تجاه ما اتفق على تسميته ''بالربيع العربي'' تجد تفسيرها في هذا الماضي الأليم الذي لم يمض زمن بعيد على التئام جراحه.
كما تفسر هذه التحفظات، حسب المجلة بـ''روح الوطنية السيادية ورفض كل تدخل أجنبي في الشؤون الداخلية للدول''.
واعتبرت أنه ''مهما كانت الصورة التي تمت بلورتها حول الانتفاضة الليبية، فإن تدخل منظمة حلف الشمال الأطلسي (الناتو) المجندة حول فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة أثار مخاوف حول احتمال نشر بعثات عسكرية استعمارية جديدة بالمنطقة''، مشيرة في سياق متصل إلى أن ''محاولات الاستغلال السياسي للربيع العربي، مثلما حدث في كل من تونس ومصر، تدعو الى التحلي باليقظة بخصوص نوايا القوى الاستعمارية السابقة التي تميزت بدعمها المطلق للأنظمة المخلوعة باسم الاستقرار الإقليمي، ومصالحها هناك'' كما اعتبرت المجلة ''أننا هنا أمام مشروع يتجاوز بكثير إقرار الديمقراطية، وإنما سياسة تموقع جديدة ناتجة عن تقسيم العالم العربي''.
من جانب آخر، أشارت ''أفريك آزي'' إلى أن المسعى الجزائري ''يعاكس النظريات الزائفة حول ''فوضى التغيير'' و''التراجع المثمر'' والتي دعا إليها بعض الساسة الجزائريين الذين لا يهمهم سوى قلب النظام''، مذكرة بأن نداءات هؤلاء المتكررة للخروج إلى الشارع باءت بالفشل''، حيث تمكنت الشرطة حسب المجلة من احتواء الداعين للخروج دون تسجيل ضحايا، ورفض السكان اللجوء إلى العنف، واعتبرت أن عشرية الإرهاب السوداء  التي عاشها الشعب الجزائري جعلته أكثر حذرا من أي وقت مضى.
وذكرت النشرية في نفس السياق أن ''رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة وضع جميع المنشقين أمام مسؤولياتهم مصرحا أنه لا يحق لأي أحد إعادة نشر الخوف وسط العائلات التي تهتم بأمن أطفالها أو ممتلكاتها وبعث انشغال أمة برمتها حول مستقبل الجزائر ووحدتها واستقلالها الوطني''، معتبرة أن ''بؤر الفتنة الرئيسية قضت عليها قوات الأمن، بينما انشغالات شبيبة ما بعد مرحلة ''الإسلاموية'' باتت تربطها علاقة بعيدة أو منعدمة بالشعار الديماغوجي للجيل السابق الذي جعل من ''الإسلام حلا'' لجميع المشاكل التي يعاني منها المجتمع الجزائري''.
وأضاف صاحب المقال ''بكثير من البراغماتية توجه المجتمع الجزائري صوب المستقبل العاجل، (تمدرس وتشغيل وسكن ونقل)، باعتماد منهج علماني يميز بين ما هو مادي وروحاني، أو بين الدولة والدين''.
وأشار إلى أنه أمام الحركات الاحتجاجية المتعددة التي شهدها البلد، والتي تبرز مدى حيوية المجتمع، فضلت السلطات اعتماد الحوار المفتوح مع جميع قطاعات المجتمع دون استثناء، ''حيث تم إخماد الاحتجاجات دون عناء وتمت الاستجابة للمطالب الاجتماعية في حدود الإمكانيات المتوفرة''.
كما أوضحت المجلة أن ''السلطة كانت سخية بالقدر الواسع دون المساس بالتوازنات الأساسية للاقتصاد الذي خرج لتوه من امتحان صعب ولا عرقلة إنجاز المشاريع الكبرى''، وتمكنت حسبها، ''وفي جو يطبعه الهدوء، من تسطير خارطة طريقه دون تسرع ولا مزايدات''، معتبرة أن ''الإصلاحات المباشرة لم تصدر من العدم بل تستند إلى دعامة متينة وتعتبر ثمرة مكاسب سياسية ومؤسساتية للسنوات الخمس الأخيرة''.



سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)